تجدد حوادث الخطف والاعتداء: إطلاق نار يستهدف أصحاب كروم الزيتون في عفرين

تشهد منطقة عفرين منذ أشهر تزايداً مقلقاً في حوادث الاعتقال والخطف والانتهاكات التي تستهدف المدنيين الكرد، وسط غياب أي محاسبة فعلية للفصائل المسلحة المنتشرة في المنطقة. وفي أحدث تلك الحوادث، أقدمت عناصر تابعة لفصيل محمد الفاتح، بقيادة أبو بلال (سابقاً)، بتاريخ 26 نوفمبر 2025 على إطلاق النار بشكل كثيف وعشوائي باتجاه مجموعة من الشبان في قرية صاتيا التابعة لناحية ماباتا.

وبحسب مصادر محلية، فقد كان عدد من شباب القرية قد توجهوا إلى كروم الزيتون في منطقتي “كورتي خنزيرة” و”أرض عكاري” بعد سماعهم أصوات لصوص يعتقد أنهم كانوا يحاولون سرقة المحصول، وهو أمر بات يتكرر بشكل لافت في المنطقة. إلا أن عناصر الفصيل المذكور، وبدلاً من التدخل لوقف عمليات السرقة، فتحوا النار مباشرة على أصحاب الأرض دون سابق إنذار.

الهجوم أسفر عن إصابة مختار القرية، بشير حميد محمد، البالغ من العمر 63 عاماً، برصاصة خطيرة نقل على إثرها إلى المستشفى التخصصي السوري، حيث يرقد حالياً في العناية المشددة.

ويأتي هذا الحادث في سياق نمط متصاعد من الانتهاكات، يتضمن اعتقالات تعسفية، وحالات خطف مقابل فدية، وابتزازاً متواصلاً للأهالي، خصوصاً الكرد منهم. وتؤكد مصادر حقوقية أن هذه الممارسات تجري وسط غياب أي رقابة أو مساءلة، الأمر الذي يفاقم مناخ الخوف ويدفع السكان إلى الامتناع عن التوجه إلى أراضيهم الزراعية، خصوصاً خلال موسم الزيتون الذي يعد مصدر الرزق الأساسي لغالبية الأسر.

وتطالب فعاليات محلية ومنظمات حقوقية بضرورة إجراء تحقيق مستقل وشفاف في الحادثة، ومحاسبة المتورطين، ووضع حد لحالة الفلتان الأمني التي تهدد حياة المدنيين وتستهدف خصوصاً السكان الكرد في عفرين.