زادت وتير التصعيد العسكري من قبل روسيا وقوات الحكومة السورية ضد مقاتلي المعارضة السورية التي تدعمهم انقرة في ادلب وريف حماة، وترافق ذلك مع تصاعد نبرة الخلافات بين موسكو وانقرة، طرفا اتفاقية الاستانة ووقف التصعيد حيث اتهمت روسية تركيا بالمسؤولية عن قصف قاعدتها العسكرية في حميميم، وردت انقرة بتزويد فصائل المعارضة السورية، بالمزيد من الأسلحة والذخائر للتصدي للحملة العسكرية الأخيرة التي تشنها قوات النظام السوري مدعومة بالطيران الحربي الروسي، وذلك بعد فشل أنقرة في إقناع موسكو بالمحافظة على المنطقة المنزوعة السلاح، وإبقاء الوضع الميداني على وضعه في محافظة إدلب وفشلها ايضا في الإيفاء بتعهداتها السابقة حول حدود اقامة المنطقة العازلة وفتح الطرق الدولية المارة في محافظة إدلب بالشمال السوري (حلب- اللاذقية M4، حلب- حماةM5).
ونقل عن مسؤولون بالمعارضة السورية ومصادر من المسلحين، السبت، إن تركيا أمدت مجموعة من مقاتلي المعارضة بأسلحة جديدة، خلال الأيام القليلة الماضية.
وقال قائد كبير لمسلحي المعارضة إن تركيا تشير في قيامها بذلك إلى اعتزامها الحفاظ على نفوذها في شمال غرب سوريا حيث عززت وجودها العسكري في 12 موقعا أقامتها وفقا لاتفاق عدم التصعيد الذي أبرمته مع روسيا.
وقال مسلح من المعارضة وشاهد إن قافلة عسكرية تركية وصلت ليلا إلى قاعدة في شمال حماة قرب منطقة جبل الزاوية الخاضعة للمعارضة التي تقصفها طائرات روسية وسورية منذ أسابيع.
وذكرت شخصية كبيرة بالمعارضة أن من بين الاسلحة المسلمة “مركبات المدرعة ومنصات إطلاق صواريخ غراد وصواريخ موجهة مضادة للدبابات وصواريخ تاو”اضافة “إلى الدعم المادي واللوجستي المقدم من الإخوة الأتراك”.
وسُمحت تركيا لجماعة الجيش الوطني المعارضة التي تعمل في مناطق حدودية شمال غرب سوريا قرب تركيا بالانضمام للفصائل الرئيسية للمعارضة على الخطوط الأمامية.
وقال الرائد يوسف حمود المتحدث باسم الجيش الوطني: “هناك أعداد كبيرة جدا من أبناء الجيش الوطني اتجهوا وانضموا للقوى الثورية للتصدي لهذه الهجمة”.
لكن رغم ادارك تركية انها ستخسر في مواجهة روسيا، لكنها تنفذ مناورات عديدة لكسب الوقت، حيث عملت كذلك في الاسابيع الاخيرة على التحضير لعقد لقاء يجمع قادة الفصائل في ادلب وريف حماة، بالفعل عقد الأحد، اجتماع موسع ضم عدداً من قادة الفصائل المقاتلة في شمال سوريا بينهم قائد “هيئة تحرير الشام”، أبو محمد الجولاني، وذلك بالتزامن مع تصاعد العنف في منطقة ادلب واندلاع معارك دامية في بلدة كفرنبودة.
وضم الاجتماع كل من ” القيادي في الجبهة الوطنية للتحرير، حسن صوفان، وقائد تحرير الشام أبو محمد الجولاني، وقائد حركة أحرار الشام، جابر علي باشا، وقائد جيش العزة، جميل الصالح، وقائد صقور الشام، أبو عيسى الشيخ”.
وأكد مصدر”إن القائد العام لهيئة تحرير الشام (الجولاني) اتفق مع باقي الفصائل على إنشاء غرفة عمليات عسكرية موحّدة”
بدوره علّق صوفان على الاجتماع عبر منشور له على صفحته الشخصية في تلغرام بقوله: ” أثنى نبيّنا عليه الصلاة والسلام على الأشعريين حين تقاسموا قُوْتَهم عند الفقر والفاقة وقال : (هم منّي وأنا منهم) فكيف سيكون ثناؤُه على الذين يتقاسمون كوادرَهم وسلاحَهم ومواردَهم في معركة وجود الأمة ؟!”.
وعلّق عبد الله المحيسني رئيس “مركز دعاة الجهاد في سوريا” والذي شغل سابقاً منصب “القاضي الشرعي في جيش الفتح”، على اجتماع القادة بقوله: “اللهم لك الحمد حتى ترضى ..هذه الخطوة أول مرحلة من مراحل النصر ، إن اتقى الله القادة و صدقوا ، وأخلصوا النوايا ، وخطوا خطوات جادة للأمام”.
الخطوات التركية أعقبها رد عنيف من القوات الروسية، والسورية حيث وثق راصد مركز توثيق الانتهاكات في شمال سورية خلال الأسبوع الممتد من الأحد 19 أيار وحتى 26 أيار الجاري تنفيذ سلاح الجو الروسي 638 غارة جوية للطائرات الحربية وألقت 289 برميلا متفجرا وقصفت المنطقة بـ 2163 قذيفة مدفعية ثقيلة وصاروخية و85 قذيفة عنقودية تسبب في مقتل 53 مدنيا بينهم 16 طفلا و8 نساء، والجرحى 154 مدنيا بينهم 29 امرأة و 31 طفلا شملت مناطق ريف إدلب الجنوبي مدينة معرة النعمان والنواحي التابعة لها (خان شيخون، كفرنبل، التمانعة، سنجار، حيش، مركز معرة النعمان).
كما وأعلن الجيش السوري الأحد استعادته السيطرة على بلدة كفر نبودة في ريف حماة الشمالي الغربي بعد معارك واشتباكات مع فصائل المعارضة وأعلن تصديه لهجمات شنها المسلحون على مناطق في ريفي حماة الشمالي إدلب الجنوبي.
وفيما واصل ارسال تعزيزات عسكرية كبيرة استعدادا لفتح جبهة جديدة شمال البلاد، بالتزامن مع عودة الطائرات الروسية لتقصف المناطق منزوعة السلاح شمال غرب سوريا.
-------------------------------
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com
ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات