مظاهرات في شمال سوريا تنديدا بالتهديدات التركية

خرج الآلاف من أهالي وسكان مناطق مختلفة في شمال سوريا بمظاهرات للتعبير عن تنديدهم للتهديدات التي تطلقها تركيا، والتي تعلن فيها نيتها وعزمها على اجتياح مناطقهم.

وتعيش مناطق شمال سوريا الخاضعة لقوات سورية الديمقراطية وفصائل المعارضة، حالة استنفار وترقب لعمليات عسكرية ربما تنطلق خلال الأيام القادمة في تلك المناطق.

التظاهرات خرجت في مدينة كوباني في محافظة حلب و مدن الطبقة والرقة وكركي لكي والقامشلي وسري كاني / راس العين وتل ابيض وعامودا.

وأبدى الكثير من المواطنين قلقهم بعد استنفار جميع الأطراف، وعلى رأسهم الجيش التركي، الذي دفع الآلاف من قواته الخاصة والدرك باتجاه مناطق الحدودية مع سوريا، ونقلت فصائل المعارضة المئات من مقاتليها من ريف حلب وإدلب باتجاه الحدود السورية التركية، وكذلك الأمر من جانب قوات سوريا الديمقراطية، حيث اعلنت الادارة الذاتية حالة النفير العام.

وقال سكان محليون في مناطق رأس العين في ريف محافظة الحسكة الشمالي الغربي ومنطقة تل أبيض في ريف الرقة الشرقي، إنّهم يعيشون حالة ترقب شديدة خوفاً من تقدم القوات التركية ودخولها الأراضي السورية ما ينعكس على المواطنين دماراً ونزوحا. وطالب المشاركون في التظاهرات الانتفاضة ضد التهديدات التركية بحق مناطق شمال شرق سوريا، وناشدوا الأحزاب الكردية لرص صفوفهم لردع التهديدات التركية. وبيّنوا أنّ تركيا تهدف من خلال تهديداتها لزعزعة أمن واستقرار المنطقة، ومنح نفس آخر لتنظيم الدولة الاسلامية في بلدة هجين.

قال عزو خليل من منطقة تل أبيض: “لم نعد نأمن على أنفسنا هل ستنطلق المعركة، ويدخل الجيش التركي إلى منطقة تل أبيض ونحن نسمع من أقاربنا في مدينة أقجة قلعة (تل أبيض بالتركي) أن الجيش التركي يرسل تعزيزات إلى منطقة أقجة قلعة، ومتى ستدخل إلى سوريا، مللنا من الحروب والتهجير على مدى سبع سنوات، نريد أن نعيش في بيوتنا بأمان وكرامة”.

من جانبه، أكد قائد عسكري في الجيش السوري الحر أنّ قوات المعارضة جهزت أكثر من 15 ألف مقاتل لدخول الأراضي السورية وتم تحديد 150 هدفا في مناطق منبج وكوباني وتل أبيض ورأس العين، وجهزت القوات بالسلاح والعتاد الكامل المتطور وبانتظار الأوامر التركية لبدء العملية وإنّ كل الخطط وضعها الاتراك وتم ابلاغهم بها من قبل الجيش التركي.

واعترف القائد العسكري في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية أنّ “الجيش التركي ارسل أكثر من 50 آلية عسكرية من مدرعات ودبابات واليات عسكرية أخرى، و7 حافلات تقل قوات من الكوماندوز التركي إلى مدينة كلس قرب مدينة جرابلس السورية، ومنها تعبر باتجاه مدينة الراعي للمشاركة في معركة ضد مدينة منبج”

وقال رئيس المجلس المحلي في مدينة تل أبيض، حمدان العبد، إنّ تركيا تهدد مناطق شمال سوريا كلما ضاق الخناق على مسلحي داعش للتخفيف عن الأخيرة.

وقال العبد في تصريحات صحفية الْيَوْم إنّ التعايش المشترك بين جميع المكونات في الشمال السوري لا يروق لأردوغان، وإنّهم لا يهابون التهديدات التركية، ووجه رسالة إلى الشعب في شمال سوريا بقوله “هذه الأرض هي أرضنا وأرض أجدادنا، وأرض سورية ونحن سوريون ولن نسمح لأحد باحتلال أرضنا”.

عضو الهيئة التنفيذية لحزب الاتحاد الديمقراطي طلعت يونس، أوضح أنّ الهدف من تهديدات أردوغان هو زعزعة أمن واستقرار المنطقة، وأنّ خروج كافة مكونات المنطقة من الكرد والعرب والسريان اليوم في التظاهرة هو رد مناسب على التصريحات التي يدلي بها أردوغان ودليل على تكاتف كافة المكونات مع بعضهم البعض والدفاع عن أرضهم في خندق واحد.

وأصدر مجلس الرقة المدني ووجهاء عشائر وشيوخ الرقة بياناً، أشاروا فيه بأنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي حيال تهديدات أردوغان التي تستهدف المناطق الآمنة في شمال سوريا. البيان طالب القوى الدولية بوضع حد للتهديدات التركية التي تضر بالامن والاستقرار في المنطقة.

وحذّر صالح مسلم، الرئيس المشترك لمكتب العلاقات في حزب الاتحاد الديمقراطي، والناطق باسم الحزب ،تركيا من مغبة أي عمل “متهور” ضد مناطق شمال شرق سوريا وأكد أنّ شعب المنطقة سيرد بقوة على أي هجوم محتمل، داعياً شعوب شمال شرق سوريا للاعتماد على أنفسهم وعدم التعويل على أية أطراف أخرى.

واعتبر  مسلم أنّ التهديدات التركية بمثابة الدفاع عن داعش، وقال في هذا السياق “بعد أن اقتربنا من الانتصار في مدينة هجين آخر جيوب داعش في شرق الفرات, وتصريحات تركيا حول هجين وانتهاء داعش هناك ليست إلا بمثابة المدافعة عن داعش أو ما يوازيها من قوات مرتزقة مدعومة من تركيا”.

وعلى الصعيد الداخلي في مناطق شمال شرق سوريا قال مسلم “نحن مصممون على الحفاظ على مكتسباتنا والدفاع عن أرضنا ووجودنا, وليس أمامنا سوى الاعتماد على أنفسنا  في المقاومة من خلال  الاعتماد على تنظيم صفوفنا وصفوف شعبنا”.

وحذر مسلم من ” الحرب النفسية التي يمارسها الإعلام التركي بهدف إفراغ المنطقة من مكوناتها ومحاولة تشجيع الشعب على الهجرة من المنطقة والتخلي عن أرضه”.

ودعا المجتمع الدولي والتحالف الدولي لمحاربة داعش وأصدقاء الشعب السوري ” لاتخاذ موقفهم من التهديدات” مضيفاً “ورغم كل هذا فإننا  يجب أن نعتمد على أنفسنا في الدرجة الأولى وعدم الاعتماد على أطراف أخرى للدفاع عن أنفسنا وأرضنا”.

 

تحميل صور من التظاهرات

-------------------------------

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com

ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات

تابعنا : تويتر - تلغرام - فيسبوك