بائع الكعك.. قصة نزوح وكرامة

بائع الكعك.. كما يسمونه في مدينة أعزاز شمال محافظة حلب، يجوب الشوارع والمخيمات بحثاً عن رزقه، فقد أبت نفسه وكبرياؤه أن ينتظر منّةً من منظمة إنسانية أو يقتات على ما يعطيه له أهل الخير.

لا تمنعه همومه التي يحملها والتي أثقلت كاهله من حمل بضاعته لبيعها في الشوارع و الأزقة، كما لا يمنعه البرد من سلوك الطريق المجهول في شوارع أعزاز ومخيماتها الممتلئة بقصص الألم، حاملاً الأمل بالعودة لمنزله الذي هجّر منه مرغماً، ليسكن في خيمة بدل بيته الذي ما كان يظن يوماً أنّه وبعد هذا العمر سيغادره قسراً.

بائع الكعك يعتبر مثالاً للرجل الكادح، الرجل الذي لم يمنعه كبر عمره من العيش بكرامة، التي لا تثمن بمال ولا تقدر بقيمة.

يحمل في تجاعيد وجهه قصصاً من الحزن، وحكايا للتهجير، ومع كل تهجير قسري تزداد تلك التجاعيد لترسم وجه الرجل السوري الثابت في وجه المؤامرات التي تحاك ضده من كل الأنظمة الاستبدادية.

رغم كل همومه إلا أنّه يقف شامخاً شموخ الجبال التي لا تنحني إلا لخالقها، فمن عاش حراً لا يمكن أن يكون عبداً، والعبيد لا يعرفون طعم الحرية.

رجلٌ يحتذى به، عندما حمل كعكه لينتظر طفلاً يشتري منه كان في قرارة نفسه يقول: ’’العمل ليس عيباً‘‘، إنّما العيب أن تجلس في بيتك وفي خيمتك تشكو همك للناس، متناسياً بأنّ للناس رباً لا ينساهم لكن وجب عليهم البحث عن رزقهم.

-------------------------------

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com

ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات

تابعنا : تويتر - تلغرام - فيسبوك