فشلت تركيا في الحصول على أي دور لها شرق الفرات أو في منبج خاصة وأنها كانت تهدف إلى ملىء الفراغ بعد الانسحاب الأمريكي من سوريا لتتطور الأمور سريعا في الأيام التالية لتغريدة ترامب التي أعلن فيه الانسحاب الكامل والسريع من سوريا.
وبعد جولات طويلة ولقاءات كثيرة يبدو أن القادة الأتراك أدركوا أخيرا أن أحلامها في ملئ الفراغ بعد الانسحاب الأمريكي تتبدد يوما عن يوم.
مؤخرا قامت تركيا بتحريك ملف مدينة تلرفعت الواقعة شرق حلب وتنتشر فيها وحدات حماية الشعب إلى جانب القوات الروسية. أجرت تركيا وروسيا محادثات بشأن تسيير دوريات مشتركة في مدينة تل رفعت شمال سوريا، بحسب ما أعلنت وزارة الدفاع التركية الثلاثاء.
ورغم دعم روسيا القوي للنظام السوري ودعم أنقرة للمعارضة السورية المسلحة، فقد عمل البلدان بشكل وثيق لإنهاء الحرب الطويلة في سوريا وهو العمل الذي ساهم في استعادة النظام السوري لبلدات ومدن كانت تسيطر المعارضة عليهم بدون قتال.
ونقلت وكالة الأناضول الرسمية للأنباء عن مسؤول في وزارة الدفاع التركية قوله “بهدف منع شن هجمات من تل رفعت، يتواصل التنسيق للقيام بدوريات مستقبلية مشتركة مع روسيا في هذه المنطقة”.
وتقع تل رفعت شرق عفرين التي يسيطر عليها مسلحون سوريون تدعمهم تركيا سيطروا على المنطقة بعد عملية عسكرية بدعم من الجيش التركي مطلع 2018.
وهددت تركيا العام الماضي بشن هجوم عبر الحدود للسيطرة على تل رفعت بعد السيطرة على عفرين، إلا أن روسيا عارضت العملية.
وكانت دورية مشتركة روسية – تركية قد بدأت نشاطها بالفعل منذ الأحد، بإزالة الألغام في محيط الطريق الدولي حلب – غازي عينتاب قرب قرية مرعناز التابعة لمدينة اعزاز شمال مدينة حلب شمالي سوريا. وذلك بعد يومين من اجتماع عقدته قيادات عسكرية تركية روسية قرب تلرفعت.
ودخلت الدورية التركية قرية مرعناز الخاضعة لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) والتي تتواجد فيها قوات روسية.
ويظهر أن الهدف من إزالة الألغام بدء تسيير الدوريات المشتركة الروسية – التركية على طول الطريق الدولي حلب – غازي عينتاب، والخطوات تأتي تمهيدا لفتح هذا الطريق باتجاه مدينة حلب الخاضعة لسيطرة قوات الحكومة السورية.
ويأتي ذلك بعد أن افتتحت تركيا معبر “أونجو بينار” المقابل لمعبر “باب السلامة” في منطقة اعزاز، وذلك بعد إغلاق استمر لثمانية أعوام. وأعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو منتصف أيلول 2018، أنه سيتم فتح الطريق الدولي الواصل بين محافظتي حلب وحماة، والطريق الواصل بين محافظتي حلب واللاذقية، ضمن الاتفاق الذي توصل إليه الرئيسان الروسي والتركي حول محافظة إدلب.
وفي إدلب توقفت تركيا عن تسيير دوريات في “المنطقة منزوعة السلاح”، بعدما طلبت “هيئة تحرير الشام” أن يقوم عناصرها بمرافقتها خلال تحركاتها، لا سيما وأنها قامت كذلك بإنشاء حواجز عسكرية قرب نقاط المراقبة التركية وهو الأمر الذي أحرج تركيا رغم أنها باتت تتعاون علنا مع الهيئة المصنفة على لوائح الإرهاب.
وسبق أن سيرت تركيا أول دورية عسكرية في “المنطقة منزوعة السلاح” تنفيذا لاتفاق سابق مع روسيا وإيران ضمن مؤتمر “سوتشي”.
-------------------------------
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com
ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات