شهادة – تقرير طبي : اغتصاب معتقل في سجن يديره مسلحون موالين لتركيا شمال سوريا

يكشف التقرير الطبي الصادرة من ” منظمة الهلال الأحمر الكردي” في ريف حلب ، أنّ الشاب ” آراس ” الذي ظل معتقلا في أحد سجون المسلحين الموالين لتركيا في مدينة أعزاز بريف حلب تعرض لتعذيب شديد وأكد وجود حروق وآثار الضرب على كامل الجسم ، وأنّه فقد قدرة السمع نتيجة إصابة في الأذن اليسرى ، كما تحدث التقرير عن وجود آثار تعذيب في المنطقة الشرجية ، وتشققات شرجية كبيرة ناتجة عن التعذيب في إشارة واضحة لتعرضه للاغتصاب ، وأنّه بات غير قادر على الجلوس والوقوف بشكل طبيعي على قدميه نتيجة ذلك.

الدكتور عمار محمد كتب في التقرير أنّ آراس يعاني من حالة نفسية صعبة وسيئة جداً، ووجدت آثار التعذيب على كامل جسده من آثار حرق وضرب وإصابة في منطقة الأذن اليسرى وأنّه فقد السمع بشكل نهائي..كما أشار لوجود آثار تعذيب ، واعتداء شديد في المنطقة الشرجية والشرج وأنه بات غير قادر على الجلوس والوقوف على قدميه بشكل طبيعي بسبب ما تعرض له من تعذيب. حيث لا يدرك ولا يشعر بما يحدث من حوله ويحتاج إلى عناية خاصة من قبل مختصين نفسيين. وهو لا يستطيع ( آراس) الجلوس بشكل طبيعي، بل يتخذ وضعية القرفصاء أو يستلقي على ظهره بسبب تمزق منطقة الشرج نتيجة التعذيب.

وتقول والدته ” أمينة سيدو حميد” التي ترعاه الآن، لقد قاموا بتمزيق أحشاء أبني وتمزيق منطقة الشرج بالكامل ، لقد قاموا …… كما أنّهم قطعوا أذنه اليسرى في ثلاثة أماكن…

فقد آراس حاسة السمع والإدراك ومُزقت أحشاؤه بسبب التعذيب الذي تعرض له على يد الفصائل الموالية لتركيا في عفرين.

وآراس خليل يبلغ الآن من العمر 31 عاما، وهو ينحدر من قرية قسطل جندو التابعة لمدينة عفرين في ريف حلب شمال سوريا ، تعرض للاعتقال أثناء توجهه لتفقد حقله في قريته قسطل جندو ، ويبدو أنّه ضل الطريق ، فتم اعتقاله من قبل مسلحين من ميليشيات أحرار الشام كما تؤكد عائلته وذلك في نيسان 2018 ، وانقطعت أخباره حتى حزيران 2019.

لا يستطيع آراس الجلوس بشكل طبيعي، بل يتخذ وضعية القرفصاء أو يستلقي على ظهره بسبب تمزق منطقة الشرج نتيجة التعذيب الذي تعرض له رغم مرور أشهر على علاجه

ويقول أخوه خليل: ” حينما عثرنا على آراس لم أتمكن من التعرف عليه بداية ، كانت آثار التعذيب على جسده ، وبدا نحيلا للغاية ، وغير واعي ، حينما نزعت عنه ثيابه في الحمام ، أغمي على والدتي ، من شدة آثار التعذيب على جسد أبنها النحيل ….يضف حليل ، حينما تمعنت في جسد أخي أصبت بالذهول لما فعلوه به ، هؤلاء ليسوا بشراً .. كيف يفعلون هذا بهذا الشاب ” الدرويش ” عذبوه بشكل كبير لا يوصف ، شاهدت فعلوا به كل شيء ( اغتصبوه )…لا يمكنني قول كل شيء.

يضيف خليل في اتصال أجريناه معه ومع والدته عبر تطبيق الواتس اب ” الطبيب أخبرني بشيء صدمني جدا ً وأخبرني بأشياء كثيرة لا أستطيع البوح بها لأن الذي ارتكبوه بحق أخي آراس لا يفعله البشر، كان شيئاً مخيفاً جداً عندما سمعت ما قاله لي لا أعرف ماذا حصل لي، فصيل أحرار الشام هم من عذبوه ، ومن جسده الممتلئ بالثقوب وعقائب السجائر “.

