تظاهر المئات يوم الجمعة، في مدن وبلدات وقرى محافظة حلب وإدلب شمال سوريا، بمناسبة الذكرى الثامنة لاندلاع الحرب الأهلية في سوريا.
وخرجت مظاهرات في مختلف المناطق الخاضعة لسيطرة تركيا في مدن اعزاز والباب وجرابلس وبزاعة وعفرين ومارع وبلدات شران وأخترين وقباسين ودابق وكلجبرين وخان العسل بحلب وفي مدن إدلب ومعرة النعمان وخان شيخون وسراقب وبنش وسرمدا وبلدتي سرجة واحسم وقرى حزارين وسفوهن وكفرعويد والفطيرة وعزمارين رفع خلالها المتظاهرون شعارات ضد قادة فصائل المعارضة السياسية والمسلحة وضد الحكومة السورية.
وتزامنت التظاهرات مع استمرار القصف المتبادل بين قوات الحكومة السورية وفصائل المعارضة الخاضعة لتركية في ريف حلب وإدلب والتي أدت لمقتل العشرات خلال الأسبوع الأخير رغم شمول مناطق القصف بوقف التصعيد، حيث ردت طائرات روسية بقصف المدن الخاضعة لسيطرة المعارضة، فيما قامت الأخيرة بقصف أحياء في حلب من مواقعها بحي الزهراء.
ونشأت الاضطرابات في سوريا، وهي جزء من موجة أوسع نطاقًا من احتجاجات الربيع العربي 2011، بسبب استياء جزء من جماعات المعارضة من حكومة الأسد وقد تصاعدت إلى نزاع مسلح بعد قيام قوات الأمن بقمع الاحتجاجات. وتختلف تسمية الحرب وتحديد أهدافها وأسبابها بين القوات المتصارعة بشدّة، حيث تطلق الجهات الحكومية على الصراع تسمية “أزمة” وتصفه بأنه “مؤامرة خارجية”، في حين تطلق المعارضة تسمية “ثورة” على الحراك (المدني ثم العسكري) وتحدد أهدافها “بإسقاط النظام”، كما شاع في الثورات العربية عام 2011.
تشترك عدة جهات في النزاع: الحكومة السورية مدعومة من حلفاءها روسيا وإيران وحزب الله، تحالف فضفاض لجماعات المعارضة المسلحة على رأسها الجيش السوري الحر، وجماعات سلفية جهادية (بما فيها جبهة النصرة) وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، من جهة والتي لم تعد تسيطر الآن إلا على 10% فقط من مساحة سوريا، فيما تشكلت قوات سوريا الديمقراطية ثاني قوة تسيطر على 30% من مساحة سوريا وهي مدعومة من الولايات المتحدة والتحالف الدولي وتشكل وحدات حماية الشعب عمودها الفقري. مع تدخل عدد من البلدان في المنطقة وخارجها إما بالمشاركة العسكرية المباشرة، أو بتقديم الدعم إلى فصيل مسلح واحد أو أكثر.
شكلت جماعات المعارضة السورية الجيش السوري الحر وسيطرت على المنطقة المحيطة بحلب وأجزاء من جنوب سوريا. وبمرور الوقت، انشقت بعض فصائل المعارضة السورية عن وضعها المعتدل الأصلي لمتابعة رؤية إسلامية لسوريا، وانضمت إلى مجموعات مثل جبهة النصرة وداعش. وفي 2015، ضمت وحدات حماية الشعب صفوفها إلى القوات العربية والآشورية والأرمنية وبعض المجموعات التركمانية لتشكيل تحالف عسكري باسم قوات سوريا الديمقراطية.
وتدعم روسيا وحزب الله الحكومة السورية عسكريًا، وقد بدأ ائتلاف من دول الناتو في الفترة من 2014، في شن الضربات الجوية ضد داعش.
وقد اتهمت المنظمات الدولية الحكومة السورية وتنظيم داعش والجماعات المتمردة باسم الجيش الحر بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان والعديد من المذابح. ولا سيما في عفرين حيث اتهم أخر تقرير صادر من الأمم المتحدة تركيا والجيش الحر باتركاب جرائم تصل لمستوى جرائم حرب.
وسبب النزاع أزمة لاجئين كبيرة. وخلال الحرب، أطلقت عدد من مبادرات السلام، بما في ذلك محادثات السلام التي عقدت في جنيف في مارس 2017 بشأن سوريا بقيادة الأمم المتحدة، والاستانة وسوتشي ولكن القتال لا يزال مستمرًا.