يوما عن آخر يفقد الائتلاف السوري الذي يهيمن عليه تيار الإخوان المسلمين الموالي لتركيا المزيد من قيمه ومصداقيته لدى السوريين، بحيث لم يعد أحد مهتما بمواقفه، وما يصدر عنه كونه سيصب في الدرجة الأولى لصالح تركيا وليس أحد آخر، فهو التيار السياسي الذي برر ترحيل اللاجئين قسرا من تركيا، وباركها، وهو الذي يصمت عن قيام الجندرمة التركية بقتل وإصابة 900 سوري على الحدود وغير ذلك من المواقف، فكانت بياناته ممهورة بختم المخابرات التركية كما كتب أحد السوريين.
في أحدث المواقف التي صدرت عنه، وتثبت ازدواجية معاييره التقيمية هي انتقاده للقصف الروسي على مدينة إدلب التي من المفترض أنها باتت بحماية الرئيس التركي رجب أردوغان وفق اتفاقه مع الرئيس الروسي بوتين.
الائتلاف صمت عن الهجوم التركي على مدينتي تل أبيض ورأس العين في شمال شرق سوريا، وجرائم الحرب الموثقة التي ارتكبتها باستخدام أسلحة محرمة دوليا إلى جانب جرائم حرب ارتكبها المسلحون المدعومين من تركيا والذين يمثل الائتلاف واجهتهم السياسية ضمن ما يسمى بالجيش الوطني الذي ارتكب جرائم اعدام ميدانية عديدة وثقتها منظمات حقوق الإنسان المحلية والدولية.
صمته عن الجرائم سبقه دعم للعملية التركية التي هددت مصير قرابة 4 مليون نسمة يعيشون شرق الفرات، وتسببت منذ إعلانها في 9 أكتوبر في نزوح قرابة نصف مليون شخص من منازلهم وقراهم ومدنهم كما قتل وجرح لا أقل من 1500 شخص بينهم 240 مدنيا قتلو منذ بداية الهجوم، و400 مصاب.
لكن بالمقابل ذهب الائتلاف كنوع من ازدواجية المواقف المرتبطة دائما بتركيا في انتقاد ما وصفه عبر بيانه بـ ” تصعيد الحملة الإرهابية التي يشنها النظام وحلفاؤه منذ أشهر” وأن النظام وروسيا يقصف مدن وقرى وبلدات ريف إدلب وحلب واللاذقية باستخدام الطائرات وسلاح المدفعية حيث سقط قتلى بينهم أطفال، وهو الفعل الذي تقوم به كذلك تركيا شرق الفرات لكنه لم ينل أي اهتمام من الائتلاف ومؤسساته بل وقاموا بمباركة القتل والقصف والاحتلال.
الائتلاف اعتبر أن “عمليات النظام وروسيا” في إدلب ومحيطها هي جرائم حرب صريحة تأتي في إطار خطة ممنهجة لاستهداف المدنيين بالدرجة الأولى، ولم يذكر مطلقا سيطرة القاعدة والجهاديين هناك وانتهاكات الفصائل في عفرين وجرابلس.
وقال في بيانه أنهم “مستمرون في التواصل مع الأطراف الدولية ووضعها في صورة التطورات على الأرض مع التشديد على ضرورة قيامها بتحمل مسؤولياتها وممارسة الضغوط اللازمة على النظام وروسيا لوقف هذه الجرائم. العالم مطالب بالتحرك ووقف الكارثة التي يجرها النظام وحلفاؤه على السوريين”.
بالمقابل نشر الائتلاف في 8 أكتوبر، أي قبل يوم واحد من شن تركيا عدوانها على شرق الفرات، بيانا دعم فيه العملية التركية. قال فيه إنهم ملتزمون بالعمل مع تركيا لشن هجوم على مناطق شرق الفرات، وقوات سوريا الديمقراطية.
وكشف أن تركيا أبلغتهم بالمخطط الذي تنوي تنفيذه شرق الفرات، بذريعة “المنطقة الآمنة” والقاضي بتهجير سكان المناطق الحدودية من الأكراد من مدنهم التاريخية بهدف توطين قرابة 1 حتى 2 مليون لاجئ سوري يعيشون في تركيا، ضمن خطة شاملة للتغيير الديمغرافي مباركين ذلك.
بيان الائتلاف كشف أن وزارة الدفاع ورئاسة الأركان تدعم وتشارك تركيا في جهودها، وأكد أن “الجيش الوطني” سيشارك في الهجوم بفعالية والعمل المشترك مع من وصفهم ب”الأشقاء في تركيا”.
وقال إن “الائتلاف” و”الحكومة السورية المؤقتة ووزاراتها ومديرياتها تلقوا بلاغات من تركيا للعمل في المنطقة التي ستشهد هجمات، تمهيدا لإدارتها من قبلهم.
المادة من مشاركات المتابعين عبر البريد