أذن آراس اليسرى تم تمزيقها في ثلاثة أماكن، وهذه صورة أذنه بعد إجراء ثلاث عمليات له

وتقول والدته أمينة “لا أعلم ماذا فعلوا له ، لقد قاموا بتشويه أعضائه التناسلية بأدوات صلبة ، عذبوه بالخازوق…. “.

وقالت “كنا قد نزحنا من قريتنا “قسطل جندو” إلى أعزاز، بعد سيطرة الفصائل المسلحة عليها. لكن ابني آراس كان يخرج ليتفقد أرضه بين الحين والآخر، إلا أنّه في المرة الأخيرة، خرج ولم يعد”.

تقول أمينة: “بعد غيابه الطويل ورغم معرفتي بخطورة الأمر، إلا أنني ذهبت إلى قريتي لأسأل الفصائل عنه، لكنهم طردوني وأهانوني وقالوا لي، إنّ لم تذهبي من هنا، فسنلحقك بابنك”.

لم تجد أمينة أي أثر لابنها سوى فردة حذائه في أرضهم، فأيقنت أنّه قُتل.

ويمر زوج أمينة أيضاً بحالة نفسية سيئة “أشبه بالهلوسة والهيستيريا” بحسب وصفها، ولم يعد يتعرف على زوجته، بل بات يظن أنّ كل من حوله يريد قتله، لذلك يشتمها تارة ويطردها تارة أخرى دون أن يدرك ما يفعله، ومازال الزوج على تلك الحالة إلى الآن ويحتاج إلى علاج نفسي على حد قولها.

بعد أن أخبرهم أحد أقربائهم من المقيمين في خارج سوريا إنّه رأي صورة آراس منشورة ضمن أحد المجموعات الخاصة بالمفقودين على الفيسبوك ، وإنّه في مدينة حلب جرت ترتيبات استلام آراس من مستشفى في حلب من قبل خاله الذي يعيش في حلب، وأحضره معه إلى مكان إقامة والدته حيث اجتمع الجيران لاستقباله.

تم إخبار العائلة بحالة آراس الصحية من قبل المستشفى، وأصدر الهلال الأحمر الكردي والسوري تقريراً بحالته، إذ علمت الأم تفاصيل حالة آراس الذي عثر عليه مرمياً على الطريق وتم نقله إلى إحدى المستشفيات الحكومية بحلب وبقي هناك عدة أشهر يخضع للعلاج من آثار التعذيب والجروح والحروق التي كانت في جسده.

وتقول الأم: “لم تكن ملامح وجهه واضحة بسبب آثار التعذيب، وجاء إلي محملاً بين الأيادي مثل قطعة لحم، لقد اغتصبوه بخازوق أدى إلى تشققات كبيرة وحادة في منطقة الشرج بالكامل”.

وتعتني الأم بآراس الآن كطفل صغير، وتغير حفاضاته ثلاث أو أربع مرات يومياً، لأنّه لم يعد يتحكم بتبرزه.

وتضيف أمينة باكية: “إذا نفذت أدويته المهدئة، يتحول إلى شخص خارج عن السيطرة، يضربني ويدفعني عنه ولا يعلم بأنّني والدته، وهذا يزيدني ألماً”.

“كانت حالته كعائد من الموت، من يسمع ليس كمن يرى، إنّه شخص آخر الآن، شخص بعاهات كثيرة، لقد تمت خياطة أذنه اليسرى في ثلاثة أماكن”.

وتسكن حالياً أمينة وابنها وزوجها المعاق في مخيمات النازحين بتل رفعت، على أمل العودة إلى قريتها يوما ما.

جرائم إنسانية:
وعلى مدى السنوات الثلاث الأخيرة، تضاعفت الشكاوى ضد الجماعات المسلحة المدعومة من تركيا من أعمال تعذيب ارتُكبت في سجونهم الخاضعة لإشراف مباشر من جهاز المخابرات والجيش التركي.

ومنذ بداية التوغل التركي في شمال سوريا في 2016 ، اتُهمت القوات التركية والميليشيات المسلحة التي تساندها بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان واتُهم في حالات عدة على صلة بالتعذيب والاغتصاب والإعدامات إضافة لعمليات نهب منظمة وتهجير وتغيير ديمغرافي والاستيلاء على أملاك المدنيين وممتلكاتهم وأراضيهم.

 

“ناديا سليمان ” الناجية العفرينية العائدة للحياة بعد رحلة الموت في سجون الاحتلال التركي تروي قصتها بالكامل

-------------------------------

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com

ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات

تابعنا : تويتر - تلغرام - فيسبوك