تصاعدت حدة السجال التركي – السوري على خلفية إيجاد تركيا غطاءا لتواجدها واحتلالها أراض سورية من خلال ماعرف بإتفاقية أضنة التي تفسرها تركيا من جانبها أنّها بمثابة تفويض مفتوح لها للبقاء في داخل الأراضي السورية وشن عمليات عسكرية هناك.
وفي هذا الصدد، انتقدت دمشق السبت تبرير مسؤولين أتراك تدخلهم العسكري في سوريا بتطبيق إتفاق أضنة الموقع بين البلدين منذ أكثر من عقدين، متهمة أنقرة بخرقه منذ اندلاع النزاع السوري في عام 2011.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر رسمي “أنّ اَي تفعيل لهذا الإتفاق يتم عبر إعادة الأمور على الحدود بين البلدين كما كانت، وأن يلتزم النظام التركي بالإتفاق ويتوقف عن دعمه وتمويله وتسليحه وتدريبه للإرهابيين، وأن يسحب قواته العسكرية من المناطق السورية التي يحتلها”.
وإتفاق التعاون المشترك بين تركيا وسوريا المعروف باسم إتفاق أضنة وقع في هذه المدينة التركية لإنهاء أزمة بين أنقرة ودمشق كان سببها حينها وجود زعيم حزب العمال عبدالله أوجلان في سوريا.
وترى تركيا أنّ هذا البروتوكول يمنحها حق التدخل في الأراضي السورية ضد حزب العمال الكردستاني وحلفائه في حال لم يتحرك النظام السوري ضدهم.
وأعطى إتفاق أضنة تركيا حق ملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني لعمق خمسة كيلومترات في شمال سورية. كما تضمن تخلي دمشق عن أي مطالبة بحقوقها في لواء إسكندرون (إقليم هاتاي) الذي ضمّته تركيا في 1993واعتبار حزب العمال الكردستاني بزعامة عبد الله أوجلان، المعتقل في تركيا منذ بداية 1999، تنظيما إرهابياً.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، السبت، إنّ أحكام إتفاق أضنة الموقع بين دمشق وأنقرة عام 1998، ما تزال سارية المفعول.
جاء ذلك في كلمة ألقاها الرئيس التركي بولاية غازي عنتاب، خلال اجتماع تعريفي بمرشحي حزب العدالة والتنمية الذي يرأسه لبلديات الولاية.
وأضاف أردوغان: “أخبروا من يسأل عن سبب تواجد تركيا في سوريا، بأن أحكام إتفاق أضنة لا تزال سارية المفعول”.
وتابع: “الأطراف التي ترغب في إبعاد تركيا عن سوريا لا تهدف لضمان حرية الشعب السوري، وإنّما على العكس تمامًا فهي تسعى إلى تعميق المستنقع”.
وأكد أردوغان أنّه مع تطهير مناطق تل رفعت ومنبج وشرق الفرات، شمالي سوريا؛ فإنّ فرصة كبيرة ستتولد لعودة ملايين اللاجئين إلى منازلهم.
كما أعرب عن رضاه إزاء تقاسم إمكانات بلاده في المجالات السياسية والاقتصادية مع السوريين. وأضاف: “لا يمكننا ترك إخوتنا تحت رحمة الظالمين والقنابل والبراميل المتفجرة بينما نحن نعيش في سلام وأمن”.
وتساءل: “هل سنقف مكتوفي الأيدي بينما تأتي جهات من بُعد 12 ألف كم لتصول وتجول في سوريا، بينما لا تربطها أي علاقات تاريخية أو إنسانية بمنطقتنا!”.
-------------------------------
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com
ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات