تظاهر الآلاف من أبناء منطقة شمال وشرق سوريا أمام قاعدة لقوات التحالف الدولي لمحاربة داعش الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية احتجاجاً على استبعاد ممثلي منطقة الإدارة الذاتية من اللجنة الدستورية التي تشكلت في الـ23 من أيلول/سبتمبر المنصرم لصياغة دستور جديد لسوريا.
وتوافد الآلاف من أبناء مناطق شمال وشرق سوريا ظهر اليوم الأربعاء إلى قرية خراب عشك جنوب مدينة كوباني حيث تتواجد قاعدة للتحالف الدولي لمحاربة داعش والذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية وذلك للاحتجاج ضد عدم إشراك ممثلين عن مناطقهم في اللجنة الدستورية.
وسار الآلاف من الأهالي من دوار قرية خراب عشك حتى قاعدة التحالف حيث بدأوا الوقفة الاحتجاجية حاملين صور الشهداء من أبناء المنطقة الذين استشهدوا في معارك تحرير المنطقة من داعش والقضاء عليه.
كما حمل المحتجون لافتات كتب على إحداها “دستور لا يقدّر ويثمن دماء شهداؤنا لا يمثلنا”.
وحملت الوقفة الاحتجاجية شعار “الدستور الذي لا نشارك فيه لن نلتزم به”، إذ شارك فيها الآلاف من أهالي المنطقة من المكونات العربية والكردية والأرمنية والتركمانية وغيرها من مكونات المنطقة، حيث جاء هؤلاء من مدن منبج، الطبقة، الرقة، ريف دير الزور، كري سبي/تل أبيض وكوباني.
وخلال الوقفة الاحتجاجية، ألقت الرئيسة المشتركة للمجلس التنفيذي للإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا بيريفان خالد كلمة قالت فيها “إن تشكيل اللجنة الدستورية دون تمثيل جميع الأطراف السورية يتناقض مع القرارات الأممية التي تنص على ضرورة مشاركة كافة مكونات الشعب السوري في صياغة الدستور السوري”.
وأكدت بيريفان خالد أن الإدارة الذاتية لن تقبل بأن يفرض على الشعب السوري قرارات من جهات خارجية لا تمثل الإرادة السورية، وقالت بأن “اللجنة المشكلة لصياغة الدستور ليست سوى لجنة تعبر عن أجندات الدول اللاعبة في الأزمة السورية”.
ثم شكرت الرئيسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطية أمينة عمر، الأهالي لوقوفهم هناك في الساحة، ورأت أن “الحشد الجماهيري في هذا الاعتصام هو أكبر برهان على أن الشعب السوري غير راض عن هذه الصياغة”.
وأكدت أمينة عمر أن مجلس سوريا الديمقراطية لن “يقف مكتوف الأيدي حيال إقصاء شعوب الشمال والشرق السوري من حقه في صياغة دستور بلاده”.
كما وتحدثت الرئيسة المشتركة عن الوضع المستقر الذي تعيشه مناطق شمال وشرق سوريا، وقالت “إن الوضع في شمال وشرق سوريا يقل نظيره في الأراضي السورية الأخرى”.
وقال الرئيس المشترك لحزب سوريا المستقبل إبراهيم قفطان في كلمة ألقاها خلال الوقفة الاحتجاجية إن “هذه الحشود تقول بوضوح؛ لا للاحتلال، لا للطغيان، لا للإقصاء”.
ومضى قائلا “الغرف المظلمة أصبحت مرتعا للإملاءات، ولهذا خرج شعبنا ليقول لا لإقصاء السوريين, فمن استطاع القضاء على داعش يستطيع أن يصيغ لبلاده دستورا”.
وباسم عشائر المنطقة، ألقى الشيخ حامد عبد الرحمن الفرج كلمة قال فيها بأن شعوب شمال وشرق سوريا “ستقف في وجه جميع المؤامرات التي تحيكها الجهات الخارجية”.
وأضاف “اللجنة الدستورية ما هي إلا أداة لتنفيذ الأجندات الخارجية، شعب المنطقة ذاق الكثير في ظل الأزمة، لكنه اليوم يعيش بأمن واستقرار بفضل دماء الشهداء التي أريقت في سبيل تحرير هذه الأرض”.
ودخل وفد يمثل المحتجين، إلى داخل قاعدة التحالف ليسلم المسؤولين فيها رسالة تعبر عن موقف أبناء المنطقة الرافض لاستبعاد ممثلي مناطق شمال وشرق سوريا التي تمثلها الإدارة الذاتية ومجلس سوريا الديمقراطية من اللجنة الدستورية.
