شهادات كثيرة تردنا من مدنيين تمكنوا من الخروج من عفرين ، تروي جزءا من معناة الآهالي اليومية من الانتهاكات التي تجري بحق الآهالي من قبل الفصائل الاسلامية الموالية لتركية وتحت اعين ومشاركة القوات التركية.
حليمة عبدو وهي من قرية معراتة التابعة لمنطقة عفرين روت الكثير من القصص والجرائم التي تجري بحق الآهالي، وأن الآهالي يعيشون في خطر دائم، في حالة من الرعب والمداهمات العشوائية وحالات الخطف والاعتقال التي لا تسلم منها حتى النساء والاطفال “كنت شاهدة على الكثير من حالات الخطف والاعتداءات بحق المرأة في عفرين تقول حليمة ، لقد قتلوا امرأة مسنة لكي يبتزو زوجها لدفع فدية ، كل ذلك عدا عن النهب وسرقة الممتلكات الخاصة ومحاصيل المدنيين.
قدرية رشيد تحدثت عن فترة بقائها في قريتها : “أصبحوا يفرضون علينا وبذريعة الشرف والدين لباسا أسودا، حتى الأطفال الصغار أجبروهم أن يلتزمو بلبسبه تحت تهديد و الاعتقال”.
أربعة عوائل جديدة تمكنت من الوصول إلى مخيم سردم في منطقة الشهباء والذي أعد لاستبقال اللاجئين والعوائل التي فرت من عفرين ، وكانت العوائل الوافدة تسكن قرية براد التابعة لناحية شيروا، هربوا من انتهاكات وممارسات النهب والقتل، “اضطروا لمغادرة مساكنهم بعد تكرار حملات المداهمات واختطاف عدد من ابنائهم ، تقول قدرية :” لقد توجهنا نحو الجبال مؤقتا، ثم اتخذنا قرار بالتوجه نحو مناطق الشهباء ، بعدما فقدنا الأمل في العودة ، والاستقرار في قريتنا ، وتركنا خلفنا أشجارنا ومنازلنا وكل ممتلكاتنا”.
شهادة أخرى رواها أحد الناجين : بقيت مع زوجتي المسنة في القرية، جاء مسلحون يضعون شارات زرقاء وأخبرونا أن منزلنا مصادر وأنه أصبحت مقرا عسكرية”.
وأضاف”كانوا يتعمدون إطلاق الرصاص العشوائي في ساعات المتأخرة من الليل ليبثوا الخوف في نفوس الآهالي وأن عمليات النهب والسرقة لم تكن تتوقف ولم يكن بمقدورنا النطق بكلمة رفض .
شهادة أخرى روت معناة النازحين بعد النزوح الذين لم يجدوا منفذاً سوى الخروج من منازلنهم يقول أحدهم : كنا أربعة عوائل خرجنا سوياً من قرية براد وأكثرهم كانوا مسنين وأطفال، لقد كان السير في الجبال وبين الوديان صعباً وشاقا .