انهار وعلى نحو غير متوقع أحد أهم التحالفات الحزبية التي كانت تعتمد تركية عليهم للترويج لدعايتها في شرق الفرات، بغية اقامة “المنطقة العازلة، أو الآمنة”.
التحالف المسمى ” حزب يكيتي الكردستاني في سوريا” والذي يقوده تنظيميا سليمان أوسو فيما يتحكم فيه بشكل نافذ كل من ابراهيم برو، و فؤاد عليكو، وهما سكرتيران سابقان للحزب، الأول عضو في هيئة المفاوضات، والثاني عضو في الائتلاف انقسم على نفسه، بين تيار في الخارج يقوده أعضاء في الائتلاف الموالي لانقرة، وتيار في الداخل يقوده حسن صالح ويتهمون قيادات الخارج بالانحراف عن مسار الحزب، والإساءة لتاريخه ومخالفة مبادئه.
القيادي في الحزب خورشيد عليكا كشف ماقال إنها الأسباب الحقيقة وراء الانهيار الذي أصاب الحزب، حيث انقسمت اللجنة المركزية فيه لتيارين، يقود التيار الأول، وهو الموالي للسياسة التركية في سوريا كل من ابراهيم برو، وفؤاد عليكو فيما التيار الثاني يضم كل من حسن صالح، الذي قاد الحزب في الفترة 2004 إلى 2007، و عبدالصمد خلف برو وفهد شيخ سعيد وهما من أعضاء اللجنة السياسية في الحزب، إضافة إلى عضو اللجنة المنطقية عبدالباقي اليوسف وهو السكرتير الأول للحزب 2000 حتى 2004.
خورشيد عليكا، رفع النقاب عن كواليس اللقاءات، والمناقشات والأسباب التي مهدت لانهيار التحالف، وأن الخلافات لم تكن جديدة كما أشيع، وإنما كانت القيادة تتريث بغية إيجاد حل داخلي لإنقاذ الحزب، واتخاذ إجراء بحق الذين ساهموا في انحرافه عن مبادئه، لكن فشل المساعي، والوساطات دفعهم لمشاركة الرأي العام في التفاصيل كي لا تفسر الأمور على نحو مختلف.
عليكا اتهم في تحقيق مطول نشرته منصات اعلامية كل من فؤاد عليكو و ابراهيم برو بـ السعي لـ “توفر الأرضية والغطاء للقوات التركية والائتلاف لإحتلال عفرين.” كما واتهمها بـ ” مساعدة تركية في تطبيق استراتيجيتها ضد الشعب الكُردي في “كُردستان سوريا” وذلك بممارسة القتل والتشريد والتتريك ضد الكُرد كما حدث ويحدث بشكل يومي في عفرين”.
“مداخلات لـ فؤاد عليكو على الاعلام الالكتروني والمرئي خلال اجتياح الجيش التركي لعفرين بأنَّه اجتمع مع الأركان التركية ويتواصل مع ست كتائب لدخول عفرين من أجل تحريرها من حزب الإتحاد الديمقراطي وحزب العمال الكُردستاني وكما قام بعقد العديد من اللقاءات في مكتب المجلس الوطني الكُردي في اسطنبول مع قادة الكتائب الإسلامية المتشددة خلال دخولهم عفرين وبعدها ووزع أرقام قادة الكتائب على رفاق الحزب في استنبول من أجل التواصل معهم في عفرين وذهابه إلى عفرين مع شخص أخر بعد أن احتلتها تركيا وبالتالي فأنَّه من أحد الشخصيات المسؤولة عن الإحتلال التركي لعفرين”
إدعاء إبراهيم برو كرئيس المجلس وسكرتير يكيتي على الإعلام بأنَّ تركيا والكتائب الإسلامية تحارب حزب العمال الكُردستاني ولا تحارب الكُرد في عفرين.
