الوضع الأمني في عفرين يزداد سوءا

المشهد في وسط عفرين؛ المدينة الكردية في شمال سورية، لا يبعث على الثقة في المستقبل. ثمة تمثال مدمر لبطل كردي أسطوري يشكل تذكيراً بالنهب الذي تعرضت له المدينة بعد استيلاء الفصائل السورية الموالية لتركية على المدينة والمدعومين بالدبابات التركية. ويبيع الابن المراهق لأحد اللاجئين العرب الذين استوطنو عفرين السجائر، وقد استقرت بندقية على ركبتيه.

تقول تركيا إنها أنقذت عفرين من الإرهابيين وتتفاخر بفتح المدارس والمستشفيات هناك كجزء من فرض طابع جديد على المدينة التي كانت مستقرة ويسكنها قرابة مليون مدني نصفهم من اللاجئين الفارين من الاقتتال. لكن السكان لا يشعرون بالامتنان ابدا. يقول أحد التجار الأكراد في المدينة: “قد تكون صرفات الجنود الأتراك اكثر لباقة.يتصرفون بلباقة، لكن الملتحين مشكلة كبيرة”، في إشارة إلى المتشددين الإسلاميين. ويضيف: “لقد سرقوا الكثير”.
فر أكثر من 200.000 مدني، وانسحبت وحدات حماية الشعب، من عفرين عندما اجتاحها الجيش التركي ووكلاؤه.

التغييرات التي أحدثها التوغل قد يكون من الصعب نقضها. العرب يتدفقون على المنطقة للاستيطان في منازل وقرى الاكراد المهجرين قسرا. خلال جولة في المدينة نظمتها السلطات التركية، التقى هذا المراسل بلاجئين من منطقة الغوطة، الضاحية الدمشقية وعيرها لكنه قلما وجد السكان الكرد الاصليين .
لا ينوي رئيس تركيا، رجب طيب أردوغان، عكس اتجاه المد. وقد هدد بتوسيع الحرب إلى أجزاء أخرى من سورية. ويضعه هذا الموقف في مسار تصادمي مع أميركا، التي تعاونت مع الأكراد ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وما تزال تعتبرهم تأميناً ضرورياً ضد عودة ظهور “داعش”. لكن أردوغان لديه طموحات توسعية أخرى، سوا اكانت في استعادة امجاد العثمانيين في السيطرة على اراضي في سوريا والعراق وطموحات يكرر الحديث عنها في حلب والموصل ام في اقامة مناطق لايواء العرب السنة الموالين له على طول الحدود السورية الشمالية بهدف بعيد وهو فصل الاكراد في تركيا عن الاكراد في سوريا، حيث يخشى اردوغان والقوميين الاتراك من الاكراد في تركية في أن تتصاعد طموحاتهم نحو اقليم كردستان فيما يسمونه شمالي كردستان.

تركيا ربما تكون قد قضمت أكثر مما تستطيع أن تمضغه. فالأمن في عفرين يزداد سوءا. وقد أسفر تفجير مزدوج في حزيران (يونيو) عن مقتل تسعة أشخاص. وتستمر التقارير عن الاقتتال والنهب في البلدة في الظهور. ويقول أحد السكان المحليين إن الناس في عفرين عانوا تحت حكم وحدات حماية الشعب، لكن الثوار الذين جاؤوا بعدهم أكثر سوءاً. وأضاف: “يجب على الأتراك أن يجعلوا هذه الوحوش تعود إلى بلدانها”.
(الإيكونوميست) ترجمة: علاء الدين أبو زينة