التحالف بقيادة أمريكا يقول: إنّه بدأ الانسحاب من سوريا

على الرغم من اضطراب الموقف الأمريكي الداخلي بشأن الانسحاب من سوريا، بدأ الجيش الأمريكي بسحب معدّات من سوريا وفق ما أكّده مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكيّة لوكالة الأنباء الفرنسية الخميس 10 يناير/كانون الثاني 2019.

وقال المتحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية يوم الجمعة إنّ التحالف بدأ عملية انسحاب من سوريا، في إشارة إلى بدء انسحاب القوات الأمريكية الذي شابته رسائل متضاربة من مسؤولين أمريكيين.
وقال الكولونيل شون رايان إنّ التحالف ”بدأت عملية انسحابنا المدروس من سوريا. حرصا على أمن العمليات، لن نعلن جدول زمني أو مواقع أو تحركات محددة للقوات“.

ولا يزال الجدول الزمني لانسحاب ألفَي جندي أمريكي تمّ نشرهم في هذا البلد غير واضح. وقال المسؤول «يُمكنني أن أوكّد (حصول) نقل لمعدّات من سوريا. ولأسباب أمنيّة، لن أعطي تفاصيل إضافيّة في الوقت الحالي».

وكانت قناة «سي إن إن» قد تحدّثت في وقت سابق عن سحب تلك المعدّات خلال الأيام الأخيرة. ونقلت عن مسؤول في الإدارة الأمريكيّة على علم مباشر بالعمليّة قوله إنّ سحب المعدّات مؤشّر إلى بداية الانسحاب الأمريكي من سوريا.

ولم يصف ذلك المسؤول بالضبط ما كانت تحتويه تلك الشحنة، أو كيف تمّ نقلها. كما وأنّه لم يعلن جدول زمني أو مواقع أو تحركات محددة للجنود في عملية الانسحاب.

وصدم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ديسمبر/كانون الأول 2018  حلفاءه -وربما أعداءه أيضاً- بإعلانه عن الانسحاب الوشيك للقوات الأمريكية من سوريا.

ويخشى المنتقدون من أن يخدم قرار ترامب أجندة روسيا وإيران، فيما أَسِفَ آخرون على ما اعتبروه خيانةً أمريكية أخرى للأكراد في المنطقة.

وسافر وزير الخارجيّة الأمريكي مايك بومبيو إلى الشرق الأوسط، في جولة طمأنة لحلفاء واشنطن في المنطقة.

فقال بومبيو الخميس إنّ الانسحاب الأمريكي من سوريا سيتمّ، مؤكّداً أنّ واشنطن ستعمل بـ»الدبلوماسية» على «طرد آخر جندي إيراني» من هذا البلد.

والأحد، أكّد مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جون بولتون خلال زيارة لإسرائيل أنّ الانسحاب الأمريكي من سوريا يجب أن يتمّ مع «ضمان» الدفاع عن الحلفاء». وأشار يوم الثلاثاء إلى أنّ حماية الأكراد حلفاء واشنطن ستكون شرطا مسبقا للانسحاب الأمريكي.

ويوجد حالياً نحو ألفي جندي أمريكي في سوريا التي تشهد حرباً أهليّة مدمّرة، معظمهم يعملون على تدريب قوات سوريا الديمقراطية التي تُقاتل تنظيم الدولة الإسلاميّة.

وكان وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس قدم استقالته احتجاجاً على القرار، وعجَّلَ كبير مسؤولي وزارة الخارجية المسؤول عن الحملة ضد تنظيم الدولة «داعش» بالرحيل عن منصبه غاضباً من القرار.

وشكلت الضغوطات دوراً في اعلان ترامب وتراجعه ليعلن إنّ قواته ستنسحب ببطئ، وأنّه لم يحدد إطار زمني لذلك الانسحاب

ورحب جان إيف لو دريان وزير خارجية فرنسا، المشاركة في التحالف بقيادة الولايات المتحدة، بما يعتقد أنّه إبطاء للانسحاب الأمريكي بعد ضغوط من حلفاء واشنطن.

وقال في مقابلة تلفزيونية يوم الخميس ”قالوا إنّ الانسحاب سيتم بطريقة أبطأ… وذلك على الأرجح نتيجة الضغوط المتنوعة التي ربما حدثت بما في ذلك من فرنسا. تحدث الرئيس ماكرون معه (ترامب) عدة مرات ويبدو أنّ هناك تغييرا أعتقد إنّه إيجابي“.

وفي اعتراف نادر بأنّ القوات الفرنسية موجودة أيضا في سوريا قال وزير الخارجية الفرنسي إنّها ستغادر عندما يتم التوصل إلى حل سياسي في البلاد.

وأضاف دون خوض في تفاصيل ”من الواضح أنّنا سننسحب عندما يكون هناك حل سياسي“.

-------------------------------

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com

ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات

تابعنا : تويتر - تلغرام - فيسبوك