أعلنت الرئاسة التركية أنّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تلقى اتصالا من نظيره الأميركي دونالد ترامب، متعلقة بالتصعيد التركي ضد حلفاء واشنطن شمال سوريا.
وجاء إعلان هذا الاتصال الهاتفي بعد ساعات من بدء تسيير دوريات تركية أميركية مشتركة في محيط مدينة منبج شمال سوريا.
وقالت الرئاسة التركية في بيان إنّ هذه الاتصال ركز خصوصا على الملف السوري، والوضع في منبج وإدلب، آخر أكبر معقل للفصائل الجهادية وحيث أعلنت فيها “منطقة منزوعة السلاح” الثقيل بموجب اتفاق بين روسيا وتركيا.
وتوافق الرئيسان على البقاء “على اتصال وثيق” سواء بالنسبة إلى القضايا الإقليمية أو الثنائية، وفق البيان. وأكدا أيضا “عزمهما” على اتخاذ إجراءات لـ”تعزيز العلاقات الثنائية”.
تزعزعت العلاقات بين البلدين في الأعوام الأخيرة، بسبب عدة ملفات منها ملف دعم واشنطن لوحدات حماية الشعب وقوات سوريا الديمقراطية.
وبهدف تهدئة التوتر في هذا الملف، توافقت أنقرة وواشنطن في يونيو على “خارطة طريق” تنص خصوصا على انسحاب وحدات حماية الشعب من منبج وتسيير دوريات مشتركة في المنطقة الفاصلة بين منبج وجرابلس بدأت الخميس.
لكن تركيا شنت في الأيام الأخيرة قصفا متقطعا استهدف مواقع للمقاتلين المدعومين من الولايات المتحدة في شمال سوريا.
وأعلن التحالف الدولي بقيادة واشنطن الخميس أنّه يعمل من أجل خفض التصعيد الأخير بين أنقرة وقوات سوريا الديموقراطية بعد الهجمات التركية.
وكانت وحدات حماية الشعب الكردية، انسحبت من منبج في يوليو الماضي بموجب الاتفاق الأميركي التركي، لتبقى المدينة تحت سيطرة المجلس العسكري لمدينة منبج.
ويرى الباحث في المعهد الأميركي للأمن نيكولاس هيراس أنّ الإدارة الأميركية تعول كثيراً على نجاح الدوريات المشتركة، إذ تأمل أن “تمنع (الرئيس التركي رجب طيب) أردوغان من إثارة المتاعب في المنطقة التي تسيطر عليها قوات سوريا الديموقراطية شرق الفرات”.
إلا أنّ التصريحات التركية لم تهدأ وتزامنت مع تصعيد عسكري ضد مناطق في شمال وشمال شرق سوريا .
ونتيجة التصعيد التركي، أعلنت قوات سوريا الديموقراطية الأربعاء وقفاً “مؤقتاً” لعمليتها العسكرية المدعومة من التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية في منطقة هجين، آخر جيب يسيطر عليه في محافظة دير الزور في أقصى الشرق السوري.
وأعربت الولايات المتحدة الأميركية عن قلقها البالغ جراء تعليق قوات سوريا الديمقراطية عملياتها مؤقتاً ضد تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” على خلفية القصف التركي لمواقع في شمال سوريا.
وجاء تعليق قوات سوريا الديموقراطية، على ضوء القصف التركي على مواقع تابعة لها في شمال سوريا، عملياتها العسكرية ضد تنظيم الدولة الإسلامية “مؤقتاً” ليسلط الأضواء على ما وصفته هذه القوات بالتنسيق بين تركيا وداعش.
وعلى إثره، عبرت واشنطن عن “بالغ قلقها” جراء القصف التركي الذي وصفته بـ”الضربات الأحادية”، مؤكدة أنّ “التنسيق والتشاور بين الولايات المتحدة وتركيا بشأن القضايا التي تثير قلقاً أمنياً يبقى نهجاً أفضل”.
وقال المتحدث باسم قوات سوريا الديموقراطية كينو غابرييل الخميس لفرانس برس إنّ العمليات في منطقة هجين لا تزال متوقفة.
وأوضح أنّ “قواتنا لا تزال متمركزة في مواقعها”، مضيفاً “العمليات الهجومية توقفت إلا أنّ العمليات الدفاعية لا تزال مستمرة”.
وأكدت قوات سوريا الديموقراطية من جهتها الأربعاء استعدادها “الكامل لصد أي هجوم خارجي”، كما أعلنت وقفاً “مؤقتاً” لعمليتها العسكرية المدعومة من التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية في منطقة هجين، آخر جيب يسيطر عليه في محافظة دير الزور في شرق البلاد.
وأرسلت قوات سوريا الديموقراطية خلال الأيام الماضية مئات القوات الكردية من مناطق عدة بينها منبج لدعم عملياتها ضد التنظيم المتطرف. وكانت بدأت في 10 سبتمبر هجوماً ضد منطقة هجين، وتمكنت من التقدم فيها لكن هجمات مضادة واسعة للتنظيم خلال الفترة الماضية أجبرتها على التراجع.
واتهمت تلك القوات أنقرة بـ”تنسيق” هجماتها مع تلك التي شنها الجهاديون.