كشف المعتقل \أحمد ح\ و \جوان ح\ الذي اعتقلا في مدينة جرابلس بعد دخولهم مدينة جرابلس قادمين من تركية، عن ظروف صعبة وعمليات تعذيب شديدة واعداد كبيرة من المعتقلين بينهم نساء.
أحمد، وجوان وثقا قصة الاعتقال بروايتها بالشكل التالي:
كان التاريخ هو السبت، 11 أغسطس 2018، وكان اليوم التالي هو عيد “الأضحى” دخلنا الأراضي السورية، قادمين من تركيا حيث كنا نعيش ونعمل، كنا قد لجئنا إلى تركيا أثناء حرب تنظيم داعش على مدينة كوباني في أيلول 2014.
تم تفتيش كل أوراقنا الثبوتية، الهوية السورية، الكميلك التركي على بوابة جرابلس من الطرف التركي، والطرف السوري…لم تكن توجد أية مشاكل، تجولنا في مدينة جرابلس لساعة، وكان شعورا مفعما بالسعادة، والفرح لاننا واخيرا عدنا لبلدنا، وكان الأمل بالتوجه إلى كوباني كبيرا، حيث عائلاتنا…
توجهنا إلى معبر عون دادات التي تعتبر نقطة عبور مشتركة تفصل مدينة جرابلس حيث تسيطر القوات التركية، والجيش الوطني الموالي ومدينة منبج حيث تنشر القوات الأمريكية، وتقع تحت سيطرة “مجلس منبج العسكري”، والمعبر تحول لبوابة عبور لكل الراغبين بالتوجه من جرابلس إلى منبج أو مدينة حلب أو من منبج إلى جرابلس.
ويتابع أحمد… فور وصولنا إلى المعبر بسيارة ميكرو ، و دخولنا المنطقة الأمنية، قام أحد عناصر الجيش الوطني الذين يضعون علم تركيا على أكتافهم، بأخذ أوراقنا، وما هي الا دقائق حتى قدمت مجموعة مسلحة مؤلفة من 5 أشخاص وقاموا باقتيادنا إلى غرفة مغلقة، وهنا قاموا تفتيشنا بدقة، ومصادرة كل الأوراق الثبوتية والأموال وأجهزة الموبايل التي نملكها، وتم وضعنا في سيارة وأخذونا إلى مكان ثاني، وثالث ورابع ثم تم وتركونا في مكان أدركنا أنه سجن، مؤلف من غرفتين، كان مليئا بالمعتقلين، غالبهم كرد.
بقينا هناك لفترة أسبوع، دون أي تحقيق أو تعذيب، كان الماء والأكل نادرا، بالحد الأدنى سيئا للغاية…كنا نسمع أصوات لمعتقلين آخرين يجري تعذيبهم، مات 3 من الأشخاص الذين كانوا معنا في نفس الغرفة بسبب فقدان الرعاية الصحية، والبيئة السيئة والملوثة، والمياه والطعام الغير نظيفين.
بمرور الأسبوع جاء دورنا، كانت تهمتنا أننا منتمين إلى وحدات حماية الشعب، طلب مني المحقق أن اعترف باني عنصر مجند ضمن وحدات حماية الشعب، وإني تلقيت تدريبات عسكرية، وكنت أشرف على التفجيرات التي تتم في مدينة جرابلس.. قال أحمد.
وأضاف: أخبرته أنهم يمكنهم التأكد من هويتي وتاريخ دخول مدينة جرابلس ومن سجلني الأمني بالتواصل مع الأتراك وإني كنت أعمل في تركيا ولم أحمل السلاح يوما.
طلب مني الاتصال بأحد افراد عائلتي، و ابلاغهم إني معتقل في سجن جرابلس، ومتهم بارتكاب تفجيرات، وأنه للإفراج عني يلزمهم دفع مبلغ 25 ألف دولار.
أدركت وقتها أن المسألة كلها مرتبطة بدفع فدية…
يضيف جوان:
كان يتم تعذيبي بشدة، يتم حرماننا من الطعام لأيام، ومن المياه…كانت الغرفة ضيقة، غرفة صغيرة بالكاد تسع ل 10 أشخاص تم وضع 35 شخص فيها، كان الماء يتصبب في اعلى الجدران ويتحول لزخات مطرية، كانت مصارف مياه الصرف الصحي في نفس الغرفة بطريقة مقززة، وكان الذباب يأكل وجوهنا واجسادنا..
ويضف:
تم ضربي بعد تعليقي بالسقف ورأسي نحو الأسفل بقطعة حديد، وقطع خشبية صلبة، وكبال… تم كسر أصابع يدي، وقدمي، وساقي وأضلاع عديدة في صدري. كان السجان يقوم باطفاء عقب السيجارة في رموش عيني، ويشدهم لدرجة الاقتلاع…كان هدفه صناعة أقسى درجة من الألم.
قال أحمد:
كانوا يتحدثون العربية العامية، أدركت أنهم من سكان بلدة الشيوخ وجرابلس من لكنتهم، كنا نسمع أحيانا شخص يتحدث التركية…وآخرين يتحدثون العربية الفصحى.
تعرضت ل 22 جولة تعذيب يقول جوان، ويضيف أحمد: كان نصبي أكبر لأني رفضت الانصياع منذ البداية والاتصال بعائلتي، تم تعذيبي ل 33 مرة.
يقول أحمد…مع انتهاء كل جولة تعذيب كان يطلب منا التواصل مع عوائلنا وابلاغهم بالتعجل لدفع الفدية، وإن غرفة التعذيب كانت “شغالة 24 ساعة”…
بعد اعتقال وتعذيب والبحث عن طريقة للوصول إلى الجهة التي اعتقلته، تم دفع مبلغ 20 الف للإفراج عن أحمد، وجوان…حاليا هما في منزلهم ب كوباني، و يعانيان من اثار الاعتقال والتعذيب النفسية، واضرار جسدية بالغة.
-------------------------------
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com
ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات