كارثة إنسانية وبيئية وشيكة إذا واصلت تركيا قطع تدفق مياه نهر الفرات. سلاح السدود التركي.. منسوب “الفرات” وصل للحد “المميت”

حذّرت إدارة سد روج آفا (تشرين سابقاً) من كارثة بيئية وإنسانية وشيكة، جراء قيام تركيا بتخفيض نسبة المياه الواردة من نهر الفرات التي تتدفق إلى الجانب السوري في مناطق تخضع بالكامل لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية، المدعومة من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم “داعش”.

وتحدث مسؤولوا السد إنّ الوارد المائي لنهر الفرات انخفض لمستوى ما دون 4 أمتار ونصف شاقولي، وهو ما يضع سكان شمال وشرق سوريا أمام كارثة إنسانية محتملة نتيجة الجفاف وانقطاع الطاقة الكهربائية.

وبحسب بيانات السد فإنّه يعمل لمدة 6 ساعات يومياً فقط ما يزيد من تقنين عدد ساعات الكهرباء، وأظهرت صور حديثة حصلنا عليها من أنَّ مضخات مياه الري أصبحت خارج الخدمة نتيجة انخفاض الوارد المائي، وهناك مخاطر كبيرة حيث سيؤدي لزيادة معاناة الفلاحين فالمياه باتت تغطي ثلاث أرباع الحاجة.

تركيا تواصل ارتكاب الاعتداءات والانتهاكات واتباع سياسة كيدية تؤدي لزيادة معاناة الشعب السوري، هذه المرة عبر إنقاص كميات الوارد المائي المرر في مجرى نهر الفرات ليصبح وسطي الوارد أقل من ربع الكمية المتفق عليها بموجب الاتفاقية الموقعة بين الدول التي تتشارك مجرى النهر، وهو وارد منخفض جداً لا يلبي متطلبات التشغيل والاستثمار لمثل هذه الفترة من السنة.


وتستغل تركيا المياه والسدود كسلاح موجه ضد سوريا والعراق، ورغم أنّه سبق وأطلقت تحذيرات من أزمة في توافر مياه الشرب، ومن التأثير على الطاقة الكهربائية، وعلى القطاع الزراعي، والتسبب بالجفاف، إلّا أنّ تلك التحذيرات بقيت ضمن نطاق محدود، ورفضت تركيا الاستجابة لها. فهي تضخ كميات المياه التي تنبع من أراضيها، عبر التحكم بها من خلال عدد من السدود أكبرها في تركيا هو سد أتاتورك على الفرات، وسد إليسو الذي تم افتتاحه في العام 2018، على نهر دجلة وذكرت تقارير إعلامية إنّ بناء السد أدى إلى انخفاض حصة العراق من مياه النهر بنسبة 60%. بينما تكفل سد أتاتورك بتراجع حصة السوريين من مياه الفرات إلى مستويات غير مسبوقة تنذر بكارثة إنسانية.
وبات منسوب البحيرات قريبا من الحد الميت (298.85 ) قبل شهر كان (320,01م.م)، وأنّ هذا المنسوب هو الذي لا يمكن عنده تشغيل السد للحصول على الطاقة الكهربائية اللازمة ولو بالحد الأدنى”.

وترافق ذلك مع حلول موسم الري وارتقاع الحرارة حيث تصل كميات المياه المستهلكة لتلبية احتياجاته إلى الذروة، مما ساهم أيضاً بانخفاض حاد في مناسيب البحيرات.


يضاف إلى ما تقدم تلك الآثار السلبية الخطيرة التي تهدد البيئة بسبب نقص المخزون المائي وزيادة نسبة التلوث (ازدياد تركيز النفايات الصناعية والصرف الصحي للمدن الواقعة على ضفاف النهر) في بحيرات الفرات وبالتالي انعكاسها بشكل مباشر على السكان وتزايد انتشار الأمراض و تبعات ذلك على الثروة البيئية والفعاليات الزراعية وملحقاتها وما يجره من تأثيرات كارثية مباشرة على الاقتصاد المجتمعي والأمن الغذائي العام للمواطنين، وعلى جهود مكافحة جائحة مرض الكورونا كوفيد-19.

-------------------------------

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com

ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات

تابعنا : تويتر - تلغرام - فيسبوك