تركيا تواصل ( التتريك ) وتجرّد المدن من سوريتها تدريجيا

تسعى تركيا التي نفذت ثلاث عمليات عسكرية في شمال سوريا منذ تدخلها في الحرب السورية، إلى ترسيخ وجودها عبر زيادة التحكم والتوغل ضمن مختلف المؤسسات الإدارية، والخدمية، والأمنية والعسكرية تحت عنوان مساعدة السوريين في مناطق سيطرتها.

وفي أحدث حلقة من حلقات التمدد وترسيخ الوجود، افتتحت مؤسسة البريد التركية الثلاثاء، فرعا لها بمدينة تل أبيض الواقعة ضمن منطقة “نبع السلام” بشمالي سوريا.

وحضر حفل الافتتاح والي شانلي أورفة عبدالله أران ومدير مؤسسة البريد مصطفى كارغين ورئيس المجلس المحلي لمدينة تل أبيض وائل حمدو.

وتأتي هذه الخطوة ضمن سياق المساعي المتواصلة لتركيا عبر أذرعها الإدارية والعسكرية والأمنية لفرض نمط جديد في المناطق السورية الخاضعة لسيطرتها، عبر محو الذاكرة الاجتماعية، والتراث والتاريخ الثقافي بمختلف الوسائل بدءا من المدارس إلى المساجد ودور العبادة وإلى أسماء المدن والأحياء والشوارع والمنهاج التعليمية … حيث لم يتوانَ الأتراك عن تغيير معالم المدن السورية وصبغها بالصبغة التركية وإحداث تغييرات ديموغرافية كبيرة فيها. فتم فرض التعامل فيها بالليرة التركية بدلاً من السورية، ورفع العلم التركي فوق ساحاتها وميادينها وأبنية مؤسساتها العامة، وتعليق صور أردوغان وتغيّر المناهج المدرسية والأسماء وأسماء القرى والبلدات والشوارع والساحات العامة وأسماء الحدائق.

سياسة التتريك هذه بدأت بعد دخول القوات التركية إلى المناطق السورية عام 2016، فأطلقت أسماء الضباط الأتراك الذين قتلوا في معارك السيطرة على شمال وشمال شرقي حلب في عملية “درع الفرات”، على المدارس السورية مع فرض اللغة التركية مادة أساسية في مناهج التدريس، وتعيين المدرسين الأكثر ولاء لها وتوجيه المنح الدراسية الجامعية داخل تركيا للموالين لها على نفقتها إضافة لإيفاد المدرسين وإخضاعهم لدورات في تركيا.

وفي عام 2018 وزعت وزارة التربية التركية وثيقة نهاية العام على طلاب المدارس المنتشرة في مناطق سيطرتها شمال حلب، مدموغة بالعلم التركي دون أيّة إشارة إلى اسم سوريا، الأمر الذي أثار حفيظة الأهالي على اعتبار ذلك سياسة تتريك ممنهجة هدفها خلق وقائع جديدة على الأرض لنوايا مبيتة.

وأقام الجيش التركي نقاط تفتيش في المناطق التي يسيطر عليها موالين له.. وغيّر أسماء قرى سورية في ريف عفرين وجرابلس والباب إلى التركية.. وقام بتغيير اسم الساحة الرئيسية لتصبح “ساحة أتاتورك”، وساحة أخرى باسم ساحة أردوغان، وأخير ساحة باسم (أرطغرل ) ذلك بعد تهجير مئات الآلاف من الأهالي والاستيلاء على بيوتهم وممتلكاتهم.

‏” دوار أرطغرل ” آخر صيحات ميليشيات الجيش الوطني:

في مدينة عفرين، احتفل عناصر ميليشيات ( فيلق الشام ) بافتتاح ما سموه ‏” دوار أرطغرل ” في قرية ميدانكي بريف ‎مدينة عفرين الخاضعة لسيطرة القوات التركية منذ آذار 2018، الفصيل متهم بحسب مصادر محلية، ومنظمات حقوق الإنسان، باعتقال أكثر من 210 شخصا من أصل 360 شخصا من السكان الأصليين بعد نزوح ثلثي أهاليها (بلغ عدد سكان قرية ميداني قرابة 1800 قبل الهجوم، الاحتلال التركي)، مازال مصير 85 منهم مجهولا، بينهم 5 نساء، و7 أطفال قاصرين.

