الايزيديون في شمال سوريا يحتفلون بـ”الأربعاء الأحمر”

يحتفل الإيزيديون بعيد رأس السنة الإيزيدية في الأربعاء الأول من شهر نيسان من كل عام، حيث يتجمعون لممارسة طقوسهم الدينية المتنوعة، المتوارثة عن أجدادهم…

والايزيديون يعتمدون التقويم الشرقي الذي يختلف 13 يومًا عن التوقيت الميلادي السائد، واستنادًا لذلك يوافق يوم غد الأربعاء 17 من نيسان الحالي، عيد رأس السنة الإيزيدية “الأربعاء الأحمر”، الذي يحتفل فيه الإيزيديون في كل من: سوريا والعراق وتركيا وإيران، إلى جانب مناطق من أذربيجان وأفغانستان وروسيا وبعض الدول الأوروبية كألمانيا…

واحتفالات هذا العام مختفلة، كونها جاءت مع الإعلان عن تدمير الدولة الإسلامية \ داعش والتي شنت حملات إبادة \ جينوسايد ضدهم في شنكال وقامت بقتل واختطاف الآلاف وسبي نسائهم…

ويستقبل الإيزيديون “الأربعاء الأحمر” في الوقت الذي تخرج منه الإحصائيات عن الناجين من تنظيم “الدولة الإسلامية”، والذين بلغ المفقودين منهم بحسب “لجنة البيت الإيزيدي” نحو 3070 شخص من النساء الأطفال..حيث تمكنت قوات سوريا الديمقراطية في معركة الباغوز الاخيرة تحرير 430 ناجية، وناجي.

وحددت “الإدارة الذاتية” شمال شرق سوريا، اليوم، يوم غد عطلة رسمية، احتفالًا بعيد الجلاء من جهة وبمناسبة حلول “الأربعاء الأحمر” عيد رأس السنة الإيزيدية.

ما هو “الأربعاء الأحمر”؟
“الأربعاء الأحمر” أو كما يسمى بالكردية “جارشمبا سور”، يأتي في فصل الربيع، في وقت تنمو فيه الزهور والورود بكل الألوان والأشكال، وخاصةً شقائق النعمان المعروفة بلونها الأحمر القانئ.

ويقول الإيزيديون إنه “الأربعاء الأحمر” هو “يوم بعث الخليقة”، بدءًا من تكوين الأرض وما يحيا فيها من كائنات، إذ يعتبر العيد أحد الأعياد المباركة والفاضلة في الديانة الإيزيدية.

وبحسب الكتاب المسمى “السبقة”، وهو أحد أهم المراجع الإيزيدية، فإن “الأربعاء الأحمر” سمي بهذا الاسم لأنه في مثل هذا اليوم ضخ الدم “الأحمر” في جسم أول إنسان “آدم”، وفيما بعد “شرب آدم من ذلك الكأس للحياة، فارتجف في مكانه، واكتمل لحمه، وجرى الدم في جسده”.

وتجري في يوم الأربعاء طقوس خاصة، حيث ينهض الإيزيديون باكرًا، ويرتدون أفضل ما لديهم من ثياب، ويضحّون بأضحية كل حسب وضعه الاقتصادي، ويُزينون مداخل بيوتهم بالورود وشقائق النعمان.

ويأتي ربط شقائق النعمان بالعيد، كونها ازدهرت في صباح يوم الأربعاء الذي بعثت الخليقة فيه، لذلك يتزينون بها، ويطلق عليها اسم “زهرة نيسان”.

قبل يوم من “الأربعاء الأحمر”، أي يوم الثلاثاء، يزور الناس قبور موتاهم وتأخذ النسوة معهن بعض البيض والحلوى والفواكه ويتم توزيعها فيما بينهم وعلى الفقراء.

وتوجد تقاليد أخرى تتم في العيد، وهي الامتناع عن نبش التربة والحراثة، لأن المزروعات والزهور والورود ومعظم النباتات تتفتح في شهر نيسان، وكذلك لا يسمح للإيزيديين بالتزاوج في نيسان، لأن ذلك سيجلب لأصحاب البيت الويلات.

أربعة أعياد
“الأربعاء الأحمر” عبارة عن أربعة أعياد دينية متقاربة، وهي انفجار الذرة البيضاء من صرخة الرب، وتكون منها التراب والماء والهواء والنار المقدسة لبدء الكون، والثاني هو غليان الأرض ثم تجمدها وتكوينها واخضرارها، وهذا ما تظهره عملية غليان البيضة ثم تبريدها ثم تلوينها.

أما العيد الثالث فهو عيد الخليقة، وذلك عندما خلق أول كائن حي “آدم”، وضخ الدم الأحمر بجسده، والعيد الرابع هو عيد الخصوبة، عندما تخصبت أول بيضة لإعادة تكوين أول كائن حي.

“الأربعاء يوم فاضل، خلقه الملك فخر الدين من العشق والقلب، لم يعرف للراحة والغفلة معنى حينها، الأربعاء يوم دون حساب، وهذا الجواب جاء من الملائكة، تفتح فيه أبواب الخير من الشروق إلى الغروب”.

ما سبق يقال في ترانيم الديانة الإيزيدية عن “الأربعاء الأحمر”، بحسب ما ذكره كادار إبراهيم في تقرير له في وكالة “هاوار”، عام 2018.

-------------------------------

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com

ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات

تابعنا : تويتر - تلغرام - فيسبوك