لا يشكل اطلاق شعارات داعش ورفع اعلامه وصوره، والتباهي باصدارته المصورة أو الاحتفال بعملياته الإرهابية أية مشكلة، وباتت ظاهرة علنية في مختلف المناطق شمال سوريا الخاضعة لسيطرة القوات المسلحة التركية، وهي ذات المناطق التي ترفع فيها صور صدام حسين، أو صور الرئيس المصري السابق محمد مرسي وإقامة الاحتفالات التي تمجدها.
غالب هذه الممارسات وغيرها المتعلقة بارتكاب انتهاكات وتهجير من تبقى من السكان المحليين وتنفيذ حملات الاعتقال والاختطاف سواء أكان من قبل مسلحي فصائل المصالحة كما يطلق عليهم وهم الذين سلموا مدنهم وسلاحهم إلى قوات الحكومة السورية بدون قتال و ركبوا الباصات الخضراء باتجاه مدينة عفرين، التي هجرتها تركيا من سكانها، عوائل المسلحين أو حتى معارفهم أيضا وكل الوافدين لعفرين يعتبروها “غنيمة حرب” ويحللون لانفسهم الاستيلاء على الأملاك والأراضي والمنازل حتى على أرواح المدنيين.
Vehicles seen in Afrin city with ISIS flags and logos. They are used by pro-Turkey militias (The National Army) in areas controlled by Turkey, northern Syria. https://t.co/aQT6MVPE2E
— VdC-NsY Northeastern Syria (@vdcnsy) July 24, 2019
تقرير يكشف زيادة التوترات العرقية بعد “احتلال عفرين”:
بعد الهجوم الذي شنه الجيش التركي والميليشيات السورية في يناير 2018 على مدينة عفرين السورية، ازدادت التوترات العرقية في المنطقة سوءًا.
هذا ماخلص اليه تقرير جديد صادر عن منظمة IMPACT ، بدعم من المنظمة غير الحكومية البلجيكية 11.11.11 ومنظمة PAX.
يتحدث التقرير أن خضوع أجزاء من شمال سوريا للسيطرة التركية تم بحكم الأمر الواقع في أعقاب حملتين عسكريتين: واحدة ، أطلق عليها اسم درع الفرات، واستهدفت مناطق اعزاز والباب وجرابلس؛ الهجوم الثاني، المسمى “غصن الزيتون” ، استهدف منطقة عفرين، التي كانت مستقرة؛ آمنة.
تسببت الحملات التركية في نزوح السكان المحليين في الوقت الذي تم توطين عشرات الآلاف من الأشخاص الذين جرى نقلهم من ريف دمشق ومناطق أخرى في سوريا إلى هذه المناطق وجرى توطينهم في منازل سكان عفرين المهجرين قسرا كما وقام هؤلاء بالاستيلاء على أراضي المهجرين وممتلكاتهم.
يدعو التقرير تركيا -بوصفها دولة احتلال – وأوربا إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتحقيق الاستقرار في الوضع المتدهور بسرعة في المنطقة.
التوترات العرقية في عفرين:
يحلل تقرير IMPACT الظروف المعيشية والعلاقات بين الأشخاص النازحين داخليا والمجتمعات المضيفة في المدن الثلاث: عزاز والباب وعفرين.
يوضح التقرير أنه يمكن التمييز بوضوح بين الوضع في عزاز والباب من جهة، وبين عفرين من جهة أخرى.
“كانت عفرين معروفة بمستوى عال من الاستقرار وقلة التوترات العرقية. وقد تفاقم هذا إلى حد كبير نتيجة للتدخل التركي”.
يوضح تقرير IMPACT إن الأشخاص النازحين الذين تم توطينهم في عفرين يتلقون معاملة تفضيلية على السكان المحليين المتبقين، وإن هؤلاء يتمتعون بالمزيد من الأمن الشخصي، وعدم الاعتقال والخطف وأنه يمكنهم ممارسة سُبل عيشهم والتمتع بحرية الحركة وممارسة تقاليدهم الخاصة.
العيش في خوف
يتعرض سكان عفرين الأصليين للممارسات التمييزية وانتهاكات حقوق الإنسان الخطيرة على أيدي الميليشيات المسلحة. يشعر السكان الأصليون في منطقة عفرين بالعزلة، وهم يعادون صراحة النازحين. كما لا يشعر الأشخاص النازحون إلى عفرين بأنهم في وطنهم، وبالتالي ظهر تمزق النسيج الاجتماعي في المنطقة.
قضايا الإسكان والأراضي والممتلكات ذات أهمية خاصة. يعيش العديد من السكان الأصليين في عفرين تحت تهديد مستمر من عمليات الإخلاء والمصادرة واعتقال والنهب من قبل الميليشيات المحلية. علاوة على ذلك ، فإن الأشخاص النازحين إلى عفرين يقيمون الآن في منازل المهجرين قسرا من عفرين.
ويوصي التقرير باتخاذ اجراءات عاجلة لتحقيق الاستقرار وتحسين الوضع في عفرين. يمكن للاتحاد الأوروبي اتخاذ العديد من الاجراءات من تلقاء نفسه، بالإضافة إلى مطالبة الحكومة التركية بالقيام بنفس الشيء بوصفها دولة تحتل المدينة وتفرض وصايتها على كل مفاصل الحياة فيها.
كما ويوصي التقرير السماح لوكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية المحلية والدولية بإرسال المزيد من المساعدات الإنسانية إلى شمال غرب سوريا؛ وإنشاء آلية تمكن السكان المحليين من خلالها تقديم شكاوى بشأن انتهاكات الميليشيات المسلحة “الغريبة عن المدينة”؛ اضافة لإنشاء آلية لمعالجة قضايا الإسكان والأراضي والممتلكات المستولى عليها من قبل المجموعات المسلحة المدعومة من انقرة؛ وتنفيذ استثمارات إضافية من قبل الدول الأوروبية المانحة لتنفيذ مشاريع بناء السلام المحلية.