تصاعدت حرب البيانات، والتصريحات الاعلامية بين حكومة الرئيس السوري بشار الأسد ومسؤولي الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية، رغم أن الأخيرة التزمت مواقف ايجابية، ودعت مرارا قادة دمشق للحوار والتفاوض بمبدأ الاعتراف بها كقوات حمت وحررت المنطقة من سيطرة التنظيم الإرهابية، على رأسها تنظيمي داعش والنصرة، و الاعتراف بالإدارة الذاتية.
قوات سوريا الديمقراطية، اتهمت دمشق عبر بيان صدر عن مكتبها الاعلامي الأحد، بالعمل على خلق فتنة عربية كردية، والتخطيط للقيام بأعمال تخريبية، واتهمها بالسعي لتضليل الرأي العام العالمي ومنظمة الأمم المتحدة وذلك تعليقا على رسالة وزارة الخارجية السورية إلى الأمم المتحدة تضمنت اتهامات لقوات سوريا الديمقراطية بارتكاب ما قالت إنها “ممارسات إجرامية وقمعية والانفصالية” التي “تتناغم مع المشاريع التي تنفذها الولايات المتحدة” و “ترسمها اسرائيل”في المنطقة.
وتضمن بيان الخارجية السورية اتهامات للتحالف الدولي وقسد بارتكاب جرائم بحق السوريين، من اختطاف المدنيين وتعذيبهم وقتلهم وطردهم من أماكن إقامتهم ومنازلهم فضلاً عن سرقة ممتلكاتهم وسوق الشباب منهم إلى التجنيد الإجباري بهدف فرض واقع جديد يخدم المخططات الأمريكية والإسرائيلية بالمنطقة ويطيل أمد الحرب السورية.
وكشفت قسد أنها قدمت 11 ألف شهيد و24 ألف جريح من خيرة مقاتليها و قادتها للقيام بواجب تحرير وحماية المنطقة في وقت تقاعس فيه النظام السوري عن حماية أبناء المنطقة من الإرهاب وأنه آخر من يحق له التحدث باسم أهالي المنطقة.
وقالت قسد في بيانها أن “النظام السوري” تخلى عن المدن في شمال شرق سوريا، وسحب قواته لحماية نفسه وحماية مراكز سلطته في العاصمة تاركة الأهالي يعانون من إرهاب أكثر قوى العالم وحشية.
وأشار البيان أن تنظيم الدولة الإسلامية مازال يستخدم مناطق سيطرة النظام دون رادع وينطلق منها للقيام بأعمال إرهابية في شمال شرق سوريا واستهداف المدنيين.
وأشار البيان أن حكومة دمشق المتسببة في تدمير معظم البنى التحتية والمرافق والمنشآت العامة والمؤسسات الحكومية وغيرها من الجسور والمعامل والبنى النفطية المدمرة في محافظات الرقة ودير الزور نتيجة القصف العشوائي لطائرات النظام السوري.
وتعهدت قوات سوريا الديمقراطية مجددا بأن “هذه الاتهامات لن تثنيهم عن الاستمرار بالقيام بواجبها في مكافحة الإرهاب والإيفاء بوعد حماية أمن واستقرار المنطقة ضد أي هجمات تستهدف ضرب الأمن والاستقرار.
وطالبت دمشق بالكف عن القيام بأعمالها العدائية ضد قواتهم، وكرر الدعوة للحوار والبحث عن حلول حقيقية تنهي معاناة السوريين و تؤمن السلام والاستقرار لكل شعوب سوريا، على أساس الاعتراف دستوريا بالإدارات الذاتية وقبول خصوصية قوات سوريا الديمقراطية.
من جهته رفض “مجلس سوريا الديمقراطية” وهو المظلة السياسية لقوات سوريا الديمقراطية البيان الصادر عن وزارة خارجية النظام السوري واعتبره منافياً للواقع وإن تغيير منظومة الاستبداد المركزية باتت مهمة وطنية يتحتم الواجب عدم تأخيرها.
وجاء في البيان:
“أصدرت وزارة خارجية في حكومة دمشق اليوم بياناً مجافياً للواقع تهاجم فيه قوات سوريا الديمقراطية وتحملها كماً هائلاً من الاتهامات. هي في حقيقتها أباطيل لا أساس لها من الصحة ونرفضها جملةً وتفصيلاً”.
وربط مجلس سوريا الديمقراطية بيان النظام السوري بالقمة التي ستستضيفها العاصمة التركية أنقرة ” ولا نفصل تلك الاتهامات عن اجتماع يوم غد ما بين (ضامني) آستانا السورية، تهدف من ورائها إرضاء الجانب التركي وتبحث معه عن طريق للتفاهمات والتطبيع. عدا عن أن البيان يحمل كمية هائلة من التناقض، وينم عن تمسك حكومة دمشق بعقليتها التي تسببت بكل هذا الدمار وسمحت للدول الأجنبية باستباحة الأراضي السورية.Î
وذكّر بيان مجلس سوريا الديمقراطية، أن جيش الاحتلال التركي هو من يجب توعده وخاصة أنه يحتل أراض سوريا، وتابع في هذا الصدد”” وكان الاولى بالسلطة في دمشق أن تطلق توعدتها واتهاماتها لنظام أردوغان الذي يعمل كل ما بوسعه لاحتلال المزيد من الأراضي السورية. في مثاله الأخير حينما أعلن أردوغان يوم أمس وعلى الملأ بأن قواته لن تنسحب من إدلب وحذر الجيش السوري من الاقتراب هناك، ورغم ذلك التزمت حكومة دمشق الصمت ولم تصدر أي بيان تنديد. وهي تستمر بالنظر إلى الوطنية والسيادة والاستقلال من وجهة نظر مشغليها روسيا وإيران الذين يعقدان اجتماع يوم غد مع تركيا لبحث الوضع السوري بعيدا عن أصحاب السيادة التي يتشدقون بها كثيراً”.
وكرر البيان التأكيد على وحدة الأراضي السورية “لم يكن في أدبيات مكونات شمال وشرق سوريا أي نوع من مساعي الانفصال بل هي المنطقة الوحيدة التي تم الحفاظ فيها على مؤسسات الدولة الوطنية، وهي المنطقة التي دافعت قواتها “قوات سوريا الديمقراطية” عن وحدة الأراضي السورية وحمت شعوب المنطقة بكافة مكوناتها من خلال حربها ضد الإرهاب”.
واعتبر مسد بيان النظام بياناً فاشلاً “نحن في مجلس سوريا الديمقراطية نعتبر هذا البيان بياناً فاشلاً وكأنه يتحدث عن منطقة أخرى ومنطق آخر لا ينطبق البتة على مناطقنا؛ ونأسف على مصير الدولة السورية في ظل هذه العقلية التي تديرها. ونؤكد بأن تغيير منظومة الاستبداد المركزية باتت مهمة وطنية يتحتم الواجب عدم تأخيرها”.