تزامنا مع تواجد وفد من “الائتلاف السوري” في مقراته… الجيش الوطني يقتل مواطنا تحت التعذيب في سجونه ويعتقل 41 في حملات مستمرة منذ بداية نوفمبر

ريف حلب ( عفرين ) : يواصل وفد من الائتلاف السوري المعارض جولاته في منطقة عفرين، حيث زار مقر قيادة الجيش الوطني في ناحية جندريسه. ورغم أنّ مسؤولي الائتلاف وعلى رأسهم نصر الحريري، قالوا إنّهم سيتحدثون مع قادة المجموعات المسلحة حول ما يصلهم من انتهاكات يومية في المدينة، مع مبادرة لدفعها إلا أن الذي حدث كان العكس تماما، فقد تصاعدت وتيرة الانتهاكات وارتفع حدتها بشكل بالغ تزامنا مع الزيارة، ومع نشر تصريحات إعلامية يحاول عبرها الائتلاف إظهار أنّ ما يتم تناقله من قبل منظمات حقوق الإنسان المحلية، والدولية غير صحيح.

ويمثل الائتلاف السوري الذي يقع مقره في مدينة إسطنبول التركية واجهة سياسية لميلشيات الجيش الوطني السوري التي أتهمتها لجنة التحقيق المستقلة التابعة للأمم المتحدة والمفوضية السامية لحقوق الإنسان بارتكاب جرائم ترتقي لمستوى جرائم الحرب و جرائم ضد الإنسانية وتورط مسلحيها في اغتصاب النساء والفتيات والخطف والتعذيب والقتل تحت التعذيب والإعدامات الميدانية والتهجير القسري والنهب والسرقة والاستيلاء على الأشجار والأراضي والعقارات والمنازل.

وتأتي الزيارة بضغوطات تركية لا سيما وأنّ التقريران وغيرها من تقارير لمنظمات حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة والمنظمات السورية والأوربية أتهمتها بالوقوف وراء تلك الانتهاكات وحملتها المسؤولية وأكدت أنّ الدولة والجيش التركي يتحمل تبعاتها.

وتجول الحريري في قرية شهدت الكثير من الانتهاكات وهي قرية باصوفان في عفرين، التي كان يقطنها قبل الهجوم التركي في أذار 2018 حوالي 2100 شخص معظمهم يتبعون الديانة اليزيدية. وقد هاجر سكانها نتيجة ما تعرضوا له من انتهاكات من خطف، وقصف، وتدمير ونهب وسرقة معابدهم الدينية.

وكان يتوزع الإيزيديين في مقاطعة عفرين في 22 قرية، وقدرت أعدادهم بحسب الإحصائيات الرسمية حوالي 25 ألف قبل التوغل التركي، و15 مزاراً دينيا ومعبدا. تعرضت كلها للتدمير والنهب والنبش منها: مزار “بارسه خاتون، عبد الرحمن، شيخ حميد، شيخ ركاب، شيخ بركات، ملك آدي، جل جانه، شيخ غريب، يد علي، مزار حنان، مزار قره جورنه “مزار هوكر”، مزار شيخ جنيد، وتدمير تمثال زرادشت وقبة لالش.

كما تم تحويل عدد من تلك المزارات لمساجد، وإجبار الإيزيديين على اعتناق الإسلام، وارتياد المساجد وحضور الدروس الدينية.

صورة بتاريخ 18 نوفمبر تضم اجتماعا للائتلاف والمجلس الوطني الكردي مع قادة من الجيش الوطني في منطقة جندريسه بعفرين.

توثيق اعتقال واختفاء ما لا يقل عن 41 شخصا في عفرين منذ بداية تشرين الثاني 2020:
تواصل الجماعات المسلحة المدعومة من تركيا تنفيذ المزيد من الاعتقالات وخطف المدنيين، حيث زادت معدلات العنف والجريمة والاعتقال والخطف في منطقة عفرين وعموم المناطق التي تسيطر عليها القوات المسلحة التركية في شمال سوريا.

القوات التركية والجماعات السورية المسلحة المدعومة منها تواصل ارتكاب المزيد من الانتهاكات ولا يكترثون لدعوات وقف عمليات المداهمة اليومية واعتقال المواطنين وخطفهم بدافع الحصول على الفدية ومنع ذويهم من معرفة مكان احتجازهم أو أسبابه ورفض عرضهم على المحاكمة ومنعهم من توكيل محامي.

