زار المبعوث الأمريكي إلى سوريا جيمس جيفري منطقة الإدارة الذاتية الأسبوع الماضي والتقى خلالها عددا من مسؤولي الإدارة المدنية في مدينة دير الزور كما والتق مع قيادة قوات سوريا الديمقراطية.
وكان برفقة جيفري كل من المبعوث الأمريكي لدى التحالف الدولي في سوريا والعراق وليام روباك، وقائد الجيوش الأمريكية في سوريا والعراق بلاك ميران.
وكالة هاوار المحلية نقلت عن مراسلها في المنطقة: معلومات تضمنت أن جيفري عقد اجتماعين منفصلين في المناطق الشمالية لمدينة دير الزور بين المجلس المدني وشيوخ العشائر والقبائل العربية في المنطقة.
مصدر شارك في اللقاءات كشف لمركز التوثيق أن ” جيمس جيفري أعاد التأكيد على الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة، وأنها ملتزمة بحماية حلفائها الذين شاركوا معها في معركة القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية، وأن جيفري و روباك أكدا أن الولايات المتحدة والتحالف الدولي باقون في سوريا حتى الوصول إلى حلول جذرية، أهمها” القضاء على داعش وخلاياها النائمة ومنع عودتها، السعي والعمل حتى خروج كافة القوى الأجنبية من سوريا، الوصول إلى حل سياسي وفق القرار 2254 الأمم المتحدة “.
وأكد جيفري، أن الولايات المتحدة تسعى حاليا على حث بعض دول التحالف لا سيما دول الخليج وأوروبا لزيادة عدد قواتها العسكرية في المنطقة، ودعم القوات الأمنية والعسكرية وتدريبها، إلى جانب البحث عن الية دعم الجانب السياسي لتمثيل حقيقي لكافة مكونات المنطقة في العملية السياسية المقبلة، و التزام الولايات المتحدة بمنع أي نوع من الاعتداء على مناطق شمال وشرق سوريا في ظل التهديدات التركية، والتي بدأت بحشد قواتها مجدا على الحدود السورية..
الرئيس المشترك لمجلس دير الزور المدني غسان اليوسف، الذي شارك مع ليلى حسن في اللقاءات، شرح الصعوبات التي تعانيها المنطقة من الناحية الأمنية والسياسية والاجتماعية، وطالب بضرورة الدعم على مختلف الأصعدة، ولا سيما تمثيل الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا في المفاوضات المستقبلية، وأكد على استعداد الإدارة الذاتية مجددا للحوار مع كافة الاطراف السورية بما يضمن حل عادل للازمة السورية.
هذا وكانت صحيفة المونيتور قد نقلت في تقرير صحفي عن أن الولايات المتحدة باتت لديها علاقة قوية مع الكرد في سوريا، وأنها هذه العلاقة ليست تكتيكية، وتركيا تشهد أزمة في علاقاتها مع واشنطن متعلقة أساسا بفشل سياسات حكومتها الداخلية، وعجزها عن حل المشكلات الخارجية، بالحوار.
وأشار المقال المنشور في المونيتور بقلم الكاتبة التركية امبرين زمان إلى استمرار تعمق الخلاف بين تركيا والولايات المتحدة بسبب صفقة الصواريخ الروسية المصنوعة اساساً لاستهداف طائرات الناتو.
كشف التقرير أن حلفاء الناتو ممتعضون جداً من انقرة بخصوص علاقتها مع موسكو وخاصة مع تهديد الولايات المتحدة بإطلاق مجموعة من العقوبات ورفض تركيا غض الطرف عن شرائها للصواريخ الروسية.
