تدمير التعليم في عفرين على وقع "فاشية" الاحتلال التركي يقاوم بفتح المدارس في الشهباء

التعليم باللغة الكردية

تظهر المعطيات الميدانية، أنّ الحرب ضد السكان المحليين في عفرين، لم يكن يستهدف بصورة خاصة الجانب العسكري والأمني المتجسد في مقاومة وحدات حماية الشعب والمرأة، بل مثلت ضربات طائرات جيش الاحتلال التركي ضد المدارس الابتدائية والثانوية والتعليم العالي، علامات واضحة في تدمير الكيان الثقافي والتعليمي المدار من قبل الهيئات الإدارية والمدنية في المدينة وريفها، ويلوح أن غبار الحرب الدائرة من قبل الاحتلال التركي يحاول تعتيم على الانتهاكات المنهجية والعنصرية من قبل دولة امتهنت الفاشية في جذور تكوينها التاريخي منذ تأسيس الجمهورية التركية على قاعدة اللون الواحد والثقافة الاقصائية الأحادية وتحطيم البنية الثقافية واللغوية المتنوعة، حيث تشكل عفرين اليوم، المثال العصري لهذا التجلي العنصري تبعاً لسلوكيات دولة الاحتلال ومؤسساتها العسكرية والأمنية والفصائل الجهادية المرافقة التي تحتل المدينة في الوقت الحالي.
أمام هذا المشهد الذي رافق بحملة نزوح شامل من قبل الأهالي والطلبة إلى منطقة الشهباء حيث تشكل معقل المخيمات الأهالي النازحة من عفرين، سارعت اللجان التعليمية من قبل منظومة المجتمع الديمقراطي في منطقة النزوح إلى إعادة لحمة الحياة التعليمية وسط ظروف صعبة وشاقة، بغرض مواصلة الإيقاع التعليمي لدى الطلبة النازحة في جميع الصفوف الدراسية.
وسارعت لجنة التعليم للمجتمع الديمقراطي بتاريخ الثالث من حزيران المنصرم بافتتاح مدارس المرحلة الابتدائية في ناحية شيراوا والشهباء لتأمين التعليم لـ25 ألف طالبة. كما بدأت الآن بافتتاح المدارس للمرحلتين الإعدادية والثانوية ليتمكن طلاب كلا المرحلتين من استكمال دارستهم في الفصل الثاني للعام الدراسي 2017-2018، وكل هذا بإمكانيات ضئيلة جداً وصعوبات كثيرة من ناحية تأمين المستلزمات التدريسية.
تدشين المدارس شملت أيضاً في القرى المجاورة، ذلك عبر قيام اللجنة بافتتاح أول مدرسة للمرحلتين الإعدادية والثانوية في قرية تل قراح التابعة لناحية احرص في الشهباء، في إحدى مدارس القرية التي تعرضت للكثير من الدمار والتخريب بعد ترميمها، حيث لم تفارق البسمة على وحوه الطلبة وهم يرتادون المقاعد الدراسية رغم مرارة النزوح من معقلهم.
وأفاد عضو لجنة التعليم للمجتمع الديمقراطي في مقاطعة عفرين زنار علوش أن أولى أهداف اللجنة بعد الانتقال إلى الشهباء كان إعادة الطلاب إلى مقاعد الدارسة لضمان عدم ضياع مستقبلهم، قائلاً:” كي نثبت للأعداء وللعالم أجمع أننا سنكمل دارستنا في أي مكان وزمان بخلاف المزاعم المنافقة التي تروج لها دولة الاحتلال التركي باستتباب الحياة في عفرين”.
تطرق علوش في سير خطة عملهم المتواصلة، موضحاً:” قمنا مؤخراً بفتح المدارس للمرحلة الابتدائية في قرى ومخيمات مقاطعة الشهباء وقرى ناحية شيراوا، من ثم بدأنا بافتتاح مدراس لطلاب المرحلتين الإعدادية والثانوية لكي يستطيع الطلبة إتمام الفصل الثاني في العام الدراسي 2018-2017
وبحسب علوش فإن اللجنة افتتحت أول مدرسة في قرية تل قراح التابعة لناحية أحرص لتدريس المرحلتين الإعدادية والثانوية بانضمام 170 طالبة وبتعيين كادر تدريسي مختص في المدرسة، وذلك في مدرسة القرية التي كانت قد تضررت بشدة إثر المعارك التي دارت فيها قبل سنوات.
وأنهى علوش حديثه بالقول “لقد انجزنا هذه الأعمال بإمكاناتنا الذاتية، وبصعوبات كبيرة وكثيرة من ناحية تأمين المستلزمات للمدارس والطلبة بسبب الحصار الذي تعاني منه مقاطعة الشهباء”. ومن المقرر أن تستمر اللجنة بفتح مدارس المرحلتين الإعدادية والثانوية في كافة المقاطعة، غير أن هذا الأمر حسب علوش:” تتطلب المساعدة والعون من قبل الأطراف الدولية الحقوقية والثقافية بتوفير المستلزمات الضرورية في إعادة إحياء المدارس نظراً لإمكاناتنا المحدودة”.

المزيد من الصور:
https://photos.app.goo.gl/6mViSKDgFgeBrAjH9

-------------------------------

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com

ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات

تابعنا : تويتر - تلغرام - فيسبوك