الإدارة الذاتية تسلم 6 أطفال من عوائل داعش إلى بلجيكيا

سلمت الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا\AANES الخميس 6 من أطفال داعش يحملون الجنسية البلجيكية إلى ممثل حكومة بلدهم.

وفي تصريح لوسائل الإعلام قالت ممثلة الأعمال الخارجية لبلجيكا صوفيا كارلشاوسن “Sophie karlshausen :”في البداية أود القول بأني سعيدة بوجودي هنا، وأود شكر القائمين على الإدارة الذاتية في شمال وشرق سورية على حسن الضيافة”.

ونوّهت صوفيا كارلشاوسن بأنها التقت مع المسؤولين في دائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، وقالت في هذا السياق “لقد أجرينا لقاءات مع الدكتور عبد الكريم عمر والسيدة امل دادا ولقد كنت مسرورة جداً باللقاء. ولقد ناقشنا عدة مواضيع هامة، وسنتابع كل المواضيع التي يجب معالجتها”.

وأوضحت صوفيا كارلشاوسن :”إن بلجيكا مُدركة جداً ومقدرة جداً لتضحياتكم العظيمة التي قدمتموها، ومُقدّرين جداً لما قدمته قوات سورية الديمقراطية من أجل القضاء على تنظيم داعش الإرهابي”.

وتابعت “نحن نتفهم العبء والتحديات الكثيرة التي واجهتموها وخاصة في ظل الاوضاع الإنسانية الصعبة، وفي هذا السياق ناقشنا على وجه الخصوص أوضاع الأطفال في المستقبل”.

وقالت في نهاية حديثها “حكومتي قررت بأن تعيد 6 أطفال بلجيكيين من المخيمات إلى بلجيكا ونوّد أن نشكر كل القائمين على دعمهم لنا والذين سهلوا إتمام هذه العملية”.

وأعلن وزير الخارجية البلجيكي ديدييه ريندرز الجمعة أنّ الأطفال الأيتام الستّة الذين تسلّمتهم بلاده من الإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا الخميس والذين كان آباؤهم البلجيكيون التحقوا بتنظيم الدولة الإسلامية، وصلوا إلى بلجيكا الجمعة.
وقال ريندرز في تغريدة على تويتر إنّ “الأطفال الستّة وصلوا لتوّهم إلى بلجيكا من سوريا”.

وأضاف “تجري الآن متابعتهم ومواكبتهم من أجهزة إعانة الشبيبة والنيابات العامة المحلية المختصّة”.

من جهتها قالت النيابة العامة في بيان إنّ “كل الأطفال تمت مواكبتهم نفسياً خلال العملية وسيتم الاهتمام في مرحلة أولى بحالتهم الجسدية النفسية”.

وأضافت أنّه “ينبغي الإشارة إلى أنّ هؤلاء الأطفال أقاموا لمدة طويلة في سوريا وفي ظروف صعبة”.

وبحسب النيابة العامة البلجيكية فإنّ أحد هؤلاء الأطفال “بلغ مؤخراً سنّ الرّشد”.

وكان مسؤولون بلجيكيون أعلنوا في وقت سابق انّ أربعة من هؤلاء الأطفال الستّة تفوق أعمارهم عشر سنوات لكن أيّاً منهم ليس مشتبهاً به في نظر القانون البلجيكي.

ومنذ 2017، تؤكّد الحكومة استعدادها “لتسهيل” عودة أطفال دون العشر سنوات إذا ما ثبُت أنّهم من رعاياها.

لكن في أواخر 2018 طعنت الحكومة بقرار قضائي أمرها بعدم توفير أي جهد لإعادة ستة أطفال (جميعهم ما دون الستّ سنوات) مع أمّهاتهم.

وحتى الآن، لم تكن عمليات عودة الأطفال تحصل إلا من خلال مبادرات منفردة تقوم بها عائلات.

