قصص الاختطاف والاعتقالات لا تتوقف في مدينة عفرين، الخاضعة منذ آذار 2018 لسيطرة الجيش التركي، وجماعات سورية مسلحة موالية له.اعتقال المواطنين، واختطافهم بات روتينا يوميا لمن تبقى من أهالي عفرين في قراهم ومنازلهم.
آخر حوادث الاختطاف وطلب فدية كان ضحيتها المواطن “سعيد مجيد رشيد” من منطقة راجو، تعرض للاختطاف أثناء عودته من مدينة عفرين لمنزله في قرية عطمانلي، حيث يعمل في تجارة الزيت. سعيد، تم اختطافه من قبل مسلحين “مجهولين” قرب وادي “كليه تيرا” بتاريخ 3 نوفمبر الجاري، وأقرب حاجز للجيش الوطني يبعد حوالي 150 متر عن مكان الاختطاف.
وبعد 3 أيام سمح له بالاتصال هاتفيا بعائلته، واخبر أهله أنه مختطف ولا يعلم مكان تواجده، وقد تعرض للضرب…وإن الخاطفين طالبوا بمبلغ مقداره 500 الف $ للافراج عنه.
ومن الانتهاكات الأخرى في مدينة عفرين تعرض المواطنة منال محمد البالغة من العمر 33 عاما، وهي من أهالي قرية مريمين وتعمل ممرضة في مشفى السلام الجراحي للطعن بالسكين من قبل لصوص كانوا يسرقون منزلها.
وفي منطقة معبطلي اعتقل 3 اشخاص من قبل جهاز الشرطة العسكرية وهم رمزي شعبو بن مصطفى ومحمد محمد علي بن بلال و خليل بكر كما وداهم عناصر من جهاز الشرطة العسكرية قرية قنطرة في منطقة معبطلي واعتقلوا 13 من الاهالي هم: أحمد كلخاش، علي محمد مراد، رمزي حنان عثمان، خليل منان يوسف، نبي خليل حنان، آذاد أحمد حنان، محمد أحمد حنان، أحمد أصلان، نعام أحمد حنان، محمد ربيع يوسف، علي حنان شيخو، عبد الرحيم محمد شيخ نعسان، خليل حنان خليل.
وكشف تقرير صادر عن مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا @vdcnsy في نهاية شهر تشرين الأول \ أكتوبر 2019 تزايد معدلات العنف والجريمة وحوادث الاقتتال بين الفصائل، وحدوث المزيد من الانفجارات ضمن مناطق تسيطر عليها القوات التركية شمال سوريا، كما وشكل الهجوم التركي على المناطق التي كانت تصنف “مستقرة، آمنة” شرق الفرات، واحتلال مدينتي رأسن العين\ سري كاني، وتل أبيض \ كري سبي وما نتج عنه من مآسي إنسانية بنزوح سكانها البالغ عددهم 300 ألفا \ 180 ألف بحسب تقديرات الأمم المتحدة.
إضافة لانتهاكات حقوق الإنسان وجرائم التعذيب والاعتقالات والاعدامات الميدانية والاستيلاء على العقارات والملكيات والقصف العشوائي واستخدام أسلحة محرمة دوليا إضافة إلى تنفيذ عمليات اعدام ميدانية، واستهداف الطواقم الطبية، والصحفيين ساهم في تفاقم الأوضاع ودخول المنطقة برمتها إلى فوضى وتوجه الأمور نحو الفلتان الأمني، وعودة التفجيرات، وحوادث الاغتيال.
التقرير مسح الفترة الممتدة من شهر شباط 2018، حتى تشرين الثاني\نوفمبر 2019 أشار لمقتل ( 1213 ) مدني منذ التوغل التركي في شمال سوريا، منهم قتل تحت التعذيب 54 شخص في سجون الجماعات المدعومة من تركيا.
واشار أن الاعتقالات العشوائية طالت ( 5678) شخصا، وتم توثيق تعرض ( 680) شخص للتعذيب، ووصلت عدد حالات المطالبات بفدية للإفراج عنهم: 457 شخصا، فيما بلغت عدد حوادث الانفجارات\ ألغام، مفخخات 198.
كما وثق إصابة ( 2400\ بينهم 295 طفل، 206 امرأة ) بجروح وكدمات ورضوض نتيجة مداهمة المنازل أو شظايا المتفجرات أو نتيجة تعرضهم للضرب من قبل المسلحين، وبلغ عدد حالات الاقتتال بين الفصائل 230 حالة اقتتال داخلي.
كما وثق مقتل 445 لاجئا برصاص الجندرمة التركية على الحدود، بينهم ( 83 طفلا دون سن 18 عاما، و 56 امرأة) كما وارتفع عدد الإصابات بطلق ناري أو اعتداء إلى 416 شخصا وهم من الذين يحاولون اجتياز الحدود أو من سكان القرى والبلدات السورية الحدودية أو المزارعين، وأصحاب الأراضي المتاخمة للحدود حيث يتم استهدافهم من قبل الجندرمة بالرصاص الحي.