الجندرما التركية تصيب طفلا بطلق ناري في قرية حدودية بقامشلو

جرح طفل في إطلاق نار من قبل حرس الحدود التركي على المواطنين في قرية خراب كورت التابعة لمدينة قامشلو التابعة لمحافظة الحسكة.
عناصر الجندرمة التركية على الحدود أطلقوا النار بشكل عشوائي باتجاه قرية خراب كورت الواقعة على الحدود التركية، مما أدى لإصابة الطفل عبد الله برزان بجروح بليغة في منطقة البطن بحسب “مشفى فرمان” الذي جرى إسعافه إليه في مدينة قامشلو.

ويأتي هذا الاستهداف بعد يوم مماثل شهدته قرى في ريف كوباني ومدينة تل أبيض، إذ أطلق الجيش التركي النار باتجاه قرى عين بط، قره موغ، غريب، كوسك، كربناف، وعلي شار شرقي كوباني وقرية سوسك غربي تل ابيض.

يذكر أنّ الجيش التركي استهدف مع بداية هذا العام العشرات من القرى على طول الحدود مع سوريا وأدى ذلك لسقوط العشرات من الضحايا بين صفوف المدنيين، كما وأنّ الجندرمة التركية تعيق المزارعين من الوصول لأراضيهم وأشجارها قرب المنطقة الحدودية حيث يجري استهدافهم بالرصاص الحي.

حوّلت تلك الرّصاصة حياة الطّفل عبد الله برزان راساً على عقب، وتشرف والدته على رعايته صحّيّاً، وتمرّنه فيزيائيّاً، وتساعده في سيره على قدميه مستخدماً العكّازة، ويمضِي عبد الله كامل يومه مُتسطّحاً على سريره من دون أي حركة، وحرمة من الارتياد إلى المدرسة.

والدة عبد الله هناء محمّد تتذكّر تفاصيل تلك الحادثة الّتي سترافق العائلة، وستبقى تلك الرّصاصة الممزوجة بالحقد والكراهيّة الّتي خرجت من فوهة قنّاصة جيش الاحتلال التّركيّ تُعشّش في مخيّلة العائلة، وتقول الوالدة: “ابني عبد الله كان عائداً للتوّ من المدرسة، وهو في الصفّ السّابع، خرج من المنزل، وذهب للعب مع أطفال القرية، جنود جيش الاحتلال التّركيّ استهدفوه عن قصد برصاصة في بطنه”.

وتُبيّن هناء محمّد: “أجرينا عمليّة له في مشفى فرمان، والأطباء أكّدوا بأنّ وضعه خطير، نتيجة حدوث نزيف داخليّ حصل معه وبقائه بكلية واحدة وتضرّر الآخر بنسبة 10%، لذلك قمنا بنقله إلى باشور كردستان”.

وسردت الأم هناء محمّد ما حصل معهم في باشور كردستان بالقول: “بقينا هناك 17 يوماً لكن لم يقدّم أيّ أحد لنا شيئاً، إثر ذلك زادت الالتهابات في جسد الطّفل عبد الله، الأطباء قالوا لنا إنّ العمليّة ستكلّف نحو 10 آلاف دولار أمريكيّ، لكنّنا لم نستطع تأمين المبلغ، وعدنا أدراجنا إلى هنا”.

وأشارت هناء محمّد: “هذا هو حال عبد الله، إنّه طريح الفراش منذ سنة وثلاثة أشهر”.

وعن أوضاعه النّفسيّة لفتت الأم، كان يلهو ويلعب ويدرس مثله مثل رفاقه، وقالت هناء محمّد: “لكن الآن حالته النّفسيّة متأزّمة ومتحطّمة على هذا السّرير الّذي لا يستطيع التّحرّك عليه”.