كما وخرج الآلاف من مكونات مقاطعة قامشلو، في مسيرة انطلقت من أمام ملعب 12 آذار صوب مقر الأمم المتحدة في مدينة قامشلو شمال وشرق سوريا.
وشارك في المسيرة التي نُظّمت تحت شعار “دستور لم نشارك فيه لا يمثلنا”، الآلاف من مكونات مقاطعة قامشلو، من الكرد والعرب والسريان، وأعضاء مؤسسات المجتمع المدني في المدينة، وممثلي الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم الجزيرة.
ورفع الحشود في المسيرة التي انطلقت من أمام ملعب 12 آذار، صوب الخيمة التي نصبها مؤتمر ستار أمس الثلاثاء أمام مقر الأمم المتحدة للتنديد بتغييب ممثلي شمال وشرق سوريا عن اللجنة الدستورية، صور المقاتلين الذي استشهدوا أثناء صد هجمات داعش والفصائل الموالية لتركيا والنظام على مناطق شمال وشرق سوريا. ويافطات كُتب عليها “لا لدستور دون الإدارة الذاتية”، و “الدستور الذي لا نشارك فيه لن نلتزم به”، و “يوجد ممثلين عن داعش والنصرة… أين ممثلي مقاتلي الحرية والسلام”، و “لن نقبل بمعاهدة لوزان جديدة”، و”دستورنا هو عقدنا الاجتماعي الذي سُطّر بدماء شهدائنا”.
ورددت الحشود التي توجهت من أمام ملعب 12 آذار صوب مقر الأمم المتحدة الهتافات التي تُدين تغييب مكونات شمال وشرق سوريا عن اللجنة الدستورية والشعارات التي تُحيي الشهداء.
وألقت الرئيسة المشتركة للمجلس التنفيذي في إقليم الجزيرة نظيرة كوريا كلمة تطرّقت فيها إلى محاولة النظام السوري وتركيا والدول المتدخلة في الأزمة السورية تغييب مكوّنات شمال وشرق سوريا عن كافة المباحثات، وقالت: “أي دستور سيُكتب دون الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا يهدف إلى إطالة عمر الأزمة السورية ولن يُفضي إلى حل”.
كما دخل وفد مؤلف من 6 أشخاص من الكرد والعرب والسريان وبعض الشخصيات الدينية إلى مقر الأمم المتحدة لتسليمهم مطالب الحشود التي ندّد عبرها الأهالي بقرار الأمم المتحدة الأخير وتغييب مكوّنات شمال وشرق سوريا عن لجنة صياغة الدستور السوري، وضرورة تمثيل مكوّنات المنطقة، وإعادة النظر في اللوائح المُعلن عنها.
وبيّن وفد الأهالي بأن ممثلي الأمم المتحدة في مدينة قامشلو أكّدوا بأنهم سيُوصلون مطالب الأهالي لممثلية الأمم المتحدة في دمشق ومنها إلى مقرها في واشنطن، وللجهات المعنية بالقرار الصادر بخصوص لجنة صياغة الدستور السوري.
ويأتي هذا على خلفية الإعلان عن تشكيل لجنة لصياغة دستور لسوريا في الـ23 من أيلول المنصرم، لم يشارك فيها ممثلون عن الإدارة الذاتية ومجلس سوريا الديمقراطية، حيث لم توجه لهم الدعوة للمشاركة.
الآلاف في مقاطعة قامشلو يتظاهرون في مسيرة حاشدة انطلقت من أمام ملعب 12 آذار صوب مقر الأمم المتحدة، تنديداً بتغييب ممثلي مكونات شمال وشرق سوريا عن لجنة صياغة الدستور السوري، التي أعلن عنها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في الـ 23 من أيلول الجاري. pic.twitter.com/a7UzgbEUAu
— VdC-NsY (@vdcnsyEnglish) October 2, 2019
الآلاف من أبناء منطقة شمال وشرق سوريا يتظاهرون أمام قاعدة لقوات التحالف الدولي لمحاربة داعش الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية احتجاجاً على استبعاد ممثلي منطقة الادارة الذاتية من اللجنة الدستورية التي تشكلت في الـ23 من أيلول/سبتمبر المنصرم لصياغة دستور جديد لسوريا. pic.twitter.com/BIHsLWXkL5
— VdC-NsY (@vdcnsyEnglish) October 2, 2019