“هاد بشار بسيس.. هاد بشار بسيس… وهي رشا بسيس… اغسل عارك يا بشار”، هكذا وبكل وضوح تم التعريف بهوية القاتل والضحية، وتم تصوير وجهيهما من قبل المحيطين بهما، اللذين أصدرا أمر “اغسل عارك يا بشار”، فانهمر رصاص الروسية رشاً على رشا.
هذا ملخص مقطع صادم، لايمكن لأي عقل أن يتحمل مقدار الوحشية التي يوثقها.. وحشية المشجعين، ووحشية الأخ الذي يقتل أخته الجاثمة على الأرض مستلمة، بينما يفتح أخوها النار ليمزق جسدها بوابل من الرصاص، مفرغا في جسدها مخزنا يفترض أن فيه 30 طلقة، ولكن هناك من يقول له: “لسه ما ماتت”، فيضع مخزنا آخر جديدا وينهال رشاً على الجسد المتهتك من الرصاص والغارق في الدم.
واظهر شريط فيديو مصور اليوم 22 اكتوبر 2018 اقدام مسلح تابع للفصائل السورية المدعومة من تركيا أسمه (بشار بسيس) وهو يقتل شقيقته (رشا) رميا بالرصاص بحجة ” غسل العار ” .
وقال أحد أقارب عائلة القتيلة رشا بسيس التي تسكن مخيم الملعب بالمدينة وتنحدر من محافظة حماة، إن “أخاها بشار قتلها السبت الفائت بعد شائعات نشرت حولها”
ويظهر بالتسجيل المصور قيام شقيقها بالطلب منها بالكشف على وجهها ، بعد أن يقوم شخص بجانبه بالقول ” إغسل عارك ” ، ثم يعمد على تفريغ ثلاثة مخازن من بندقيته بجسدها لتفارق الحياة على الفور .
وفي الفيديو المروع، لم يكتف القاتل بإفراغ خزان رصاص واحد في جسد شقيقته بل انصاع لأوامر المصور الذي قال له إنها لم تمت بعد، بل عاد ليطلق على جسدها وابلا من الرصاص.
و تعددت روايات مرتادي موقع تويتر حول دوافع الجريمة، إلا أن كثيرين أشاروا إلى أنها حدثت في مدينة جرابلس السورية الخاضعة لسيطرة قوات “درع الفرات”، التابعة للجيش الحر.
وتقول إحدى الروايات إن المسلح، ويدعى “بشار بسيس”، قتل شقيقته “رشا” التي “كانت على علاقة بضابط تركي”، على حد قول الرواية. من ناحية أخرى، أشار نشطاء إلى أن الفتاة “اغتصبها” جنود أتراك وتركت لتدفع وحدها ثمن الجهل والتخلف.
يقول ابن المدينة نفسها، غسان أبو عبدو،” إنّ الشاب أقدم على قتل شقيقته بهذه الطريقة البشعة، بسبب شائعات، لا أكثر، عن تداول صور لها على مواقع التواصل الاجتماعي، وشائعات أخرى عن خروجها مع بعض الشبان…”.
ويضيف أبو عبدو: “بعد أيام على هذه الشائعات فوجئنا بشقيق الفتاة بقتلها رمياً بالرصاص معتبراً أنّها جريمة شرف، ويستنكرون خصوصاً تصوير الشاب لأخته بهذه الطريقة الشنيعة، داعين إلى ملاحقته من قبل الفصيل العسكري الذي ينتمي إليه، وسجنه في أقل تقدير، كونه نفذ الحكم بطريقة لا تجوز، بأي حال”.
قالت الكاتبة السورية ريما فليحان ، على صفحتها على “فيسبوك” ، إن “بشار بسيس ليس المجرم الوحيد في مقطع الفيديو الخاص بقتله أخته عبر إفراغ مخزن من الرصاص من رشاشه المأفون ، المجرم الآخر هو من كان معه يملي عليه غسل عارك، لسه ما ماتت ، بقية المجرمين لم يظهروا في الفيديو سيأتون لاحقا من أجل التهاني” .
وأضافت “الرحمة للضحية رشا بسيس ولكل ضحايا جرائم الشرف في شرقنا المأفون ، العار للقتلة ومن يواليهم ومن يصفق لهذه الجريمة ببلاهة” .
وأدى الفلتان الأمني في المناطق السورية الخاضعة لسيطرة تركيا،، إلى ارتكاب مزيد من الجرائم، ومحاولة التهرب من العقوبات، خصوصاً في تلك الانتهاكات المرتكبة في حق الفتيات والنساء.