سلمت الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا\AANES الأحد طفلا من أطفال داعش يحمل الجنسية الدنماركية إلى ممثل حكومة بلاده الذي يزور منطقة الإدارة الذاتية شمال سورية منذ يومين عقد خلالهما سلسلة لقاءات مع القادة المحليين.
ويتواجد وفد دنماركي يترأسه مدير الشؤون القنصلية في الوزارة الخارجية الدنماركية كريستوفر فيفيك، في مناطق الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، وتم استقباله في معبر سيمالكا الحدودي من قبل الرئاسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا عبد الكريم عمر وأمل دادة، وعضوة علاقات وحدات حماية المرأة YPJ نوجين محمد وستير كرداغي ممثل الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا في الدول الإسكندنافية والسويد.
وخلال الزيارة استلم كريستوفر فيفيك طفلاً من أبناء داعش ذو أصول دنماركية من الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، بموجب وثيقة استلام بين حكومته والإدارة الذاتية الديمقراطية.
وتوجه كريستوفر فيفيك خلال مؤتمر صحفي عقب الاجتماع المغلق الذي تم بين الجانبين، بالشكر لقوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية لمحاربتهم الإرهاب المتمثل بمرتزقة داعش، وأشاد بالبطولات العسكرية التي قُدمت للقضاء على داعش، وقال: “أنا هنا في مهمة إنسانية. أشكر جميع الأطراف على تسهيل هذه المهمة الإنسانية وأشكر الإدارة الذاتية على تعاونها مع الحكومة الدنماركية”.
ومن جانبها كشفت أمل دادة، بأنهم ناقشوا وتباحثوا حول عمليات مكافحة الإرهاب من قبل قوات سوريا الديمقراطية، وأشارت أن الجانبين بحثا التحديات العديدة التي تواجه الإدارة الذاتية ما بعد داعش، ولا سيما الخدمية وضرورة دعم الإدارة الذاتية.
وأضافت أمل دادة: “تباحثنا أيضاً حول ضرورة حل الأزمة السورية من خلال الحل السياسي، وضرورة تمثيل الإدارة الذاتية في الاجتماعات والمفاوضات المقبلة”.
ونوّهت أنهم تحدثوا عن أوضاع عوائل داعش ممن هم موجودين في مخيمات الإدارة الذاتية وضرورة إيجاد آلية لإعادتهم إلى بلدانهم.
وتؤوي مخيّمات شمال شرق سوريا 12 ألف أجنبي، هم 4000 امرأة و8000 طفل من عائلات الجهاديين الأجانب، يقيمون في أقسام مخصّصة لهم وتخضع لمراقبة أمنية مشددة. ولا يشمل هذا العدد العراقيين.
ويُشكّل هؤلاء عبئاً كبيراً على الإدارة الذاتية التي تطالب الدول المعنية بتسلّم مواطنيها. وقد استلمت دول قليلة عدداً من أفراد عائلات الجهاديين، منها بأعداد كبيرة مثل أوزبكستان وكازاخستان وكوسوفو، وروسيا وأخرى بأعداد محدودة مثل السودان وفرنسا والولايات المتحدة.
وجرت آخر عملية تسليم الأسبوع الماضي باستعادة أوزبكستان 148 طفلاً وإمرأة من عائلات عناصر التنظيم بالإضافة إلى تسليم 13 طفلا إلى العراق بالاضافة لاستعادة الفرنسيين والهولنديين لعدد من العوائل
وفضلاً عن المخيمات، يقبع مئات الجهاديين الأجانب ممن التحقوا بصفوف التنظيم المتطرف في سجون تديرها قسد.
ويعرب مراقبون عن خشيتهم من أن تشكّل السجون والمخيمات سبباً لانتعاش التنظيم، التي أعلنت قوات سوريا الديموقراطية القضاء على “خلافته” في 23 آذار/مارس بسيطرتها على آخر جيب كان يتحصّن فيه مقاتلوه في بلدة الباغوز في شرق البلاد.
ومع تلكؤ الدول المعنية في تسلّم رعاياها الجهاديين، طالب الأكراد بإنشاء محكمة دولية خاصة لمحاكمتهم في سوريا.
وبالإضافة إلى الأجانب من عائلات التنظيم، تؤوي مخيمات النزوح عشرات آلاف السوريين والعراقيين، وأبرزها مخيم الهول الذي يقيم فيه 74 ألف شخص، بينهم 30 ألف سوري، ويستضيف بشكل خاص عوائل الجهاديين من أجانب وغيرهم.
وأعلنت الإدارة الذاتية الأحد أنّ نحو 800 امرأة وطفل بدؤا بمغادرة مخيّم الهول “بكفالة شيوخ ووجهاء العشائر” في المنطقة، وبينهم أفراد من عوائل جهاديين وآخرون مدنيون .
وكانت إدارة مخيم الهول قد بدات بنقل 800 من عوائل داعش على مراحل وهم من الذين سجلوا رغبتهم في العودة إلى مدنهم وقراهم في مدينتي الرقة والطبقة.
وافتتحت “الإدارة الذاتية” مخيم “الهول” منتصف نيسان (ابريل) عام 2016، لاستقبال النازحين الفارين من مناطق خاضعة لتنظيم “داعش” واللاجئين من مناطق العراق الحدودية القريبة من بلدة الهول شرقي الحسكة.