لم تمضي دقائق على الدعوة التي وجهها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لوقف جميع الحروب الخارجية من أجل مكافحة كورونا حتى جددت القوات التركية قصف قرى في مدينة عين عيسى شمالي الرقة، وناحية تل رفعت في ريف حلب تسببت في إصابة ثلاثة مدنيين على الأقل بجروح.
القصف استهدف قرية سيدا بريف عين عيسى في مدينة تل أبيض بإطلاق القذائف والصواريخ، إضافة لقذائف سقطت وسط مدينة تل رفعت.
كما وتسبب الالغام التي زرعتها فصائل الجيش الوطني في قرية بريف تل أبيض في مقتل طفل وإصابة اثنين بجروح.
وكانت الأمم المتحدة قد رحبت بالبيان الصادر عن قوات سوريا الديمقراطية في 24 آذار/مارس والذي أعربت فيه عن دعمها لنداء الأمين العام الداعي إلى وقف عالمي فوري لإطلاق النار لتسهيل الاستجابة العالمية لمواجهة لكوفيد-19.
جاء ذلك في بيان صادر مساء يوم الخميس بتوقيت نيويورك، عن المتحدث باسم الأمين العام ستيفان دوجاريك، نوه فيه ببيان قوات سوريا الديمقراطية وإعلانها الالتزام بتجنب الانخراط في عمل عسكري.
ودعا الأمين العام الأطراف الأخرى في الصراع السوري إلى دعم ندائه.
وكان المتحدث باسم الأمين العام قد صرح اليوم في المؤتمر الصحفي اليومي الذي يعقد الآن عبر تقنية الفيديو، بأنّ الأمم المتحدة تشعر بقلق عميق إزاء التأثير المحتمل لفيروس كورونا على ملايين الأشخاص في جميع أنحاء سوريا، خاصة على أكثر من 900،000 شخص الذين مازالوا نازحين بسبب الأعمال العدائية التي اندلعت منذ 1 من كانون الثاني/ديسمبر في شمال غرب البلاد.
وفي 24 آذار مارس 2020 دعت القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية جميع أطراف الصراع السوري إلى الامتناع عن أيّة مبادرات أو أعمال عسكرية، والالتزام الفوري بهدنة إنسانية، وأعلنت أنّها من جهتها ستلتزم بحالة الدفاع المشروع وتجنب الخوض في أيّة أعمال عسكرية، متمنية أن تساعد هذه الهدنة الإنسانية على فتح باب الحوار والحل السياسي وإنهاء حالة الحرب في العالم وسوريا.
وجاء ذلك عبر بيان أصدرته القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية على خلفية التهديدات الجدية التي يشكلها فيروس كورونا على حياة البشر في العالم عموماً وسوريا التي تعاني من أزمة حرب بشكل خاص، وقالت في بيانها:
“في ضوء استمرار تهديد وباء الفيروس التاجي (فيروس كورونا) للعالم بأسره، والاستجابة للنداء الذي أطلقه الأمين العام للأمم المتحدة، السيد انطونيو غوتيريس، فإنّ القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية تعلن التزامها بالجهود العالمية الرامية لمكافحته بالدعم والاستجابة الفعالة لهذا الوضع.
الوضع الحالي في العالم يؤشر بوضوح إلى حجم التهديد القاتل لفيروس COVID-19 ومستويات انتشاره، والذي صنفته منظمة الصحة العالمية على أنّه وباء عالمي، وضعت جميع الإدارات والأنظمة الصحية في العالم تحت الاختبار والضغط غير المسبوق.
وبسبب انهيار القطاع الصحي وتدهور المرافق الصحية نتيجة الحرب، فإنّ الوضع السوري لا يحتمل المزيد من الأعمال العدائية، وأي تجدد للأعمال الحربية سيخلق موجات نزوح ستؤثر على ما تبقى من البنية التحتية الصحية، وبالتالي تسريع انتشار الفيروس وزيادة فتكه.
وبناء على هذا فإنّ القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية تدعو جميع أطراف الصراع السوري إلى الامتناع عن أيّة مبادرات أو أعمال عسكرية، والالتزام الفوري بهدنة إنسانية، وتعلن قواتنا من جهتها الالتزام بحالة الدفاع المشروع وتجنب الخوض في أية أعمال عسكرية، ونأمل في أن تساعد هذه الهدنة الإنسانية على فتح باب الحوار والحل السياسي وإنهاء حالة الحرب في العالم وسوريا.
وتؤكد القيادة العامة في قوات سوريا الديمقراطية التزامها بضمان الاستجابة الفعالة لهذه الأزمة وتسهيل وصول العاملين في قطاع الصحة – المحليين والدوليين – إلى كل المناطق التي تسيطر عليها قواتنا”.