وبلجيكا هي من الدول الأوروبية التي خرج منها أكبر عدد من المقاتلين الذين انضموا إلى مجموعات متطرفة في سوريا ومن بينها تنظيم الدولة الإسلامية.

وبحسب أرقام السلطات، غادر أكثر من 400 بلجيكي بالغ منذ 2012، بينهم 150 كانوا لا يزالون “يتحركون ميدانيا” في نهاية 2018.

ولا يزال هناك بحسب مصادر متطابقة، ما بين 50 و60 قاصرا بلجيكياً في مخيّمات الهول وروج وعين عيسى بسورية.

وتؤوي مخيّمات شمال شرق سوريا 12 ألف أجنبي، هم 4000 امرأة و8000 طفل من عائلات الجهاديين الأجانب، يقيمون في أقسام مخصّصة لهم وتخضع لمراقبة أمنية مشددة. ولا يشمل هذا العدد العراقيين.

ويُشكّل هؤلاء عبئاً كبيراً على الإدارة الذاتية التي تطالب الدول المعنية بتسلّم مواطنيها. وقد استلمت دول قليلة عدداً من أفراد عائلات الجهاديين، منها بأعداد كبيرة مثل أوزبكستان وكازاخستان وكوسوفو، وروسيا وأخرى بأعداد محدودة مثل السودان وفرنسا والولايات المتحدة.

وجرت آخر عملية تسليم الأسبوع الماضي باستعادة أوزبكستان 148 طفلاً وإمرأة من عائلات عناصر التنظيم بالإضافة إلى تسليم 13 طفلا إلى العراق.

وترفض دول أخرى إعادة مواطنيها مثل فرنسا لكنها تراجعت واعلنت استعدادها استعادة أطفال اليتامى من أبناء الجهاديين الفرنسيين. وكانت استعادت في آذار/مارس وللمرة الأولى خمسة أطفال يتامى.

وفضلاً عن المخيمات، يقبع مئات الجهاديين الأجانب ممن التحقوا بصفوف التنظيم المتطرف في سجون تديرها قسد.

ويعرب مراقبون عن خشيتهم من أن تشكّل السجون والمخيمات سبباً لانتعاش التنظيم، التي أعلنت قوات سوريا الديموقراطية القضاء على “خلافته” في 23 آذار/مارس بسيطرتها على آخر جيب كان يتحصّن فيه مقاتلوه في بلدة الباغوز في شرق البلاد.

ومع تلكؤ الدول المعنية في تسلّم رعاياها الجهاديين، طالب الأكراد بإنشاء محكمة دولية خاصة لمحاكمتهم في سوريا.

وبالإضافة إلى الأجانب من عائلات التنظيم، تؤوي مخيمات النزوح عشرات آلاف السوريين والعراقيين، وأبرزها مخيم الهول الذي يقيم فيه 74 ألف شخص، بينهم 30 ألف سوري، ويستضيف بشكل خاص عوائل الجهاديين من أجانب وغيرهم.

وأعلنت الإدارة الذاتية في وقت سابق أنّ نحو 800 امرأة وطفل بدؤا بمغادرة مخيّم الهول “بكفالة شيوخ ووجهاء العشائر” في المنطقة، وبينهم أفراد من عوائل جهاديين وآخرون مدنيون .

وكانت إدارة مخيم الهول قد بدات بنقل 800 من عوائل داعش على مراحل وهم من الذين سجلوا رغبتهم في العودة إلى مدنهم وقراهم في مدينتي الرقة والطبقة.

وافتتحت “الإدارة الذاتية” مخيم “الهول” منتصف نيسان (ابريل) عام 2016، لاستقبال النازحين الفارين من مناطق خاضعة لتنظيم “داعش” واللاجئين من مناطق العراق الحدودية القريبة من بلدة الهول شرقي الحسكة.

-------------------------------

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com

ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات

تابعنا : تويتر - تلغرام - فيسبوك