وشهدت منطقة عفرين في شهر تشرين الأول 2020 اعتقال (127) شخص، بينهم 7 نساء، وطفل من الذين تمكنا من توثيق أسمائهم، فيما العدد الفعلي أكثر من ذلك لا سيما أنّ هنالك أسماء تحفظت عائلاتهم على ذكرها، إضافة لحالات اعتقال لم نتمكن من الوصول إليها، كما وتم متابعة وتوثيق مقتل مدنيين تحت التعذيب، وحالات انتهاك متعددة، كما وتم توثيق تعرض أكثر من 15 معتقلا للتعذيب، وسجلت حالتي وفاة تحت التعذيب.

وبات السائد في هذه المنطقة عمليات نهب منظّمة يومية، وعمليات الاستيلاء على منازل وممتلكات الناس ومواسم الزيتون، وقطع الأشجار وغيرها إضافة للاعتقالات التعسفية اليومية، وخطف الناس كرهائن مقابل فدية مالية، والتضييق على السكان.

إطلاق فوضى العسكر وعشرات المجموعات الإرهابية، هي سياسة تركية متعمّدة؛ لكنّها تتم بأيدي “الجماعات السورية المسلحة” تحت اسم “الجيش الوطني السوري” التابع للحكومة السورية المؤقتة / الائتلاف، فكل ذلك يجري تحت أعين القوات التركية ومشاركتها.

ومنذ سيطرة القوات التركية على مدينة عفرين وتوغله في شمال سوريا تم توثيق اعتقال (7027) شخص، حيث تعرض منهم (1016) شخص للتعذيب، قتل منهم 131 تم الإفراج عن قرابة 4090 منهم، فيما مصير بقية المعتقلين مازال مجهولا فيما بلغ عدد من تم الإفراج عنهم بعد دفع فدية 1080 شخص. كما وقتل 2231 شخصا نتيجة العمليات القتالية أو التفجيرات والاغتيالات ومخلفات المعارك من الغام غير منفجرة.

وارتفع عدد اللاجئين السوريين الذين قتلوا برصاص الجنود الأتراك إلى 470 شخصاً، حتى نهاية تشرين الأول/ أكتوبر 2020 بينهم (89 طفلا دون سن 18 عاما، و59 امرأة). كما ارتفع عدد الجرحى والمصابين بطلق ناري أو اعتداء إلى 523 شخصا وهم من الذين يحاولون اجتياز الحدود أو من سكان القرى والبلدات السورية الحدودية أو المزارعين، وأصحاب الأراضي المتاخمة للحدود حيث يتم استهدافهم من قبل الجندرمة بالرصاص الحي.

كما تم تحويل (109) مدرسة ومركز تعليمي وخدمي إلى مقرات عسكرية.

بتاريخ 1 و2 نوفمبر:
شن جهاز الشرطة العسكرية حملة في عدة قرى بناحية راجو، حيث اقتحم قرية قدا وبعدينا وقام باعتقال 11 شخصا تمكنا من توثيق أسمائهم وهم: “محمد إيبو ذو 40 عاماً، محمد حيدر شيخو 18 عاماً، رفعت حسن حج موسى 55 عاماً، صلاح حنان عثمان 60 عاماً، عزت عثمان 70 عاماً، أحمد حج موسى 71 عاماً، توفيق محمد موسى 30 عاماً، دوغان أحمد سليمان 30 عاماً، عمر مراد، حسين أحمد علي، محمد مصطفى جرجي، محي الدين رشيد ايبو 65عام، زكريا شيخو 54 عام”.

في مركز ناحية راجو اعتقلت ميلشيات المجد المواطن (شاهين سفر سيدو 45 عام) من منزله في قرية كوسا.

كما تم اعتقال المواطن عصمت جانو 45 عاماً وهو من أهالي قرية حبو التابعة لناحية معبطلي أثناء قيامه بإسعاف أحد المرضى من أبناء القرية إلى مدينة عفرين بسيارته وتم نقله لمكان غير معروف.

بتاريخ 3 أكتوبر:
اعتقلت ميليشيات (أحرار الشام) رجلا وزوجته، بعد اقتحام منزله في قرية جوبانا التابعة لناحية جنديرسه وهما ( إسماعيل حمو بن حسن 38 عاماً، بريفان حسو ). وأخلي سبيل الزوجة، لرعاية أطفالها، فيما تم نقل الزوج لمكان مجهول.