ومن مظاهر التتريك المرافقة لتغيير الأسماء، وفرض المناهج، لجوء تركيا إلى افتتاح مراكز ثقافية تركية في المدن السورية المحتلة، آخر افتتاح كان معهد (يونس إمره) في مدينة أعزاز في الخميس 17 سبتمبر/ أيلول 2020.

وحضر مراسم الافتتاح كل من نائب وزير الثقافة والسياحة التركي سردار جام، ورئيس معهد يونس إمره شرف أتاش، ورئيس مؤسسة أتراك الخارج والمجتمعات ذات القربى عبد الله أرين، ونائب رئيس الوكالة التركية للتعاون والتنسيق “تيكا” سركان قايالارن بغياب أهالي أعزاز.

وأوضح أتاش في كلمة خلال الافتتاح، إنّ الثقافة والحضارة التركية لا تقف عند حدود، وإنّ المعهد يهدف إلى إيصال هذه الثقافة ونشرها في المدينة.

بدوره، قال جام، إنّ هذا المركز سيكون رمزا لجهود تركيا في نشر الثقافة واللغة التركية والتعريف بهما ضمن مخطط تركي في عملية تطبيع الحياة الاجتماعية والاقتصادية في المناطق الخاضعة لسيطرتها، حيث سيعمل على توحيد مناهج دورات اللغة التركية في المنطقة.

قال رئيس معهد “يونس إمره”، البروفيسور شريف آتش للأناضول، إنّه “من الضروري تفعيل وزيادة المؤسسات التركية من أجل ضمان كسب ولاء السكان، بأنشطتهم اليومية، وفعالياتهم.

تركيا بدأت سريعا في العمل على إدخال مؤسساتها الخدمية وموظفيها لمُدن الشمال السوري التي سيطرت عليها قوات موالية لها في إطار عملية اسمتها “نيع السلام” كما فعلت في المناطق التي دخلتها تحت أسماء”درع الفرات” و “غصن الزيتون”، وتسببت في نزوح الآلاف من منازلهم وتدمير البنية التحتية، وتدمير المدن ومقتل المئات من المدنيين. المساعي التركية تكشف بما لا يدعوا للشك عن وجه استعماري قديم مُتجدّد يشمل كذلك الاستيلاء على منازل السوريين وتغيير أسماء بعض الشوارع بأخرى تركية وفرض التعامل بالليرة التركية وغيرها من الإجراءات.

كما تُعتبر بوابة التعليم هي الخطة الأخطر في عملية التتريك الجديدة نظرا لفرض اللغة والتاريخ التركيين على الطلبة السوريين بكل ما يحمله ذلك من عملية تزوير للعديد من الحقائق والوقائع التاريخية والثقافية والعلمية على حدّ سواء من وجهة نظر تركية عثمانية بحتة، وتمجيد السلاطين العثمانيين واعتبارهم رموز مقدسة. إذ تواصل تركيا توزيع الكتب المدرسية في مدينة تل أبيض والمناطق الأخرى الخاضعة لها شمالي سوريا.

واليوم فإنّ عدد الرموز والأعلام التركية وحالات التغيير الديموغرافي وطمس الهوية الثقافية التي تشاهد في المدن السورية المحتلة من قبل تركيا، قد لا يوجد لها مثيل على الأراضي التركية نفسها. وهو ما يكرس واقع الانفصال التي تريد تركيا فرضه مع مرور الوقت، حيث لاتزال تجربة السوريين في فقدان لواء إسكندرون لصالح تركيا ماثلة في الأذهان، علماً أنّ ما تقوم به تركيا الآن من انتهاكات وجرائم في شمال سوريا هو أخطر وأشمل بكثير مما جرى سابقاً أثناء سلخ لواء اسكندرون عن سوريا.

وإنّ ما تقوم به تركيا في الشمال السوري من جرائم وانتهاكات بحق الهوية السورية بحاجة إلى المزيد من التوثيق وتقديم الوثائق إلى الجهات الدولية المعنية، ومقاومتها بكافة السبل.