ولفتت الصحيفة إلى أنه بخصوص الوضع في شمال سورية لم يتم التوصل إلى أي صيغة بخصوص “المنطقة الآمنة” والأرجح أن السبب في ذلك هو أن جهودهم للاتفاق على “منطقة آمنة” مقترحة على طول الحدود السورية التركية قد اصطدمت بعوائق منها التعنت التركي في المشاركة في إدارة تلك المنطقة وهو ما يرفضه الكرد، وترفضه قوات سوريا الديمقراطية، ولم يتلق أيضا قبولا تركيا والتي اقترحت عوضا عن ذلك نشر قوات مشتركة وتسيير دوريات على الحدود ضمن الأراضي التركية كما جرى في الخط الفاصل بين مدينتي منبج وجرابلس.
وقال جيمس جيفري، بعدم إحراز أي تقدم في مقابلة وجيزة وصريحة مع صندوق مارشال الألماني ولفت بحسب المونيتور إلى أنه عند إعلان ترامب المفاجئ في ديسمبر/ كانون الأول بأنه أمر بسحب جميع القوات من سوريا، فان ترامب عدل من قراره بمعنى أنه بينما تواصل واشنطن الانسحاب من شمال سورية، فإن خطته هي الحفاظ وخلال فترة غير محددة على القوات هناك.
ورأت الصحيفة بأن لهجة جيفري بدت محايدة بخصوص مخاوف أنقرة من وحدات حماية الشعب، لكنه بدا أنه يشير إلى أن هذه مشكلة تخص أنقرة لوحدها.
وقال جيفري عن وحدات حماية الشعب “التزامات تجاه الأشخاص الذين قاتلوا معنا”. كان الكرد في طليعة القوات الديمقراطية السورية (SDF) والذين الحقوا شر هزيمة بداعش الارهابي.
وتابع جيفري قائلاً: “المنطقة الآمنة هي أفضل طريقة للقيام بذلك.” “وبعبارة أخرى، كان جيفري يؤكد ،بحسب الصحيفة، ما زعمته تركيا طوال الوقت، أن المنطقة الآمنة كما تصورت الولايات المتحدة، ستكون أساسًا لحماية سكان شمال سورية من الهجمات التركية “.
وهذا يمثل تغييراً عن شعار وزارة الخارجية الأمريكية الذي كثيراً ما يكون أن تحالف الولايات المتحدة مع وحدات حماية الشعب كان “مؤقتاً ، ومعاملات وتكتيكية” ، وأنه سيتوقف بمجرد هزيمة داعش.
وتشير الصحيفة إلى أن تركيا تريد أن تأخذ زمام المبادرة في “المنطقة الآمنة” المقترحة، وهدفها الرئيسي هو القضاء على وحدات حماية الشعب سياسيا وعسكريا.
ومع ذلك ، أصر جيفري على أن الخلافات مع أنقرة كانت بشكل أساسي على عمق “المنطقة الآمنة” وليس طبيعة “المنطقة الآمنة” ، والتي وصفها بأنها “أماكن عسكرية ذات مهام محددة”.
ويقول قدري تاستان وهو زميل بارز في صندوق المارشال الالماني: “الاختلافات في النهج تجعل أي اتفاق بعيد المنال”.
وقال نيكولاس دانفورث، وهو زميل آخر لصندوق مارشال الألماني: “لا تشير تعليقات جيفري إلى أننا على وشك التوصل إلى قرار بشأن القضايا الأساسية بين الولايات المتحدة وتركيا”.
في إشارة واضحة إلى أن المحادثات قد تجمدت فعليًا، أوقف جيفري رحلاته المتكررة إلى أنقرة، رغم أنه التقى بوزير الدفاع التركي خلوصي أكار في بروكسل في يونيو/حزيران. آخر مرة سافر فيها المبعوث إلى أنقرة كانت في نيسان/أبريل. ربما هذا لأنه، كما قال تاستان، “يعتقد الأمريكيون أن تركيا لن تشن هجومًا طالما بقيت قواتها [ الولايات المتحدة] في شمال سوريا، وبالتالي لسنا بحاجة إلى منطقة آمنة”.