وكشف عليكا كذلك تفاصيل عقدت ضمن اجتماع مغلق للجنة المركزية للحزب وأن إبراهيم برو وكتلته عارضا وصف تركيا كدولة احتلال في عفرين، رغم المسند القانوني الذي عرضه باسهاب المحامي فهد شيخ سعيد وأنه “وفقاً للقانون الدولي تعتبر تركيا محتلة لعفرين وتمارس التتريك” لكن كتلة برو عارضت التوصيف واستعانت ب المحامي محمد مصطفى الذي قال “تركيا لا تعتبر محتلة لعفرين” ليلجأ إبراهيم برو إلى لعبة التصويت في اللجنة المركزية حول إن كانت تركيا دولة احتلال أم لا. في سابقة خطيرة بالتصويت على “القانون الدولي”. كما وأشار عليكا أنه وبعد مرور أكثر من خمسة أشهر على مؤتمر الحزب لا تسمح القيادة المتنفذة على الاستجابة لضغوطات من مختلف منظمات الحزب لإصدار بيان يؤكد على أن الوجود التركي في عفرين احتلال، يدين الجرائم التي ترتكبها تركيا والكتائب الإسلامية المتشددة التابعة للائتلاف. إضافة لرفض الاستجابة للطلب الذي تقدمت به منظمات الحزب بعد إحتلال عفرين بضرورة انسحاب قيادة الحزب المقيمة في إسطنبول إلى هولير وإغلاق مكتب المجلس في اسطنبول وتعليق العضوية في الائتلاف.
وأضاف عليكا “جميع الوثائق بخصوص القضية الكُرديَّة في سوريا التي وقعها كل من ابراهيم برو وفؤاد عليكو باسم المجلس مع الائتلاف كانت عبارة عن حبر على ورق ولم يحققوا غير الحقوق الثقافية للشعب الكُردي بل العكس ببقائهم في الائتلاف يطبقون استراتيجية تركيا ضد الشعب الكُردي في كُردستان سوريا وذلك بممارسة القتل والتشريد والتتريك ضد الكُرد وخاصة كما حدث ويحدث بشكل يومي في عفرين المحتلة”.
وأشار أن “التصريحات المتكررة لبرو وعليكو ضد حزب الإتحاد الديمقراطي و ربطه بحزب العمال الكُردستاني كانت ممنهجة حيث كان الإعلام التركي يواكب نشاطاتهم ويترجم تصريحاتهم ويسلمها إلى الأوربيين والأمريكيين وعند دفاع الأمريكيين الأوربيين ورغبتهم في مساندة الكُرد في عفرين ضد الاحتلال التركي والكتائب الإسلامية المتشددة التابعة للائتلاف كان المسؤولون الأتراك يقدمون تصريحات برو وعليكو لهم وكانوا يؤكدون بأنَّ حزب الإتحاد الديمقراطي حزب إرهابي ويمارس الإرهاب ضد الشعب الكُردي “.
كما وكشف أن زيارة ابراهيم برو إلى واشنطن تمت عن طريق منظمة تابعة للإخوان المسلمين برعاية تركية بهدف الضغط والترويج لوضع ب ي د على لائحة الإرهاب، وأن محمد غانم الذي يعمل في المجلس الأمريكي السوري “الاخواني” ويعمل مع السفارة التركية في واشنطن كان مترجماً لإبراهيم برو.
كما وأشار عليكا إلى مواقف الشخصيات ضمن الحزب المحسوبة على تيار \برو، عليكو\ ك محمد مصطفى، نواف رشيد والأخير هو ممثل للحزب في اقليم كردستان العراق تتأتي متاغمة مع السياسية التركية” نفى نواف رشيد في تصريحات على وسائل اعلامية وجود تغيير ديمغرافي في عفرين”.
عليكا أشار أن “المطالبة المتكررة لكل من عليكو وبرو بمشاركة تركيا في إدارة المنطقة الآمنة في شرق الفرات ومطالبتها بلعبها دور رئيسي في إدارتها، تأتي ضمن الخطة الدعائية التركية، وأن الائتلاف أصدر العديد من التصريحات التي دعا فيها لتطبيق نموذج عفرين في شرق الفرات دون اعتراض من قبل الأعضاء الكرد في الائتلاف”
عليكا أشار أن القيادة الموالية لانقرة في الحزب، رفضت وعارضت وتعرقل افتتاح مكاتب للحزب في المناطق الكُرديَّة بعد أن سمحت الإدارة الذاتية بفتحها خشية اغضاب تركية…والترويج لدعاية أنَّهم على خلاف مع ب ي د. كما وكشف عن حصول بعض أعضاء القيادة المتنفذة \برو، عليكو\ والمقربين منهم على رواتب من تركيا بسبب وجودهم ضمن الائتلاف أو اللجان التابعة لها.