قال وسائل إعلامية أمريكية إنّ الولايات المتحدة تستعد لإرسال مساعدات إلى قوات سوريا الديمقراطية، وذلك عقب أسبوع من عمليات شغب في سجن بمدينة الحسكة يضم آلاف المعتقلين من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية، الذين استطاع بعضهم الفرار لفترة وجيزة غالبهم أجانب من 50 دولة تقريبا.
إذ قال مسؤولون في التحالف الدولي ضد “داعش”، في تصريح لوكالة Voice of America، الجمعة 3 أبريل/نيسان 2020، إنَّ هذا الدعم يأتي بهدف صيانة أكثر من 10 سجون ومعسكرات اعتقال في سوريا، وتشمل الشحنات الحديثة المُرسلة إلى سوريا أقنعة ودروعاً وهراوات لحراس السجون.
وقال المتحدث باسم التحالف الكولونيل مايلز كاغينز، “يواصل الجيش الأمريكي تقديم الدعم لقوات سوريا الديمقراطية لإصلاح وتجديد منشآت الاعتقال التي تضم مقاتلي داعش والمساعدة في ضمان استمرار (قسد) في احتجاز مقاتلي داعش بأمان وبصورة جيدة ”.
غير أنَّ المسؤولين في الجناح السياسي لقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة متشككون في هذا الشأن، بزعم أنَّ المرة الأخيرة التي تلقت فيها القوات دعماً للسجون كانت في أبريل/نيسان 2018، حين كانت هذه السجون تضم ما يقرب من 7000 سجين من أفراد داعش، وليس 10 آلاف، وهو الرقم الذي وصلت له حالياً.
في هذا السياق، قالت سينم محمد، الممثلة الخارجية لمجلس سوريا الديمقراطية في الولايات المتحدة، “حتى الآن لم نتلقَ أي شيء”. وأضافت سينم: “تعهدوا بمساعدتنا وتجديد السجون، لكن للأسف لم يحدث أي شيء”، وأشارت إلى أنَّ المنشأة التي أثار مقاتلوا داعش” المسجونون فيها شغباً “غير مُؤمَّنة بما يسمح باحتجاز سجناء على هذا القدر من الخطورة”.
لكن يقول مسؤولون في التحالف إنّهم أوصلوا إمدادات طبية بقيمة 1.2 مليون دولار لمساعدة قوات سوريا الديمقراطية والسلطات المدنية في شمال شرقي سوريا لمكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد.
شملت شحنة المساعدات التي وصلت الأسبوع الماضي أقنعة وقفازات مطاطية ومعدات جراحية وأجهزة مزيلة لرجفان القلب وأجهزة لقياس مستوى التأكسج للمستشفيات في مدينتي الحسكة والشدادي. وتضمنت الشحنة مساعدات إضافية لقوات سوريا الديمقراطية والقوات التي تحرس السجون المُحتجَز فيها عناصر “داعش”.
مع ذلك حذَّرت سينم من أنَّ هذه المساعدات “غير كافية”، وقالت: “ما زلنا بحاجة لمساعدات للآلاف الموجودين في معسكرات الاعتقال”.
يُذكر أنَّ المخاوف بشأن اكتظاظ السجون ومعسكرات الاعتقال، التي تحتجز عشرات الآلاف من أفراد عائلات “داعش”، ليست جديدة، بالرغم من أنّها أصبحت أكثر إلحاحاً.
إذ سبق وأعرب مسؤولون أمريكيون وقيادات قوات سوريا الديمقراطية مراراً عن مخاوفهم، لا سيما بشأن السجون، واصفين إياها بأنّها مرافق “مؤقتة”؛ فهي كانت بالأساس مدارس ومستشفيات ومباني مهجورة أخرى حُوِّلَت سريعاً لاحتواء ما يصل إلى 10000 مقاتل من داعش عندما انهارت الخلافة التي أعلنتها الجماعة الإرهابية في شهر فبراير/شباط، ومارس/آذار من عام 2019.
كما حذَّر المسؤولون الأمريكيون مراراً وتكراراً من أنَّ هذه المنشآت قد تكون “جيدة بما فيه الكفاية” للوقت الحالي، لكن سيكون من الخطر اعتبار السجون حلاً دائماً، خاصةً لما يقرب من 2000 مقاتل أجنبي يقبعون في سجون قوات سوريا الديمقراطية.
فيما أشارت الإفادات الأولية لمسؤولي السجن إلى أنَّ بعض مقاتلي داعش هربوا من السجن، لكن قال مسؤولوا قوات سوريا الديمقراطية والجيش الأمريكي إنَّ أعمال الشغب أُحبِطَت بحلول يوم الإثنين، 30 مارس/آذار، وأصبح جميع المعتقلين الآن قيد الاحتجاز.
إذ يصف مسؤولوا قوات سوريا الديمقراطية أعمال الشغب في الحسكة بأنّها مثيرة للقلق، لكنهم يشيرون أيضاً إلى أنّها الأحدث ضمن سلسلة من الاضطرابات ومحاولات الفرار من السجن، ودفعتهم جميعها إلى طلب المزيد من المساعدة.
كما يقولون إنَّ الوضع ازداد تأزماً منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عندما أجبر توغل تركيا في شمال شرقي سوريا، قوات سوريا الديمقراطية على إخلاء السجون في المناطق التي أصبحت تحت السيطرة التركية.
يُضاف إلى ذلك، المخاوف المتزايدة حول الانتشار المحتمل لفيروس كورونا المستجد، ما يشكل مزيداً من الضغوط على المرافق التي تقف بالفعل عند نقطة الانهيار.