بعد يوم واحد من العملية الانتحارية التي تمت بتفجير سيارة مفخخة استهدفت قائدا عسكريا في “المجلس العسكري لمدينة منبج” وخلفت مقتل مواطن وإصابة 7 بجروح. أعلن “مجلس منبج العسكري” نجاحه في اعتقال أحد عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في عملية أمنية.
وتعهدت قوات مجلس منبج العسكري أن تبقى العين الساهرة للحفاظ على الأمن والاستقرار في منبج التي شهدت في الفترة الأخيرة سلسلة عمليات استهدف قادة ومسؤوليين أمنيين وعسكريين التي اتهمت تركيا بالوقوف ورائها حيث أدت عملية انتحارية إلى مقتل 15 شخص بينهم أربعة أمريكيين ثلاث منهم جنود والرابع موظف مدني.
وبموازة تصاعد العمليات الانتحارية واستهداف قادة المجلس بالغام المزروعة…. نفذت القوات الأمنية عدة عمليات أدت لاعتقال خليتين كانتا تخططان لتنفيذ عمليات إرهابية واعترفتا بتلقيهما التمويل من تركيا.
وتثبت عملية الاعتقال ما تحدّث به منصف المخير (22 عاماً) أحد قادة داعش، المنحدر من أصول مغربية ونشأ في إيطاليا، والذي استسلم لقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة، قبل شهرين في بلدة الباغوز من أن داعش يستعد لتنفيذ عمليات كبيرة.
والرجل محتجز في السجن منذ خروجه من قرية الباغوز، آخر جيب للتنظيم في شرق سوريا. وتتأهب قوات سوريا الديمقراطية لانتزاع الباغوز من التنظيم، الذي بسط سيطرته في وقت من الأوقات على ثلث العراق وسوريا.
وأوضح المخير أن الدولة الإسلامية تخطط للمرحلة التالية، وتهرب المئات من الرجال لتؤسس خلايا نائمة في العراق وشرق سوريا، وأن المتشددين مصممون على الرد.
ورغم أن الباغوز آخر منطقة سكانية تخضع لسيطرة التنظيم إلا أنه لا يزال يشكل تهديدا أمنيا كبيرا بنشاطه في مناطق أخرى نائية، وقدرته على شن هجمات تعتمد على أسلوب حرب العصابات.
وكانت قوات سوريا الديمقراطية أوقفت أكثر من مرة تقدمها تجاه الجيب المحاصر في قرية الباغوز الواقعة قرب الحدود مع العراق للسماح بخروج المدنيين ومنهم زوجات وأطفال مقاتلين في التنظيم.
وقال مصطفى بالي رئيس المكتب الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية إنه لم يخرج أي مدني من الجيب منذ يوم السبت وإن القوات لم تلحظ أي وجود للمدنيين مما دفع لاتخاذ قرار الهجوم.
وقال بالي لرويترز ”بدأت العمليات العسكرية. قواتنا تشتبك الآن مع الإرهابيين..“.
وتابع بالي قائلا إن أكثر من 4000 من المتشددين استسلموا لقوات سوريا الديمقراطية خلال الشهر الماضي، بينما جرى إجلاء عشرات الآلاف من المدنيين.
لكن القوات قالت أيضا إن المقاتلين الأجانب الأكثر تشددا ما زالوا يتحصنون في الداخل على استعداد للقتال حتى النهاية.
وفي تغريدة على تويتر، قال بالي إن الهجوم بدأ في السادسة مساء (16.00 بتوقيت جرينتش) موضحا أن ضربات جوية استهدفت مخازن ذخيرة تابعة للتنظيم.
وأشار بالي إلى وقوع اشتباكات مباشرة وقوية في الوقت الراهن.
وطُرد التنظيم من الأراضي التي سيطر عليها في سوريا والعراق على أيدي مجموعة من الأعداء منهم قوات مدعومة من روسيا وإيران وتركيا علاوة على الولايات المتحدة.
وتكبدت الدولة الإسلامية خسائر عسكرية كبيرة في عام 2017 بخسارة مدينتي الرقة السورية والموصل العراقية.
وقال مقاتل سابق في التنظيم في مقابلة مع رويترز يوم السبت بعد استسلامه لقوات سوريا الديمقراطية قبل شهرين إن التنظيم أرسل مئات من رجاله إلى خارج الأراضي الخاضعة لسيطرته الآخذة في الانحسار وذلك بهدف تأسيس خلايا نائمة في العراق وشرق سوريا مضيفا أن التنظيم يخطط للمرحلة التالية وإنه مصمم على الرد.
وقوات سوريا الديمقراطية، التي تقودها وحدات حماية الشعب الكردية، هي الشريك الرئيسي للولايات المتحدة في سوريا وقد دفعت التنظيم إلى الانسحاب على امتداد الضفة الشرقية لنهر الفرات، وأجبرت مقاتليه وأتباعه على التقهقر إلى الباغوز.