البيت الأبيض: أمريكا ستترك مجموعة لحفظ السلام مؤلفة من 200 جندي بسوريا بعد انسحابها

في بيان صادر عن البيت الأبيض يوم الخميس إن الولايات المتحدة ستترك ”مجموعة صغيرة لحفظ السلام مؤلفة “ من 200 جندي أمريكي في سوريا لفترة من الوقت بعد انسحابها وذلك بعد تراجع الرئيس دونالد ترامب عن سحب القوات بالكامل. الاعلان تبعه مباشرة استئناف القوات الأمريكية لدوريات في مدينة منبج على خطوط التماس مع القوات التركية في جرابلس بريف حلب.
ورحب مسؤولون أكراد بقرار واشنطن الإبقاء على بعض الجنود الامريكيين في سوريا، وأنه قد يشجع الأوروبيين على خطوة مماثلة.

كما رحب نائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي مايكل ماكول بالقرار مؤكدا ان المعركة ضد داعش لن تنتهي بخسارته للاراضي.

‏الرئيس الامريكي دونالد ترمب اشار بعض اتخاذه القرلر انه لم يغير المسار حول القوات في سوريا ولكن يمكن ترك قوة صغيرة بالتعاون مع دول أخرى.

وفي ديسمبر كانون الأول أمر ترامب بسحب القوات الأمريكية من سوريا وقوامها 2000 جندي قائلا إنهم هزموا متشددي تنظيم الدولة الإسلامية هناك على الرغم من أن مقاتلين سوريين تدعمهم واشنطن مازالوا يخوضون معركتهم النهائية ضد آخر مواقع التنظيم.

لترامب وقع تحت ضغط من عدة مستشارين لتعديل سياسته بما يضمن حماية القوات الكردية التي عززت القتال ضد الدولة الإسلامية والتي ربما تتعرض الآن لتهديد من تركيا والتصدي للنفوذ الإيراني في سوريا.

وعلق وزير الدفاع الأميركي بالوكالة على الخطوة معتبرا انهم يعملون  نحو دعم الاستقرار وتعزيز القدرات الامنية للقوات المحلية في شرق سوريا.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز في بيان مقتضب ”ستبقى مجموعة صغيرة لحفظ السلام من نحو 200 في سوريا لفترة من الوقت“.

صحيفة نيويورك الامريكية نقلت عن مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية قوله ان الهدف من ابقاء قوة السلام المؤلفة من 200 عنصر من القوات الامريكية في سوريا هو تشجيع فرنسا وبريطانيا على إبقاء القوات في سوريا، فضلاً عن المساعدة في تأمين منطقة آمنة بالقرب من الحدود التركية. و اضاف المسؤول الامريكي ان القوات ستتمركز في شمال شرق سوريا وكذلك في موقع صغير في التنف في جنوب شرق البلاد قرب حدودها مع العراق والأردن. وقال المسؤول إن القوات الأمريكية ستوفر الخدمات اللوجستية والاستخباراتية والمراقبة للحلفاء وستنقل المعلومات الضرورية لتوجيه الضربات الجوية للأهداف.
قناة CNN نقلت في تقرير ان بقاء الجنود الامريكيين في التنف وشمال شرق سوريا سيسمح للولايات المتحدة قدرة على استهداف جيوب داعش المتبقية غرب نهر الفرات في المناطق التي يسيطر عليها النظام ظاهريًا فضلاً عن المساعدة في حرمان المنطقة من وكلاء إيران وفي شمال شرق سوريا سيمنع وقوع اشتباكات بين قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد وتركيا.