ونجح أردوغان إلى حدّ ما في إقناع فئة من سوريين ضالة محسوبة على “المعارضة” بتلك الاتهامات، فدفعتها إلى حروب استنزاف لا داعي لها مع الكرد في الوقت الذي كانت تتفق فيه مع أعداء المعارضة الأساسيين روسيا وإيران على تقليص مساحات سيطرتهم مقابل مصالحها التوسعية، فبدأت بتقديم بحلب مقابل الباب، والغوطة مقابل عفرين، لتنفصل الحلقات الأخرى منها، درعا، جنوب إدلب، خان شيخون، معرة النعمان …ومن غير المعلوم بعد ما هو قادم وخاصة أنّ الحمى التركية مشتعلة هذه الأيام في طرد السوريين من تركيا وإذلالهم في لقمة عيشهم وكرامتهم.

ومع محاولة تركيا ضرب العرب والكرد ببعضهم البعض في معارك كان المنتصر فيها تركيا فقط، ليتسنى لها القفز فوق جثثهم والوصول إلى مآربها، كانت الخطط التركية جاهزة وتنتظر انخراط أكبر للاستخبارات والجيش التركي في الحالة السورية لفرضها بشكل أكبر، فبدأت بالعلم التركي الذي رُفع على المواقع العسكرية بداية وصولاً إلى المدارس والشوارع والمؤسسات الخدمية، وصولاً إلى السيارات العمومية ومطاعم بيع الفلافل.

أما الآثار السورية، فلم تتعرض في تاريخها للنهب والتدمير كما هو الحال اليوم في ظل الاحتلال التركي ففي عفرين لوحدها تم نهب وتدمير 41 موقع أثري ومزار. كما ربطت تركيا الاقتصاد في تلك المنطقة بعملتها وأسواقها. فمع سرقة زيتون عفرين الذي وصل إلى أسواق أوروبا بقيمة نحو 100 مليون يورو بعد حرمان أصحابه الحقيقيين منه، لم تجد تركيا حرجاً في فرض نوعية المحاصيل التي يجب على المزارع السوري زراعتها في المناطق المحتلة تبعاً لاحتياجات الأتراك وليس السوريين.

أما الميليشيات التابعة لها، فهي تعتبر الذراع القاتل لمعاقبة كل من يرفض تلك الانتهاكات، وهي كانت ترفع العلمين، علم الانتداب الفرنسي والعلم التركي فوق مقراتها وكذلك على كتف عناصرها، إلا أنها اكتفت في الفترة الأخيرة بالعلم التركي فقط، كما بالغت في إطلاق تسميات تركية على نفسها كمسمى “أشبال أرطغرل” و”محمد الفاتح” و”السلطان مراد” و”لواء سمرقند” و”السلطان عبدالحميد”، وأطلقت أسماء تركية على دوراتها التدريبية وبعض عملياتها.

يساعد تركيا في تنفيذ خططها بعض السوريين المستفيدين منها، وعلى الرغم من أنّ تلك الإجراءات لا تستهدف المناطق الكردية فقط، بل حتى مناطق عربية لا أكراد فيها كإعزاز وجرابلس أو حتى إدلب، إلا أنّهم عادة ما يتحججون بالصراع الكردي – التركي للدعاية لتركيا في تتريك الشمال السوري والتبرير لها أكثر من تركيا نفسها، وفي الوقت الذي يطالب فيه الأتراك بطرد السوريين الهاربين من الحرب من بلادهم ويطلقون حملات كحملة “أيها السوريون.. اخرجوا من بلادنا”، تدعوا تلك الفئة الضالة والمضللة من ما يسمى “الجيش الوطني السوري” تركيا إلى احتلال المزيد من الأراضي السورية في شرق الفرات(!)، وكأنّها لم تستفد من تجاربها الفاشلة عندما ربطت مصيرها بالمدرعات التركية في إدلب أو حلب.

مافشل فيه العثمانيين طيلة 400 عام من حكمهم للمنطقة تحاول حكومة “العدالة والتنمية” إعادة تدويره، سواء أكانت باحتلال المدن، واخضاعها عسكريا، أو بفرض اللغة والثقافة، وحتى الأعلام والصور والشعارات.

