كشف أحصاء أولي أن 250 عائلة حتى الآن وصلوا إلى منطقة الإدارة الذاتية في شمال سوريا، حيث تقوم قوات سوريا الديمقراطية بتحويلهم إلى مخيم أنشأته خصيصا لنازحي إدلب في مدينة منبج تمهيدا لانتقال من يرغب منهم إلى مدينة الرقة أو الحسكة.
ورغم أن مدينة إدلب تقع ضمن اتفاقيات “خفض التصعيد” ووقف إطلاق النار الموقع بين روسيا وتركيا، الا أن قوات الحكومة السورية، بدعم من سلاح الجو الروسي يواصل استهداف المدينة وسط اتهامات لتركيا بتقاعسها عن القيام بواجباتها في وقف الهجوم كونها طرف ضامن.
ولا يجد النازحون مكانا آمنا يهربون إليه، في ظل قيام تركيا باغلاق حدودها بشكل نهائي، واستهداف أي من النازحين قرب الحدود، حيث ارتفع عدد القتلى السوريين برصاص الجنود الأتراك إلى 452 شخصا، حتى نهاية يناير 2020 بينهم ( 84 طفلا دون سن 18 عاما، و 58 امرأة) كما وارتفع عدد الإصابات بطلق ناري أو اعتداء إلى 440 شخصا وهم من الذين يحاولون اجتياز الحدود هربا من الحرب المندلعة في سوريا منذ 8 سنوات أو من سكان القرى والبلدات السورية الحدودية أو المزارعين، وأصحاب الأراضي المتاخمة للحدود حيث يتم استهدافهم من قبل الجندرمة بالرصاص الحي.
وتمكن مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا من جمع بيانات تضمنت قيام الجنود الأتراك بقتل شخصين هما طفل وامرأة، وإصابة 9 أشخاص بجروح، خلال شهر يناير كانوا يحاولون اجتياز الحدود التركية، هربا من الحرب في منطقة أدلب السورية.
في 19 يناير قتلت قوات الجندرمة التركية امرأة سورية نازحة تسمى “فاطمة خالد أزون” من معرة النعمان خلال محاولتها العبور من قرية خربة الجوز، كما أصيب شخصان آخران بجروح برصاص الجندرمة. فاطمة وهي من قرية معرشورين بريف إدلب الجنوبي، وأم لثلاثة أطفال.
في 21 يناير، 2020 استشهد الطفل ( محيميد فواز الفرج ) وهو من حماة وأصيب 7 أشخاص آخرين بجروح خطيرة، برصاص “الجندرمة” على الحدود السوريّة التركيّة. بالقرب من “خربة الجوز” على الحدود السوريّة التركيّة، أثناء محاولته اللجوء إلى الأراضي التركيّة برفقة أخيه الأكبر منه”.
وفي شهر كانون الأول \ ديسمبر 2019 قتل 3 لاجئين على الحدود برصاص الجندرمة التركية، وبلغت إصابات الحدود نتيجة استهدافهم من قبل الحرس الحدود التركي 10 لاجئين ذلك بحسب تقرير أصدره مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا.
وفي شهر تشرين الثاني \ نوفمبر 2019 قتل لاجئان اثنين على الحدود برصاص الجندرمة التركية، وبلغت إصابات الحدود نتيجة استهدافهم من قبل الحرس الحدود التركي 4 لاجئين.
وفي شهر تشرين الأول \ أكتوبر 2019 قتل 4 لاجئين على الحدود برصاص الجندرمة التركية، وبلغت إصابات الحدود نتيجة استهدافهم من قبل الحرس الحدود التركي 22 لاجئا.
الانتهاكات تجاه اللاجئين والنازحين على حد سواء من قبل الجندرمة التركية متواصلة رغم أن تركيا تعتبر من الدول الضامنة لوقف التصعيد وتشارك كأحد أطراف الصراع الرئيسية في سوريا وتقع على عاتقها مهمة حماية اللاجئين والنازحين.
ولم يكن لهؤلاء المدنيين سوى الهروب من جحيم الموت إما صوب الحدود التركية المغلقة أمامهم أو صوب مناطق شمال وشرق سوريا التي تديرها الإدارة الذاتية التي فتحت أبوابها أما النازحين من مختلف مناطق سوريا.
ورحب الجنرال مظلوم عبدي، قائد قوات سوريا الديمقراطية، بالنازحين من إدلب، حيث أبدت قواته سابقا استعدادها لاستقبالهم، وقال عبدي عبر تويتر “حتى الآن وصل آلاف النازحين من أهلنا في إدلب إلى مناطقنا الآمنة،نتوقع وصول المزيد…أضاف “كل مناطقنا ترحب بالنازحين من إدلب، حيث كلنا سوريون ولا منة لأحد على أحد ولا جدران عازلة أو حقول ألغام بيننا ولا جنود أو حراس الحدود يستهدفون العابرون” وذلك في إشارة لقيام حرس الحدود الأتراك \ الجندرمة بقتل النازحين السوريين، وبناء تركيا لجدار عازل على طول حدودها.
حتى الآن وصل آلاف النازحين من أهلنا في أدلب إلى مناطقنا الآمنة،نتوقع وصول المزيد.
كل مناطقنا ترحب بالنازحين من إدلب، حيث كلنا سوريون ولا منة لأحد على أحد ولا جدران عازلة او حقول ألغام بيننا ولا جنود او حراس حدود يستهدفون العابرون. pic.twitter.com/UIKnbQhzsb— Mazloum Abdî مظلوم عبدي (@MazloumAbdi) February 5, 2020
ووصلت في الأيام الثلاث الاخيرة الدفعة الخامسة من النازحين عبر مدينة منبج، حيث يخضعون لتفتيش دقيق.
hundreds of people from Idlib have arrived today to Munbij city, despite the tough conditions the Self Administration is working hard to provide shelters and services to the new arrivers, we will share bread and everything together. pic.twitter.com/9jCVQYoS9L
— Mustafa Bali (@mustefabali) February 7, 2020
من جهة أخرى اتخذت الإدارة الذاتية قرارا بإعادة فتح معبري أم جلود شمال غربي منبج وعون الدادات شمالي منبج، بعد 3 أشهر من إغلاقهم بسبب العملية العسكرية التركية على مناطق تل أبيض/ كري سبي ،ورأس العين/ سري كانيه التي بدأت في 9 تشرين الأول/ أكتوبر من العام الفائت.
ومعبر عون الدادات مخصص لعبور المدنيين، بينما معبر أم جلود يعد من أهم المعابر التجارية بين منبج وجرابلس بريف حلب الشمال الشرقي، حيث يتم استيراد المواد الغذائية والخضار والبضائع الأخرى لمدينة منبج.