“متزعم في فصيل” سابق يعرض معصرة زيتون لمهجَّر عفريني للبيع – واغتيالات تطال مدنيين ومهندسين في مناطق متفرقة من سوريا
شهدت مناطق عدة في سوريا خلال الأيام الماضية سلسلة حوادث مأساوية وجرائم قتل متفرقة، طالت مدنيين من مختلف المكونات، في ظلّ تصاعد الفلتان الأمني وانتشار السلاح والانقسامات الداخلية.
في مدينة حمص، عُثر اليوم على جثمان المواطن إبراهيم سمير محمود (45 عامًا) مقتولًا في حي جورة الشياح، بعد فقدانه مساء الثاني من تشرين الثاني أثناء توجهه إلى أحد المصارف في حي الحميدية لإجراء تحويل مالي.
وفي ريف حمص الغربي، عُثر فجر اليوم على جثتي الشابين حسن محمد صادق الحسن (19 عامًا) وحمزة محمد صالح حمود (19 عامًا)، وقد تمّت تصفيتهما داخل مدجنة في قرية برج قاعي، أثناء عملهما في الحراسة، بعد أن أطلق مسلحون مجهولون النار عليهما.
أما في جبلة، فقد استُشهد الشاب المهندس حيدر أنيس خيربيك وأُصيب صديقه برصاص مسلحين مجهولين يستقلون سيارة “سنتافيه”، أثناء مرورهما في قرية عين شقاق صباح الرابع من تشرين الثاني.
وفي سهل الغاب بريف حماه الغربي، عُثر صباح اليوم على جثة المواطن أحمد تامر عبود الفريكة (66 عامًا)، من الطائفة المرشدية، مقتولًا بالرصاص على جسر شقّة الألمان قرب قرية القطرة. الضحية كان مدرسًا سابقًا للغة العربية ويعمل حاليًا في مهنة البناء لإعالة أسرته المكونة من خمسة أبناء.
من جهة أخرى، تواصل الفصائل المسلحة التابعة لأنقرة انتهاكاتها بحق المهجرين الكرد في عفرين ومنبج، حيث كشفت مصادر محلية أن أحد المتزعمين السابقين في فصيل مسلح عرض معصرة زيتون تعود ملكيتها لمهجَّر من عفرين للبيع، في إطار سياسة السلب الممنهج وفرض الإتاوات على السكان الأصليين.
كما أفادت مصادر من مدينة منبج أن الفصائل الموالية لتركيا تفرض شروطًا تعجيزية وأموالًا طائلة على المهجّرين الراغبين باستعادة منازلهم، وصلت في بعض الحالات إلى آلاف الدولارات مقابل السماح بالعودة أو تسليم الممتلكات.
وفي ريف دير الزور الشرقي، قضت عائلة كاملة إثر انفجار لغم أرضي أثناء زيارتها قبر والدها في بادية بلدة صبيخان، ما أدى إلى استشهاد بشار محمد الراجح الكنيف ووالدته سميرة متعب الحمد، والطفلين ريان وإسلام، فيما أصيبت الطفلة إسراء بجروح متفاوتة.
وتبقى قضية المواطن الكردي محمد علي علي (42 عامًا) من ناحية شيه في عفرين، مثالًا صادمًا على ممارسات التعذيب والانتهاكات الممنهجة في سجون الفصائل المسلحة. حيث اختُطف في كانون الأول 2024، وتعرض خلال احتجازه لتعذيب وحشي شمل الصعق الكهربائي والحرق والحقن بمواد مجهولة وقطع أصابع القدمين. بعد الإفراج عنه، أظهرت التقارير الطبية إصابته بإعاقات دائمة واضطرابات نفسية حادة.
وفي حمص أيضًا، استُشهد المهندس الدكتور فؤاد محمد دربولي، المختص في مجال الطاقة والعامل في محطة جندر الكهربائية، بعد استهدافه بالرصاص أثناء توجهه إلى عمله في 28 تشرين الأول. دربولي، المعروف بمهنيته وأخلاقه، ينضمّ إلى سلسلة من عمليات الاغتيال التي استهدفت مهندسين وموظفين من الطائفة العلوية خلال الأشهر الماضية.
تعددت المناطق والضحايا، لكن القاسم المشترك بينها هو غياب الأمان واستمرار دوامة العنف التي تحصد أرواح المدنيين بلا تمييز، في ظل غياب أي مسار جاد لتحقيق العدالة أو المحاسبة.