اعترافات: خلية مولتها تركيا قامت بتنفيذ 20 عملية وتسبب بمقتل 200 شخص

“أبو معاذ” الذي كان يعتبر أحد أخطر الأمنيين الخارجيين لدى تنظيم داعش في مناطق إقليم الجزيرة، نفّذ وأدار وخطط لعشرات الهجمات التي راح ضحيتها أكثر من مئتي شخص، منها هجمات عشية عيد النوروز 2015، ومركز قوات الأمن الداخلي واغتيال مروان الفتيح واستهداف دورية للتحالف الدولي.

وألقت الاستخبارات العسكرية لقوات سوريا الديمقراطية القبض على ما يُعرف بأمير الأمنيين في الخارج ونائب ما يسمى بوالي البركة عبد الرزاق حمد السلامة، الذي نفذ عشرات الهجمات من تفخيخ وزرع للألغام وإعطاء الإحداثيات، وإيصال المعلومات لوكالة أعماق التابعة ل داعش، بالإضافة لتجنيد عشرات الخلايا ضمن إقليم الجزيرة، وإخراج عناصر التنظيم من الصور وهجين والباغوز بعد تضييق الخناق عليهم ومن ثم إعادتهم وتجنيدهم ضمن الخلايا النائمة.

عبد الرزاق حمد السلامة من منطقة الشدادي مواليد 1993، انضم إلى تنظيم الدولة الاسلامية عن طريق شخص يُعرف باسم بأبو إبراهيم الرقاوي، الذي كان مسؤولاً عن الأمنيين الخارجيين.

والأمنيون الخارجيون، هم عناصر تم تجنيدهم من قبل التنظيم، ويقومون بمهامٍ استخباراتية في المناطق غير الخاضعة لسيطرتهم، ومهامهم الاستطلاع وتحديد الإحداثيات، واحتواء الانتحاريين وإرشادهم إلى الأهداف المُحددة، وإعطاء المعلومات عن المواقع العسكرية والشخصيات البارزة في المنطقة.

وكالة هاوار نشرت لقاء مصورا مع عبد الرزاق حمد السلامة المعتقل الآن لدى القوات الأمنية، والذي مازال متمسكاً بأفكار داعش، لا يمكن التكهن بأنه شخص بارز ويستطيع القيام بالهجمات التي قام بتنفيذيها والتي سنذكرها بسبب برودة أعصابه، ويُكنى بأبي معاذ بين صفوف داعش، وله صيت واسع بينهم، وكافة الخلايا التابعة له تأتمر بأمره ولا تتحرك إلا بتوجيهاته.

المُكنى بأبي معاذ كان المخطط والعقل المُدبر لتفجيرين في مدينة الحسكة عشية عيد النوروز في 2015 والذي راح ضحيته 53 مدني، جُلّهم من الأطفال والنساء، وكان المخطط للهجوم الذي استهدف مركز قوى الأمن الداخلي في ساحة البيطرة في مدينة الحسكة في الـ 6 من أيار 2015 والذي استشهد على إثره 16 عنصراً من القوات عبر إدخال سيارة مفخخة و5 انتحاريين. بالإضافة للعربة المفخخة التي فُجّرت في دوار سينالكو في الحسكة في الـ23 من حزيران 2015، وتفجير لغم أرضي بسيارة عسكرية تابعة لقوات سوريا الديمقراطية على طريق “الخرافي” والذي استشهد على إثره 8 مقاتلين. والعربة المفخخة التي فُجّرت بدورية تابعة لقوى الأمن الداخلي بالقرب من دوار خشمان شمال مدينة الحسكة في 14 أيلول 2015، وأدت لاستشهاد عدد من المدنيين وعناصر قوى الأمن الداخلي، بالإضافة للقيام بأكثر من 6 اغتيالات.

كافة الهجمات التي تم ذكرها كانت بتعليمات من أبو إبراهيم الرقاوي بموجب الإحداثيات والمعطيات التي أدلى بها “أبو معاذ”، كما أن “أبو معاذ” كان يقوم بتصوير تلك الهجمات في أغلب الأوقات ويقوم بإرسالها لوكالة الأعماق، بالإضافة لتزويدهم بنتائجها.

ويدّعي عبد الرزاق عدم خضوعه لأي دورة تدريبية لا عسكرية ولا حتى شرعية، وبأنه اكتسب خبراته من خلال الهجمات التي نفّذها، ويُتقن أيضاً أسلوب التعامل مع الصحافة، فأثناء اللقاء به كان يُدلي بمعلومات شحيحة عن عمله والهجمات التي نفّذها وأدارها.

