قال الرئيس التركي رجب طيب أدوغان إنه لم يرَ بعد خطة مقبولة لإقامة منطقة آمنة بشمال شرق سوريا بعد ثلاثة أسابيع من اقتراح الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنشاء هذه المنطقة.
وقال الرئيس أردوغان، الثلاثاء، إن لم يتم إخراج من وصفهم ب “الإرهابيين” من مدينة منبج السورية، في غضون الأيام القليلة المقبلة، فإن صبر أنقرة سينتهي. وأوضح أردوغان، بحسب الأناضول، أن الأوضاع الراهنة في شرق الفرات ومنبج، على رأس أجندة تركيا.
وجدد إصراره على ضرورة أن تكون المنطقة الآمنة المزمعة في سوريا تحت سيطرة تركيا.
وتعليقا على مستجدات الأوضاع في سوريا، قال: “لا يمكن للتهديدات بما في ذلك العقوبات، أن تحيّدنا عن طريقنا” وذلك في اشارة الى تهديدات لترامب توعد فيها انقرة بتدمير اقتصدها ان شنت اية هجمات ضد وحدات حماية الشعب شمال شرق سوريا…
واستبق إردوغان زيارته المقبلة إلى روسيا لحضور مؤتمر سوتشي المقرر 14 فبراير الجاري، بالحديث الإيجابي عن علاقات بلاده بسورية، مشيرا إلى علاقة جديدة مع حكومة دمشق “في أدنى مستوياتها”.
فقد قال اردوغان ان حكومته أبقت اتصالات على مستوى منخفض مع النظام السوري عبر جهاز الاستخبارات رغم أن أنقرة هي من أشد خصوم هذا النظام.
إردوغان أوضح خلال لقاء مع فضائية تي أر تي TRT مساء أمس الأحد أن جهاز الاستخبارات يجري مناقشات مع سورية، متابعا أن الأخير “غير ملزم بالتحرك وفق تصرفات الزعماء”.
وقال الرئيس التركي “حتى مع عدوك، فإنك لا تقطع العلاقات في شكل نهائي فقد تحتاج إليه”.
ووصف أردوغان الأسد بأنه إرهابي وقال عدة مرات خلال الحرب الدائرة منذ ثماني سنوات بسوريا إنه يجب تنحي الأسد. ولكن بدعم من روسيا وإيران استعادت الحكومة السورية مساحات واسعة من سوريا من مقاتلي المعارضة وطردت معظمهم من معاقلهم السابقة.
ومن جانبه قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في ديسمبر إن تركيا ودولا أخرى ستفكر في العمل مع الأسد إذا فاز في انتخابات ديمقراطية وقال الشهر الماضي إن أنقرة على اتصال غير مباشر مع دمشق عن طريق روسيا وإيران.
والتصريحات التي أدلى بها إردوغان الأحد هي الأولى التي يؤكد فيها وجود اتصالات مباشرة على مستوى منخفض مع دمشق.
من جهة أخرى ادعى المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين إن بلاده “توصلت إلى تفاهم” مع روسيا بشأن تطبيق خارطة الطريق حول منطقة منبج وفق الاتفاق المبرم بين أنقرة وواشنطن. ولفت قالن إلى أن الادعاءات بشأن توصل تركيا والولايات المتحدة إلى اتفاق حول المنطقة الآمنة في سوريا لا تعكس الحقيقة وأن المفاوضات في هذا الشأن ما زالت مستمرة. وأوضح أن تركيا تتطلع إلى أن تكون بيدها السيطرة على المنطقة الآمنة المزمعة في سوريا.
وبالتزامن مع التصريحات التركية أعلن فلاديمير ايفانوفسكي قائد الشرطة العسكرية الروسية، أن دوريات الشرطة الروسية مستمرة في شمال شرقي منبج بمحافظة حلب السورية ، وأنها وسعت نطاق نشاطها ليشمل بلدة تل رفعت هناك.
وقال ايفانوفسكي – في تصريح اليوم /الاثنين- “إننا نعمل اليوم في منطقة تل رفعت، ومهمتنا الرئيسية، حماية تلك المناطق ومراقبة الالتزام بنظام وقف إطلاق النار” ، مشيرا إلى أن العسكريين الروس يراقبون عملية وقف إطلاق النار، وكيفية انتشار الجيش السوري في المنطقة، فضلا عن مرافقة إيصال وتوزيع المساعدات الإنسانية.
