توقف المسؤولون الأتراك عن إطلاق أي تهديدات جديدة ضد مقاتلين تدعمهم الولايات المتحدة في سوريا المتمثلة بقوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب، لا سيما بعد الرد الأمريكي الذي أطلقه ترامب بتغريدته المشهورة بأن عواقب أي عملية عسكرية ضد حلفاء أمريكا ستكلف تركيا تدمير اقتصادها، أو من خلال التحذيرات التي أطلقها كل من وزير الخارجية الأمريكية وأعضاء في الكونغرس على رأسهم السيناتور الجمهوري البارز ليندسي غراهام الذي حذر من عواقب انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، وطالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإعادة النظر في قرار سحب القوات. وإن انسحاب القوات الأمريكية من سوريا قد يؤدي بشكل مباشر إلى مقتل الأكراد السوريين. وأضاف: ” إذا غادرنا الآن، سوف يتعرض الأكراد للذبح”.
لكن رغم ذلك فإن تركيا بدأت باتباع طريقة جديدة من خلال الترويج لجماعات سورية دربتها، وكانت تقاتل سابقا نظام حكم الرئيس السوري بشار الأسد، وتكرار نشر إعلانات وتقارير مصورة عن استعدادها لشن عملية عسكرية واسعة في سوريا تستهدف شرق نهر الفرات، وتواصل منذ عام الاشارة إلى أنهم انتهوا من التدريبات لشن الهجوم.
وفي أكتوبر 2018 قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده أكملت خططها واستعداداتها لتدمير من سماهم بـ«الإرهابيين» في شرق نهر الفرات في سوريا، في إشارة إلى قوات سورريا الديمقراطية، لافتاً إلى قرب إطلاق عمليات أوسع نطاقاً وأكثر فاعلية في تلك المنطقة.
هذا وأعلنت قوات سورية الديمقراطية (قسد) السبت 23 آذار \مارس القضاء التام على تنظيم الدولة الاسلامية\ داعش بعد ستة أشهر من إطلاقها هجوما واسع بدعم من التحالف الدولي بقيادة أميركية على آخر جيب للتنظيم شرقي سوريا، وهو الهجوم الذي أثار حفيظة تركيا وعارضته من خلال نشر تقارير تفيد باستهداف المدنيين وادعاء التهجير متجاهلة تمركز آلاف عناصر وقادة داعش في المنطقة.
وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، استقبل تصريح رئيسه أردوغان بايجابية وزاد بأن توعد “الأكراد” بدفنهم في خنادقهم في الوقت المناسب
الترويج الجديد للآلة الإعلامية التركية لعملية عسكرية مُحتملة سبق وأن هدّدت بها مراراً على مدى الأشهر الماضية في مناطق شرق الفرات السوري، جاء بعد يوم واحد من انتهاء أعمال اجتماعات أستانة من دون إحراز أيّ تقدّم يُذكر في أهم 3 ملفات بالشأن السوري، وهي اللجنة الدستورية، اتفاق إدلب، وشرق الفرات.
واختفت تماماً تهديدات الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان باجتياح مناطق شرق الفرات السورية، وذلك في أعقاب رفض أميركي فرنسي روسي حازم لإنشاء أي منطقة آمنة في شمال سوريا من قبل تركيا.
وسبق أن جهّزت السلطات التركية جماعات مسلّحة تقول إنّها محسوبة على المعارضة السورية، للهجوم على شرق نهر الفرات، بذريعة محاربة “الإرهاب”.
ويشير مراقبون للشأن التركي أنّ المساعي التركية تتمثل في ضرب النسيج الاجتماعي السوري في شمال شرق سوريا، عبر إدخال التنظيمات المتشدّدة التي تدعمها كما فعلت في مناطق جرابلس والباب وعفرين.
وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية زعمت أنّ فصائل ما أسمته “الجيش السوري الحر”، تستعد لعملية محتملة في منطقة شرق نهر الفرات، التي تسيطر عليها منظمة “ي ب ك / بي كا كا” وفقاً للمصطلحات التركية.
وقالت الأناضول، إنّ عدستها رصدت استعدادات وتدريبات لفرقة الحمزة، إحدى فصائل “الجيش الحر” التي شاركت في عمليتي “درع الفرات”، و”غصن الزيتون” إلى جانب الجيش التركي.
وتضم فرقة الحمزة، بحسب الأناضول، نحو 6 آلاف و500 مقاتل من العرب والتركمان والأكراد وتشكلت عام 2015 لمحاربة تنظيم “داعش” الإرهابي ودعمت القوات التركية في عمليتي “درع الفرات”، و”غصن الزيتون”.
ويشرف على تدريب المقاتلين، ضباط انشقوا عن نظام بشار الأسد في بدايات الحراك الثوري بالبلاد، وفقاً لوكالة الأناضول.
وجرت التدريبات على قذائف الهاون، وقاذفة صواريخ، والأسلحة الرشاشة، وحرب المدن وفنون القتال القريب، إلى جانب دروس حول الطبيعة الجغرافية لشرق الفرات، والتكتيكات الواجب اتباعها لمواجهة “ي ب ك” في تلك المنطقة.
وعلاوة على ذلك، نفذ المقاتلون سيناريو دهم مبنى للقبض على إرهابيين داخله، والتعامل مع سيارات لا تتوقف عند نقاط التفتيش.
كما تضمنت التدريبات دروسا عن التحضيرات اللازمة قبل تنفيذ هجوم، ومحاولات التسلل وكيفية استخدام القنابل اليدوية.
وفي حديث مع الأناضول، قال “عبد الله حلاوي” أحد قادة فرقة “الحمزة”، إن “الجنود الخاضعين للتدريبات أكملوا الاستعدادات اللازمة. علمناهم أساليب جديدة في نطاق التدريبات”.
وشدد على مواصلة الفرقة التدريبات، مضيفا: “جنودنا تلقوا دروسا عن حرب الشوارع والقتال القريب واستخدام الأسلحة الرشاشة الثقيلة وتقنيات متقدمة أخرى. نستعد معهم لأي عمليات محتملة وتطهير منطقة شرق الفرات من الإرهابيين”.
وكان الجيشان التركي والسوري الحر، تمكنا خلال عملية “درع الفرات” من السيطرة على مناطق واسعة من الريف الشمالي لمحافظة حلب، من “داعش” في الفترة بين أغسطس 2016، ومارس 2017.
كما احتلّ الجيش التركي في 24 مارس 2018، بالتنسيق مع الجيش الحر، وفي إطار عملية “غصن الزيتون”، منطقة عفرين بالكامل بعد 60 يوما من دفاع مُستميت لوحدات حماية الشعب وفصائل عربية متحالفة معها عن المدينة.
ويلفت المراقبون إلى أنّ تركيا تحاول نقل العناصر المتشدّدة من إدلب، واستخدامهم من أجل ضرب الأكراد في شرقي الفرات، لتحقق بذلك غايتين، إحداهما إفراغ المنطقة العازل في إدلب من المتشدّدين، بحسب بنود اتفاق سوتشي مع روسيا، والثاني توظيف تلك العناصر المتشدّدة للإغارة على الأكراد السوريين.