بعد دحر داعش رويداً رويداً، والاشتباه بعبد الرزاق حمد السلامة من قبل قوى الأمن الداخلي فرّ إلى مناطق الشدادي والتي كانت ما تزال تحت سيطرة داعش، ومن هناك إلى عدّة مناطق، وشارك في عدّة معارك أيضاً من بينها معارك الشدادي.

كلما كان يفقد داعش منطقة ما، كان عبد الرزاق حمد السلامة يُنقل إلى مدينة أخرى، وفي عام 2017 انتقل إلى مدينة منبج ونفّذ هجوماً هناك، حيث قام بزرع عبوة ناسفة على طريق قوات مجلس منبج العسكري وعلى إثرها استشهد مقاتل في القوات وأُصيب آخر.

وأثناء تضييق قوات سوريا الديمقراطية الخناق على داعش في مناطق دير الزور، وبأوامر من أبو إبراهيم الرقاوي، توجّه عبد الرزاق إلى مدينة الرقة، ومن هناك إلى منطقة الشدادي، وكان أحد أهم مهامه إخراج وتهريب العناصر من مناطق الصوّر وهجين والباغوز، وإرسالهم إلى تركيا بالتنسيق مع المُهربين وبالتحديد إلى مناطق كلس ورها (أورفا)، وأخرجوا قرابة ألفي منهم. ومن ثم تم إعادتهم تدريجياً إلى مناطق شمال وشرق سوريا بالتنسيق مع مهربين في مدينة كلس والرها والمُكنى بأبي أسد الكليزي، ومهمته إرسال العناصر بعد دخولهم إلى تركيا إلى مدينة عفرين ومن مدينة عفرين إلى مناطق شمال وشرق سوريا، عبر فصيل أحرار الشرقية والذين يقومون بإصدار هويات ودفاتر عائلية مُزوّرة لهم. وبحسب أبو معاذ فإن الكليزي أحد عناصره.

وتمت ترقية عبد الزراق لأمير الأمنيين، فيما يُسمى لدى التنظيم بقاطع الحسكة- الشدادي. وأُوكلت إليه مهمة تشكيل الخلايا النائمة وإدارتها.

ويقول عبد الرزاق حمد السلامة بأنه تمكّن من تشكيل قرابة 30 خلية ، كل خلية عددها بين 4 إلى 5 عنصر، ومعظمهم من عناصر التنظيم الذين تم إخراجهم من مناطق دير الزور إلى تركيا، ومن ثم تم إدخالهم إلى مناطق شمال وشرق سوريا.

وإحدى هذه الخلايا الـ 30 هي خلية أبو علي البيكسي التي اغتالت الرئيس المشترك للمجلس التشريعي للإدارة المدنية في دير الزور مروان الفتيح في الـ 29 من كانون الأول 2018، والهجوم الانتحاري الذي استهدف دوريةً للتحالف الدولي على طريق الشدادي–طريق الـ 47 – في 21 كانون الثاني 2019، بتعليمات وتخطيط ورصد عبد الرزاق حمد السلامة ومشاركته أيضاً.

وحول كيفية دعم عناصر الخلايا النائمة للتنظيم بالسلاح والذخيرة والعتاد والأموال، يُوضح عبد الرزاق بأنه وقبل دحر التنظيم في هجين أرسل أبو إبراهيم الرقاوي شحنة أسلحة عبر صهريج وقود، وتم إخفاءها في الصحراء، كما بيّن بأنهم وقبل دحرهم في مناطق الشدادي ودير الزور قاموا بإخفاء السلاح في المناطق الصحراوية، وكلما دعت الحاجة للأسلحة يشير أبو إبراهيم إلى أماكن تلك الأسلحة، أما عن الأموال فيقول بأنها تُرسل لهم من أموال المُودعة في البنوك التركية عبر الشركات كشركة خواجة، وبعض الأحيان من إدلب. وقال: “خلال أقل من عام استلمت أكثر من 70 ألف دولار”.

ويُؤكد عبد الرزاق حمد السلامة إدارته لمعظم الخلايا النائمة في مناطق الحسكة والشدادي وتل تمر، وبأن كافة الهجمات التي تمت في هذه المناطق منذ منتصف 2018 وإلى حين اعتقاله تمت بتوجيهاته وتخطيطه، بالإضافة لإعطاء المعلومات بشكل مُفصّل لوكالة أعماق كما كشف بأن اللجنة الشرعية نصّبته نائباً لما يسمى بأمير ولاية البركة، أي بعد تخطيطه لعملية استهداف دورية التحالف الدولي التي شارك فيها هو وخليته “خلية أبو علي بيكسي” والتي سنقوم بنشر معلومات مفصلة عنها.

-------------------------------

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com

ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات

تابعنا : تويتر - تلغرام - فيسبوك