قصة قدري مصطفى واحدة من مئات القصص التي عاشها ومايزال يعيش مآسيها أهالي عفرين جراء حرب فرض عليهم انتهت بتهجيرهم من منازلهم ومدينتهم بعد شهرين من القصف.
قدري مصطفى البالغ من العمر 65 عاما تعرض للتعذيب والضرب على يد مسلحين كان برفقتهم جنود أتراك. نهبوا وسلبوا منه منزله..
ويروي قدري قصته وما تعرض له أثناء تواجده في عفرين:
“مثلي مثل أي مدني في عفرين اختطفت على يد المرتزقة، فقبعت في حجرات سجونهم لمدة شهرٍ كامل إلى جانب المئات من المدنيين الأبرياء، وتعرضنا لكافة أنواع التعذيب مثل قلع الأظافر وتعليقنا بالسقف من أقدامنا وإبقائنا كذلك لمدة يومين دون طعام أو شراب”.
أضاف:
“خطفوني في عفرين وإلى أي سجن اقتادوني لم أعرف، كانوا يضعون لنا الحبوب المخدرة في كؤوس المياه لنغفو ومن ثم يقتادوننا إلى أماكن مجهولة، هم كفرة ولسنا نحن الكفار، كانوا يسألونني لماذا لا تصلي وأنا كنت أبادرهم بنفس السؤال فكنت أتعرض للضرب من قبلهم، كانوا يضربون الأطفال، النساء والمسنين فلماذا؟!”.
وأكمل رواية قصته:
“في الأيام الأولى من خطفنا كانوا يشربوننا المياه، كنا نشعر بأن طعم المياه غير عادي، وبعدها بدقائق كنا نغفو، دون صحوة أو معرفة ماذا يجري حولنا. بعد فترة أصبح طعم المياه طبيعياً ولم نكن نغفو كنا نبقى مستيقظين، وكأنهم لم يعودوا ويطعمونا الحبوب”.
“في البداية لم نكن نعلم أين نحن، حتى في أحد الأيام ونتيجة تعذيبنا بشدة،، قاموا برمينا في مكان، لاحقاً عرفت أنّه كان خلف سجن إعزاز، وقتها لاحظ الأهالي وجود شخصين مرميين على الأرض، فأعلموا مخفر إعزاز، فقاموا بأخذنا مجدداً، حتى زادوا من تعذيبنا، حيث قتل صديقي تحت التعذيب”.
يستمر قدري في رواية ما حدث معه، ويستذكر مقتل صديقه أمام عينيه بعد شهر من خطفه “كنت جالساً أمام منزلي وقاموا بخطفي بعد أن نهبوا أثاث المنزل وبقيت في السجن لمدة شهر تحت التعذيب في قرية قطمة في ناحية شرا ومن ثم اقتادوني أنا وصديقي إلى سجن في إعزاز، صديقي قُتِل تحت التعذيب ولا أعلم أين أخذوا جثته، كانوا يضعون الحديد في خرطوم المياه ويضربوننا حتى أن آثار التعذيب ما تزال موجودة على قدمي. كان هناك مرتزق يعمل قاضياً، بعد تحقيقه معي قاموا بالإفراج عني”.
خطفوا ابنتي ولا أعلم ما مصيرها
“تم الترويج بأنّني قتلت على يد المرتزقة على صفحات التواصل الاجتماعي، وعندما رأت ابنتي أمينة البالغة من العمر 22 عاماً ذلك الشيء توجهت إلى منطقة الزهراء بريف حلب وتوجهت من هناك إلى عفرين ووصلت إلى قرية مريمين، لكن هناك خطفها المرتزقة، ولا نعرف عنها شيئاً”.
وتمكن المسن قدري مصطفى من الخروج من عفرين والتوجه إلى ريف حلب الشرقي، والآن يقطن مع زوجته وابنه وأحفاده في قرية بابنس.