وتواصل تركيا المضي في سياسة تتريك الشمال السوري؛ عبر بوابة التعليم. اليوم الأحد تم افتتاح مدرسة “احمد تورغاي إمام جيلار” في مدينة جرابلس بحضور والي عنتاب و عضو مجلس الشعب التركي نجاة كوجر ( AK Parti Gaziantep Milletvekili Nejat KOÇER ) عن حزب العداله والتنمية والوالي كمال والوالي أمين.

وتُعتبر بوابة التعليم هي الخطة الأخطر في عملية التتريك الجديدة نظرا لفرض اللغة والتاريخ التركيين على الطلبة السوريين بكل ما يحمله ذلك من عملية تزوير للعديد من الحقائق والوقائع التاريخية والثقافية والعلمية على حدّ سواء من وجهة نظر تركية عثمانية بحتة، وتمجيد السلاطين العثمانيين واعتبارهم رموز مقدسة. إذ تواصل تركيا توزيع الكتب المدرسية في مدينة تل أبيض والمناطق الأخرى الخاضعة لها شمالي سوريا.

رعاية تركية للعملية التعليمية
ظهرت البصمة التركية بصورة جلية في القطاعات الخدمية بالريف الشمالي لمحافظة حلب، وبرزت تداعياتها في جوانب تعليمية وطبية وأخرى خدمية، رغم وجود تصدٍ عفوي يسعى الشمال السوري من خلاله إلى الحفاظ على الطابع الثقافي الأصلي للمنطقة.

مستشفيات حديثة وجامعات تركية ومراكز ثقافية أدخلتها تركيا إلى مدن ريف حلب الشمالي، قسمت الآراء بين من اعتبرها تطور يضفي على المنطقة تسهيلات وخدمات “غير معهودة” تعود على السكان بالفائدة، فيما اعتبرها آخرون هيمنة هدفها تكريس الوجود التركي في الشمال السوري.

عين على التربية والتعليم العالي
تتحكم تركيا بشكل كامل بالعملية التعليمية في مناطق نفوذها المباشر في الشمال السوري، رغم أنّ المناهج السائدة في المدارس هناك هي ذاتها مناهج “الحكومة المؤقتة” المعدلة عن مناهج وزارة تربية النظام السوري وأضيفت إليها مواد باللغة التركية.

إذ طالت تلك المناهج تغييرات في بعض المضامين والإشارات السياسية، أبرزها في مواد التاريخ والجغرافيا، لأنّها تحوي “مغالطات” من وجهة نظر تركيا، إذ تم، على سبيل المثال، إزالة أيّة كلمات تشير إلى “احتلال عثماني” واستبدالها بـ “حكم” عثماني، كما وأنّه تجري افتتاح دورات للغة التركية داخل المدارس ويلزم الطاقم التعليمي والطلاب حضورها.

وتحاول تركيا تطبيق نظامها التعليمي في هذه المناطق، الأمر الذي أكّده علي رضا ألتون إل، مدير برنامج “التعلم مدى الحياة” في وزارة التعليم التركية، في لقاء مع صحيفة “الشرق الأوسط” في أيلول الماضي، إذ قال إنّ “الوزارة تعمل على نقل تجربة التعليم في تركيا، وبخاصة نظام التعليم الإلكتروني إلى مناطق درع الفرات خلال فترة قصيرة”.

وتضم هذه المناطق نحو 500 مدرسة، يدرس فيها نحو 150 ألف طالب، وفق تصريحات وزارة التعليم التركية.

بدورها، أصدرت المكاتب التعليمية في مجلس محافظة حلب الحرة، العام الماضي، قرار يقضي بإدراج اللغة التركية ضمن المناهج الدراسية ابتداءً من المرحلة الابتدائية حتى المرحلة الثانوية، لكنها لم تطبق في جميع المدارس الفاعلة هناك حتى الآن.

إضافة إلى ذلك، تسمّى العديد من المدارس بأسماء تركية، نسبة إلى قتلى في بعض المعارك خلال عملية “درع الفرات”، فضلًا عن الجمع بين علَمي الثورة وتركيا على أغلفة “الجلاءات” المدرسية.

