تواصل تركيا تصعيدها الإعلامي وحشد المزيد من القوات العسكرية والعتاد على طول الحدود السورية في المناطق التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب والتهديد بشن عملية عسكرية واجتياح شرقي الفرات.
ورفضت الولايات المتحدة التصعيد التركي واعتبرته يخدم روسيا بالدرجة الأولى.
حيث جددت الولايات المتحدة الأمريكية موقفها الرافض لأي تصعيد تقوده تركيا في المنطقة، وأن ذلك سيخدم روسيا وايران والحكومة السورية.
وفي أحدث التطورات أجرى وزير الخارجية الأمريكية مارك بومبيو أمس إتصالاً هاتفياً مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو، أكد خلاله التزام الولايات المتحدة بمعالجة المخاوف الأمنية التركية على امتداد الحدود التركية السورية، مؤكداً أيضاً على التزام الحكومة الأمريكية بضمان حماية الشركاء المحليين الذين يعملون مع الولايات المتحدة و التحالف الدولي على هزيمة داعش.
كما وأكد جيمس جيفري؛ مبعوث الرئيس الأمريكي الخاص بسوريا في تصريحات استبق بها زيارته لتركيا التي تبدأ الأثنين أنهم لا يعتبرون القوات الكردية إرهابية ويعملون معا في مهمة كبيرة للقضاء على خلايا النائمة لداعش التي تتسلل الى شرق الفرات.
وأضاف جيفري “نحن لا نتحمل وضع فوضوي جراء مطالبة الأترك بإطلاق عملية عسكرية وهذا من شأنه التمهيد لدخول النظام والروس”
فيما يخص المنطقة الآمنة، قال جيفري إن القوات الكردية ستنسحب من الشريط الحدودي مع الأتراك ونحن ناخذ المواقف التركية الأمنية في عين الاعتبار.
هذا وحذر قائد «قوات سوريا الديمقراطية» مظلوم عبدي من أن هجوم تركيا وفصائل موالية على شرق الفرات سيؤدي إلى «فتح جبهة بطول 600 كيلومتر» من المالكية (ديريك) قرب حدود العراق إلى كوباني، مشيرا إلى أن قواته مستعدة لقبول منطقة أمنية بعمق خمسة كيلومترات.
وشدد عبدي على أن حربا كهذه إن حصلت ستؤدي إلى نشوب حرب داخلية ثانية في سوريا، وستستمر حتى انسحاب تركيا.
وحول موقف واشنطن من هجوم تركي محتمل على المنطقة، أوضح عبدي: «لدينا اتفاق مع الولايات المتحدة فيما يخص الحرب ضد داعش، وحربنا مع داعش هي الآن في مناطق الرقة ودير الزور، وإذا حدث أي هجوم علينا، ستنسحب وحدات حماية الشعب التي هي ضمن قوات سوريا الديمقراطية إلى المناطق الحدودية، وحدوث ذلك يعني توقف الحرب على داعش.. وهذا سيضر بالاتفاق».
وعن المنطقة الآمنة التي جرى الحديث حول تشكيلها، قال عبدي: «الرئيس التركي أردوغان صرح منذ العام 2018 وقال بأن الجيش التركي قد أتم استعداداته وسنبدأ بعملية في شرق الفرات؛ ونحن نعلم بأنه على مدى الأعوام السبعة الماضية لم يحدث أي هجوم على تركيا من طرفنا؛ ولكن وجودنا يمثل قضية ومشكلة بالنسبة لأردوغان والدولة التركية؛ ونقولها دائماً: نحن لا نريد حرباً جديدة، حرباً كبيرة، أي إنه حال حدوث أي حرب ستتوسع رقعتها وتتحول إلى حرب كبيرة، وحينها لن يكون هناك وقف إطلاق نار؛ وقد طلبنا من حلفائنا أن يوصلوا هذه الرسالة، وقد طلبنا ذلك من المبعوث الخاص للولايات المتحدة جيمس جيفري، وهو بدوره أعرب عن سروره القيام بهذه المهمة».
وطالب عبدي بأنّ تقوم قوّات دولية بمهمّة «الدوريّات الحدوديّة»، مضيفا: «يجب أن تكون هذه القوات الدولية من ضمن التحالف الدولي أو من قوة دولية أخرى، فالدولة التركية هي طرف في مسألة الحدود هذه ونحن نطالب بجهة حيادية». وزاد: «خروج قوى الاحتلال التركي من عفرين شرط أساسي لقبولنا بمشاركة تركيا في دوريّات مراقبة الحدود».