لندن تسعى لاستعادة “عروس داعش” المحتجزة في مخيم بشمال سوريا

تسعى شرطة العاصمة البريطانية “متروبوليتان” إلى استصدار أمر قضائي للحصول على ملاحظات الصحفيين بشأن المقابلات التي أجروها مع البريطانية شميمة بيجوم، الملقبة بـ”عروس داعش”، وفقاً لصحيفة “التايمز” البريطانية.
وقدم محاموا مفوضية شرطة العاصمة طلباً للحصول على إفادات وملاحظات الصحفيين في صحيفة “التايمز” ومؤسستين إعلاميتين أخرين حول “عروس داعش” بموجب قانون الإرهاب لعام 2000، وذلك خلال جلسة استماع عُقدت، الثلاثاء، في المحكمة الجنائية “أولد بيلي”.
وقالت “التايمز” إن المحققين مهتمون بشكل خاص بالملاحظات التي قدمها الصحفي أنتوني لويد، الذي تعقب بيجوم ونقل رغبتها في العودة إلى وطنها في المملكة المتحدة في تقرير نشرته الصحيفة في 4 فبراير/شباط الماضي.
وفرت بيجوم، التي يبلغ عمرها الآن 19 عاماً، من منزلها في شرق لندن إلى سوريا في عام 2015 للانضمام إلى تنظيم داعش، وتزوجت برجل هولندي ينتمي إلى التنظيم الإرهابي.
وعُثر على بيجوم في مخيم للاجئين في شمال سوريا.
وفي 20 فبراير/شباط الماضي، أصدر وزير داخلية بريطانيا السابق ساجد جاويد قراراً بتجريد بيجوم من الجنسية البريطانية.
وفي وقت لاحق، عبّر والد بيجوم البنغالي عن صدمته من إعلان ابنته عدم شعورها بالندم لانضمامها إلى التنظيم الإرهابي، رغم أنه لم يرها منذ هروبها إلى سوريا في مارس/آذار 2015.
كما أعلنت السلطات البنغالية رفضها منح الشابة البريطانية جنسية بنجلاديش، بعدما قررت لندن إسقاط الجنسية عنها.
وقال أحمد علي (60 عاماً)، والد شميمة لصحيفة ديلي ميل البريطانية: “إذا اعترفت بارتكاب خطأ على الأقل، كنت سأشعر بالأسف عليها، والآخرون سيشعرون بالأسف تجاهها، لكنها لا تتقبل أخطاءها”.
وأيد والد شميمة قرار وزير الداخلية البريطاني ساجد جاويد، تجريدها من جنسيتها، مضيفاً: “أنا أعرف أنهم (الحكومة البريطانية) لا يريدون استعادتها، وأنا ليس لدي مشكلة مع ذلك. أعلم أنها عالقة هناك (في سوريا)، ولكنها ارتكبت أفعالا كانت السبب في ذلك”.
من جانبها، قالت شميمة، في حوار مع صحيفة “تليجراف” البريطانية، إن الحكومة البريطانية تجعل منها عبرة للآخرين، وإنها نادمة على الحديث مع الإعلام، مضيفة: “يا ليتني التزمت الصمت، ووجدت وسيلة أخرى للتواصل مع عائلتي. لذلك أنا أتحدث إلى الصحيفة”.
وتتناقض تصريحات والد بيجوم بشكل صارخ مع مناشدات أقاربها في بريطانيا بعودتها إلى البلاد؛ إذ يقول الأب: “أنا في صف الحكومة، ولا أستطيع القول ما إذا كان ذلك صحيحا أو خطأ، ولكن إذا كان قانون البلاد يقول إنه من الصواب سحب الجنسية، فأنا أتفق مع ذلك”، وفقاً للصحيفة.
وأوضحت “ديلي ميل” أن والد شميمة يعيش في منطقة سونامجانج، شمال شرق بنجلاديش، وهو خياط متقاعد، وسافر إلى بريطانيا في 1975 وتزوج والدتها (أسماء)، بعد سبع سنوات. وعاش الاثنان في بثنيل جرين وأنجبا أربع فتيات. وبداية من منتصف الثمانينيات، أمضى على وقته بين بريطانيا وبنجلاديش، حيث تزوج مرة أخرى.
وأطلعها محرر الشؤون الأمنية في روهيت كاشرو على نسخة من الرسالة في مقر احتجازها بمخيم اللاجئين في سوريا.
وقالت شميمة لشبكة “آي تي في نيوز” عن الرسالة: “عائلتي كانت ستجعل عودتي إلى المملكة المتحدة تبدو أسهل كثيرا، عندما كنت أتحدث إليهم من قرية الباجوز (شرق سوريا)”.
وأضافت: “سمعت أن أشخاصا آخرين تتم إعادتهم إلى بريطانيا، لذا لا أعرف سبب اختلاف حالتي عن أشخاص آخرين، أم هو فقط لأنني ظهرت في الأخبار قبل 4 سنوات؟”.
وتابعت: “لدي خيار آخر قد أجربه مع عائلتي، فزوجي من هولندا ولديه عائلة هناك. ربما يمكنني طلب الجنسية في هولندا. وإذا تم إعادته إلى السجن فيمكنني الانتظار فقط”.
الأربعاء، قال محامي عائلة بيجوم تسنيم أكونجي إن إجراءات وزير الداخلية كانت مبالغة، لأن الحكومة سمحت لمئات من البريطانيين بالعودة، وبعضهم يشتبه في قتاله لصالح “داعش”.
وأضاف أنه لم يشتبه في أن المراهقة من مسلحي “داعش”، وكانت ربة منزل متزوجة من مقاتل في “داعش” مشتبه به.

-------------------------------

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com

ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات

تابعنا : تويتر - تلغرام - فيسبوك