اعتصم عشرات السائقين في مدينة أعزاز والراعي شمال محافظة حلب، ضد قرار تركيا بالسماح لأصحاب سيارات الشحن بالدخول إلى سوريا والعمل فيها، بينما يقف أصحاب السيارات السورية مكتوفي الأيدي ومقيدين، حسب وصفهم.
وقال ’’أبو سامي‘‘، أحد المعتصمين في مدينة أعزاز، ’’المشكلة لدينا هي أن الشحن التركي أصبح يأتي إلى مناطقنا ونحن نبقى من دون أي عمل‘‘.
وأشار إلى أنه ’’لدينا مكاتب شحن في المنطقة، ولدينا سيارات كثيرة، ولم نعد نستطيع العمل مطلقاً، هل سنضع سياراتنا في الشوارع ونخسر قوت يومنا؟‘‘
كما وجه ’’أبو سامي‘‘ نداء إلى الدوائر الحكومية في المنطقة والحكومة التركية أيضاً، بالسماح لهم بالعمل وإدخال وإخراج البضاعة من وإلى تركيا عبر شاحناتهم وبأسعار مخفضة عن أسعار السائقين الأتراك.
وبدأت تركيا مؤخرا، ونتيجة ركود أصاب اقتصادها وتراجع التصدير وانخفاض قيمة الليرة التركية بفتح معبرين على الأقل مع سوريا ضمن مناطق يسيطر عليها فصائل سورية مسلحة تدعمها..حيث كانت قد حظرت مرور الشاحنات إلى سوريا لدواعٍ أمنية منذ عام 2011.
وعبرت حوالي 80 شاحنة تركيا معبر “أونجو بينار” التركي، المقابل لمعبر باب السلامة السوري…حيث بدأت الشاحنات التركية بالعبور مباشرة نحو الداخل السوري، بعد إتمام الإجراءات الجمركية اللازمة ابتداءا من الثلاثاء، وكان قبل ذلك التاريخ لم يكن يتم عبور الشاحنات التركية، وعملية العبور كانت تتم باستلام وتسليم من التركي إلى السوري…هذا إضافة إلى أن شحنات الأسلحة وتنقلات المقاتلين كانت تتم بشكل سري.
ونقلت وكالة الأناضول عن وزيرة التجارة التركية روهصار بيكجان، أنهم سيفتتحون في ولاية هطاي\اسكندرون الأسبوع القادم، معبر “غصن الزيتون” مع سوريا، والذي سيربط مدينة عفرين السورية بالأراضي التركية. وقالت بيكجان: “معبر غصن الزيتون جاهز وسيتم افتتاحه الأسبوع القادم”.
وكانت بكجان أعلنت في شهر نوفمبر- تشرين الثاني فتح بوابة حدودية بالاسم ذاته. ولم يتضح حتى الآن ما إذا كانت تصريحاتها يوم الثلاثاء تشير لبوابة إضافية أم إلى إعادة فتح نفس البوابة.
وكانت عملية عفرين ثاني هجوم للجيش التركي في شمال سوريا. وفي العملية الأولى، التي كان اسمها “درع الفرات”، سيطر خلالها الجيش التركي على مدينتي جررابلس والباب بعد انسحاب عناصر تنظيم الدولة الإسلامية.
واسم المعبر الجديد أخذ من عملية “غصن الزيتون” التي شنتها القوات المسلحة التركية ضد وحدات حماية الشعب في 20 يناير/ كانون الثاني 2018 على مدينة عفرين، بالتعاون مع فصائل سورية مسلحة كانت تقاتل سابقا تحت راية الجيش السوري الحر، وأسفرت عن السيطرة على المدينة في 18 مارس/ أذار العام الماضي.
ومؤخرًا اتهم تقرير أممي جماعات المعارضة المسلحة المدعومة من تركيا بارتكاب “جرائم حرب” في منطقة عفرين شمال سوريا الخاضعة لسيطرة تركيا منذ عام.
وأصدرت “لجنة التحقيق الدولية المستقلة” التابعة للأمم المتحدة بشأن سوريا الخميس الماضي تقريرا جاء فيه أن اللجنة وجدت أن هناك أسبابا قوية للاعتقاد بأن أعضاء الجماعات المسلحة في عفرين “ارتكبت وترتكب جرائم حرب وأخذ رهائن، ومعاملة قاسية، وتعذيب، ونهب، واستيلاء..” في تناقض مع الادعاء الذي أدلى به المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين في يناير / كانون الثاني بأن تركيا ملتزمة بسلامة الأرواح وممتلكات السوريين، بما في ذلك الأكراد.