وجاء في تقرير لوكالة “يونايتد برس انترناشيونال” أن “ترامب يعيد النظر في قرار انسحاب قواته من سوريا وسيطرح مشروع حماية الكرد على الكونغرس” وذلك عقب التطورات والضعوطات المتصاعدة والتي اضطرته لتأجيل الانسحاب، وعقب التقرير السنوي الصادر عن المخابرات المركزية الامريكية الذي يدرس ما يسمى بالتهديد العالمي حيث حدد وحسب التقرير انحراف تركيا عن الولايات المتحدة الامريكية بسبب تزايد سياسات القمع التركية والاستكبار الذي تمارسه السلطة التركية والذي جعلت منها تتحدى الولايات المتحدة الامريكية.
في سياق آخر حذر تقرير صدر عن المفتش العام في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) من أن تنظيم داعش يواصل جذب العشرات من المقاتلين الأجانب إلى سوريا والعراق كل شهر كما يحصل على تبرعات خارجية مستمرة.
وقال التقرير إن تنظيم داعش “يقوم بتجديد المهام الرئيسية والقدرات بشكل أسرع في العراق مقارنة بسوريا” وان “تنظيم داعش من الممكن ان يعود في سوريا ويستعيد مناطق محدودة في غضون 6-12 شهر “. وأن “قسد لديها عدد محدود من الهاون والمدفعية ولاتزال تعتمد بشكل كبير على الدعم الجوي من التحالف الدولي من اجل حمايتها وشن هجمات ضد التنظيم”
وبينما أشار المفتش العام إلى قوات سوريا الديمقراطية (قسد) بأنهم “مقاتلون متماسكون”، وأن “وحدات حماية الشعب تمثل المكون الاكثر خبرة والاكثر فعالية ضمن قوات سوريا الديمقراطية، وخبرتهم في قتال تنظيم داعش اساسية في تثبيت الاستقرار وقتال تنظيم داعش في وادي الفرات الاوسط” وحذر التقرير “من التهديد بغزو تركي ضد هذه القوات المدعومة من الولايات المتحدة”.
هذا وطالبت فرنسا مجددا اليوم على لسان وزير الخارجيّة جان إيف لودريان بحماية الكرد وان بلاده تؤكّد على موقفها “المؤيّد” للكرد في سوريا, مشيراً إلى “وجوب” حماية الكرد من أيّ تهديدات خارجيّة, في الوقت الذي تستمرّ تركيا فيه بالحديث عن “منطقة آمنة, تستطيع أن إقامتها بمفردها”.
وعبّر لودريان عن “تساؤلات” لدى باريس بخصوص إقامة منطقة آمنة في شمال سوريا, مطالباً في كلمةٍ له أمام لجنة الشؤون الخارجيّة في مجلس الشيوخ الفرنسي ب”توضيح” إقامة تلك المنطقة, خلال اجتماع التحالف الدولي المزمع انعقاده في 6 من شهر شباط بواشنطن.
ولفت وزير الخارجيّة الفرنسي إلى ضرورة مناقشة آليّات إقامة المنطقة الآمنة من حيث “مساحتها والضامنين لها” إلى جانب “كيفيّة “المراقبة” فيها, مذكّراً برفض الكرد لأيّ منطقة من هذا النوع تكون بإشراف تركي.
وتابع لودريان بالقول: “تركيا تطلب ضمان أمن حدودها, هذا أمر عادي, وعلى هذا الاعتبار نحن نطالب بأن يحظى الكرد بالاحترام اليوم وغداً”, مشيراً إلى أنّ التحالف الدولي ضدّ تنظيم داعش “سيحرم نفسه من قوّة التأثير في سوريا”, خصوصاً عند الحديث عن حلّ سياسي بعد انسحاب القوّات الأمريكيّة.
وأوضح الوزير الفرنسي أنّ لدى التحالف الدولي “قوّة تأثير” بخصوص إعادة الإعمار في سوريا, وأيضاً في مجلس الأمن, حيث أنّ لدى فرنسا والولايات المتّحدة قدرة اتّخاذ قرار متعلّق بالعمليّة السياسيّة التي أطلقتها موسكو”, مؤكّداً في الوقت ذاته على أنّ مسألة إعادة الإعمار “لا يمكن أن تتمّ بأموال روسيّة أو سوريّة, وإذا لم تكن لأوروبا أي حضور فلن تتمّ إعادة الإعمار”.