وعملية التتريك تجري على قدم وساق، إذ إنّ الدوائر الحكومية والرسمية باتت ترفع العلم التركي بدلاً من العلم السوري، كما يتم داخلها رفع صور أردوغان، وتكتب أسماء الدوائر والمؤسسات باللغتين التركية والعربية، حيث تبدو الكلمات التركية أكبر حجماً من العربية. كذلك فإنّ الحدائق العامة باتت تحمل أسماء عثمانية مثل «حديقة الأمة العثمانية» في أعزاز، وساحة أردوغان في عفرين، وأطلقت أسماء تركية على العديد من المدارس السورية، مثل مدرسة «بولانت آل بيرق».

وتعمل الحكومة التركية على تغيير ديمغرافي واسع من خلال طرد مئات آلاف الأكراد من مناطقهم، كما حدث في عفرين حيث تم طرد نحو 200 ألف كردي. وتعمل السلطات التركية حالياً على استقدام سكان أخرين غير الأكراد إليها خصوصاً النازحين من دوما والغوطة الشرقية وحمص وحماة، وهم من عائلات المسلحين الذين خرجوا من هذه المناطق والتحقوا بالمسلحين الموالين لتركيا.

كذلك، فإنّ المجالس المحلية تم تعيينها من جانب أنقرة، وتدار من قبل الولايات التركية القريبة من الحدود السورية، في ظل غياب أي دور للحكومة السورية. واتجهت تركيا إلى تقييد حركة الأموال الداخلة إلى سوريا وضبطها من خلال نظام الحوالات التركي. ومن مظاهر التتريك أيضاً أنّ القضاة والمحامين السوريين لا يتم تعيينهم إلا بالتنسيق مع وزارة العدل التركية، ولا يُسمح للشركات غير المسجلة في تركيا بالعمل في عفرين أو مناطق أخرى خاضعة للسيطرة التركية. كما تم مؤخراً افتتاح مدينة صناعية واقعة بين الباب وحلب وربطها بتركيا لتسهيل عمليات الاستيراد والتصدير بين تلك المناطق وتركيا.

وطالت التغييرات تحت الظل التركي في المنطقة المناهج الدراسية التي قررتها “الحكومة السورية المؤقتة”، والتي عدلت بعض مضامينها والإشارات السياسية فيها، وخصوصًا في مواد التاريخ والجغرافيا، إذ تم، على سبيل المثال، إزالة أيّة كلمات تشير إلى “احتلال عثماني” واستبدال “حكم عثماني” بها، وهو ما أكده وزير التربية والتعليم، عماد برق، في لقاء سابق مع عنب بلدي.

في الوقت ذاته تعمل تركيا على تطبيق نظامها التعليمي في هذه المناطق، بالوقت الذي تعمل فيه على إنشاء منظومة تعليمية متكاملة تخدم المنطقة، وتضم هذه المناطق نحو 500 مدرسة، يدرس فيها نحو 150 ألف طالب، وفق تصريحات وزارة التعليم التركية.

وأُدرجت اللغة التركية في المناهج الدراسية ابتداء من المرحلة الابتدائية حتى المرحلة الثانوية، وفق قرار صدر عن المكاتب التعليمية في مجلس محافظة حلب الحرة، عام 2017.

وظهر الطابع التركي جلياً في العملية التعليمية، بعد أن جمعت المكاتب التعليمية في مناطق ريف حلب على أغلفة “الجلاءات” المدرسية علمي الثورة والتركي.

إضافة لذلك فإنّ غالب البلدات والمدن التي تسيطر عليها تركيا تبدلت اسمائها لأسماء تركية، فمدينة الراعي أصبح اسمها /جوبان باي/ وباتت أسماء القرى والمدن والبلدات والأحياء والساحات العامة تكتب باللغة التركية والعربية. وفي عفرين وتيرة تتريك الأسماء ظهرت بسرعة مثل دوار كاوا الحداد أصبح اسمه دوار غصن الزيتون. ودوار نوروز أصبح اسمه دوار صلاح الدين الأيوبي. وساحة مبنى السرايا أصبح اسمها ساحة رجب طيب أردوغان. وأصبح اسم قرية قسطل مقدد (ناحية بلبل ) سلجوق أوباسي. أمّا قرية كوتانا (ناحية بلبل) أصبح اسمها ظافر أوباس، واصبح اسم قرية كرزيلة (ناحية بلبل ) جغر أوباسي.

للمزيد

-------------------------------

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com

ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات

تابعنا : تويتر - تلغرام - فيسبوك