تواصل القوات التركية والفصائل السورية المعارضة الموالية لها في عفرين ارتكاب كافة أنواع “الانتهاكات” ضد أبناء المنطقة، في “مسعى لإجبار من تبقى منهم على الرحيل من منازلهم وأراضيهم”.
تلك الممارسات تندرج في “مخطط عملية تغيير الديمغرافي في المنطقة”، ضمن خطة تركيا مؤلفة من جزئين الأولى”الاحتلال” و الثانية “التغيير الديمغرافي” فالمخطط التركي في الفترة الراهنة يهدف إلى إجبار أهالي عفرين على الرحيل بالكامل ومنع عودتهم إليها ومنع عودة المهجرين من أبنائها بأمر مباشر من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان..
الجرائم والانتهاكات اليومية تأخذ وجوه وطرق متعددة حيث أن الفصائل ترتكب إرهابا يوميا وتقوم بجرائم حرب بحق المدنيين في عفرين. وهي “تأتي بإيعاز من الاستخبارات التركية التي تمتلك 9 مراكز في منطقة عفرين لوحدها”.
“الانتهاكات تجري على مسمع ومرأى من الرئيس التركي واستخباراته وبإشراف مباشر منهما، وهي تثبت عملية التغيير الديمغرافي الممنهجة التي تنفذها تركيا والفصائل الموالية لها في عفرين، بهدف إحلال سكان جدد موالين لأنقرة بدلا من السكان الأكراد الأصليين.
عمليات اختطاف ونهب وتعذيب
الفصائل الموالية لتركيا العاملة في عفرين ضمن “غصن الزيتون”، لم تترك انتهاكا بحق المدنيين من أبناء المدينة إلا ارتكبته من السرقة والسلب والنهب حتى الاختطاف وطلب الفدية والقتل ومصادرة المنازل والممتلكات والأراضي الزراعية والعقارات وفرض الضرائب الباهظة، وغيرها.
مسلحي أحرار الشرقية قاموا بالاعتداء بالضرب على الرجل المسن \سليمان حكمو، 72 عاما\ بعد مداهمة منزله في قرية كعني كوركة بمنطقة “جنديرس” بريف عفرين، ما تسبب بكسورات في رأسه واضلاعه…وترك الرجل ينزف فيما سارع الجيران لاسعافه لاقرب مصح طبي.
مسلحي “لواء الفتح – الفرقة 132” اقتحموا قرية ترميشا التابعة لناحية شيخ الحديد في عفرين، واختطفوا ستة مدنيين بينهم امرأتان تتجاوزان 65 عاما، وتم نقلهم لمكان مجهول.
ومن بين الانتهاكات الأخرى في عفرين، إجبار فصيل “لواء السلطان فاتح” المدعوم من تركيا سكان قرية عرب أوشاغي التابعة لناحية معبطلي، على جلب أكياس حطب من منازلهم لمقرات اللواء في البلدة، مشيرا إلى أن الفصيل هدد بقطع أشجار الزيتون في القرية إذا رفض المواطنون الامتثال للأوامر.
كما تم توثيق انتهاكات أخرى لعدد من الفصائل العاملة في منطقة “غصن الزيتون”، من بينها اختطاف مسلحي “لواء سليمان شاه” المدعوم من تركيا، مواطنين اثنين من قرية كاخرة التابعة لناحية معبطلي. عناصر الفصيل اتصلوا بذوي المختطفين وطالبوهم بدفع فدية مالية قدرها 1000 دولار أميركي مقابل إطلاق سراحهم.
ومنذ الأول من اكتوبر الجاري كثفت الفصائل حملاتها في عفرين من “ابتزاز المواطنين وسرقة ونهب ممتلكاتهم وفرض ضرائب ورسوم غير مستحقة عليهم من دون تمييز بين غني وفقير”.
فصيل “أبوعشمة” فرض غرامة 500 يورو على عدد من أهالي منطقة شيخ الحديد، حتى وإن كانوا مهجرين من منازلهم ولا يقيمون فيها، وخاصة الذين لديهم أبناء يقيمون في أوروبا، كما وقام باعتقال كل من عبدو خليل حسو، مصطفى حسن محو وهما من أهالي قرية كاخرة مشترطاً دفع فدية مالية قدرها عشرة آلاف دولار أمريكي لقاء إطلاق سراحهما .
كما أن الفصائل المدعومة من تركيا بدأت منذ مدة بحملة لاحصاء أملاك المواطنين الأكراد في عفرين، بهدف فرض ضرائب على الأملاك. وقالت مصادر مطلعة للمرصد إن الفصائل المسلحة تعتزم فرض ضريبة 50 ليرة تركية على كل دونم من الأراضي الزراعية.