وتم إعلان القرار بعد أن تحدث ترامب هاتفيا إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وقال بيان للبيت الأبيض إن فيما يتعلق بسوريا اتفق الزعيمان على ”مواصلة التنسيق بشأن إقامة منطقة آمنة محتملة“.
وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية إن الإعداد لقرار ترامب يجري منذ فترة. ولم يتضح إلى متى ستظل القوة البالغ قوامها 200 جندي في المنطقة أو متى ستنشر تحديدا.
ومن شأن الإبقاء على مجموعة صغيرة من الجنود الأمريكيين في سوريا أن يمهد الطريق ليتعهد حلفاء أوروبيون بالمساهمة بمئات الجنود للمساعدة في إقامة منطقة آمنة محتملة في شمال شرق سوريا ومراقبتها.
ودعا مظلوم كوباني قائد قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة إلى بقاء قوة دولية يتراوح عدد أفرادها بين ألف و1500 جندي للمساعدة في قتال الدولة الإسلامية وعبر عن أمله في أن تعلق الولايات المتحدة على وجه الخصوص خططها للانسحاب الكامل.
ومن الممكن أن يساعد قرار الإبقاء على قوة حفظ سلام ترامب في التغلب على الانتقادات التي وجهت له بأنه أمر بانسحاب مفاجئ من سوريا يمكن أن يؤدي إلى أن يستعيد التنظيم المتشدد قوته.
وقال المسؤول الكبير في الإدارة الأمريكية ”هذا توجيه واضح لحلفائنا وأعضاء التحالف إلى أننا سنظل موجودين بدرجة ما.
وحتى الآن يحجم الحلفاء الأوروبيون عن الإسهام بقوات إلا إذا حصلوا على التزام ثابت بأن واشنطن لاتزال ملتزمة تجاه المنطقة.
وقال وزير الدفاع البلجيكي ديدييه ريندرز للصحفيين يوم الخميس قبل اجتماع مع القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي باتريك شاناهان إن قضية الإبقاء على قوات في سوريا مستقبلا ستطرح للنقاش مع المسؤولين الأمريكيين.
وتريد تركيا ان تسيطر على تلك المناطق التي قد تنسحب منها امريكا بحجة إنشاء منطقة آمنة وظلت تطلب دعم لوجيستي من أوربا وأمريكا.
ولم يحدد البيت الأبيض أين ستتمركز القوات. وبالإضافة إلى شمال شرق سوريا تحدث مسؤولون عن أهمية الإبقاء على قوات في قاعدة التنف الاستراتيجية على الحدود مع العراق والأردن.
وقال مسؤول أمريكي طلب عدم نشر اسمه إن الخطة الأولية هي الاحتفاظ بقوات في شمال شرق سوريا والتنف. وأضاف أن التخطيط لا يزال جاريا وقد تطرأ تغييرات.
وأبلغ مسؤولون أمريكيون رويترز بأن شاناهان حين كان في ميونيخ الأسبوع الماضي عقد اجتماعا بشأن سوريا مع مجموعة صغيرة من وزراء الدفاع. وأضافوا أنهم تحدثوا عن الحاجة لنوع من الترتيب الأمني في شمال شرق سوريا بعد رحيل الولايات المتحدة. ويجتمع شاناهان مع نظيره التركي يوم الجمعة.
وأصدر السناتور الأمريكي لينزي جراهام بيانا أشاد فيه بقرار ترامب الاحتفاظ بقوة أمريكية صغيرة في سوريا ضمن قوة دولية لتحقيق الاستقرار قائلا إن الرئيس أخذ بالنصيحة العسكرية السليمة التي ستساعد في تفادي المشاكل التي واجهتها الولايات المتحدة بالعراق.

http://vdc-nsy.com/2019/02/22/%d8%a8%d8%b9%d8%af-%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%a8%d9%82%d8%a7%d8%a1-%d8%b9%d9%84%d9%89-200-%d8%ac%d9%86%d8%af%d9%8a-%d8%a3%d9%85%d8%b1%d9%8a%d9%83%d8%a7-%d8%aa%d8%b3%d8%aa%d8%a3/

-------------------------------

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com

ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات

تابعنا : تويتر - تلغرام - فيسبوك