بتاريخ 5 نوفمبر:
اعتقل المواطن (فريد فوزي حسن) من قبل عناصر مسلحة من الشرطة المدنية بعد أن اقتحموا مكان عمله، في معصرة زيتون في ناحية جنديرسه، وهو من أهالي قرية قوجمان، وهي ثاني مرة يعتقل فيها، حيث سبق واعتقل في 11 أكتوبر 2018 وأفرج عنه بعد دفع فدية مالية.

بتاريخ 6 نوفمبر:
اعتقال المواطن ( بدر كوتو ) من قبل جهاز الشرطة العسكرية، وهو من أهالي قرية حمام التابعة لناحية جندريسه، تم اعتقاله بعد مداهمة منزله في حي الصناعة بالناحية حيث يعمل في مجال الكهرباء.

في ناحية راجو اعتقل المواطن مصطفى كولين علو أثناء عودته من مدينة عفرين إلى منزله في قرية ديكه على حاجز قرية كوكان التابعة لناحية معبطلي.

بتاريخ 7 نوفمبر:
اقتحمت ميليشيا ( السمرقند ) قرية كفر صفرة، في ناحية جندريسه، وتم اعتقال 3 أشخاص عرف منهم ( عبد الرحمن مصطفى علي ). كما اعتقلت ميليشيات (المجد) في قرية (كوسا) المواطن (شاهين سفر سيدو) البالغ من العمر 45 عاماً في حاجزها بمدخل القرية.

بتاريخ 8 نوفمبر:
شن مسلحون من فصيل السلطان محمد فاتح برفقة عناصر من جهاز الشرطة العسكرية حملة دهم وتفتيش في بلدة بعدينا التابعة لناحية راجو تم اعتقال 6 أشخاص خلالها وهم: أسعد إبراهيم منان، خليل حيدر جعفر، رستم مصطفى ككج، مصطفى محمد ايبش، أحمد عارف ايبش، حسن عارف أوصمان.

بتاريخ 11 نوفمبر:
اقتحم فصيل “النخبة” العامل ضمن الجيش الوطني السوري قرية عمرا بناحية معبطلي في مدينة عفرين، وقاموا باختطاف 4 أشخاص، وتفتيش عشوائي للمنازل، الأشخاص المعتقلين هم: علي مصطفى (30 عام)، حنان علي مصطفى ( 32 عام )، مصطفى حنيف روطو (29 عام)، حنيف إبراهيم روطو (57 عام).

بتاريخ 12 نوفمبر:
شن فصيل ( الحمزات ) حملة اعتقالات في قرية بيكه التابعة لناحية بلبلة في عفرين طالت 5 أشخاص وهم : إبراهيم محمد محو البالغ من العمر (28) عاماً، خير الدين محمد شيخموس البالغ من العمر (31) عامًا، محمد درويش البالغ من العمر (70) عامًا، أحمد محمد شيخموس البالغ من العمر (20) عامًا، شيار محمد شيخموس البالغ من العمر (28) عاماً.

كما أبلغت عائلة الشاب شريف تامر بيطار (العمر 24 عام) عن اختفاءه أثناء توجهه لمدينة جرابلس على طريق معرت مصرين.

تاريخ 18 نوفمبر:
اعتقل جهاز الشرطة العسكرية 4 مواطنين بعد مداهمة منزلهم في قرية بعدينا في ناحية معبطلي في عفرين، وتم توثيق أسمائهم: حنان شعبان (38 عام) ، أحمد هورو (54 عام)، لقمان محمد ( 41 عام) محمد سيدو ( 32 عام).

وتشير معلومات من عدة مصادر تمكنا من الحصول عليها أنّ فصيل ( الجبهة الشامية ) يحتفظ بقرابة 490 سجينا خارج نطاق القانون، بينهم أطفال ونساء في “سجن كفر الجنة” بشكل سري، ويرفض تحويلهم أو تسليمهم للقضاء، وأنّ أوضاع السجناء سيئة للغاية.

عفرين.. مقتل شاب تحت التعذيب في أحد سجون الشرطة العسكرية الموالية لتركيا:
قتل شاب سوري، تحت التعذيب في أحد سجون جهاز الشرطة العسكرية الموالي لتركيا، في مدينة عقرين في ريف حلب شمال غرب سوريا.

وقالت مصادر محلية، الثلاثاء إنّ عناصر جهاز الشرطة العسكرية سلموا جثة الشاب “لقمان مصطفى يوسف” وأخبروهم إنّه توفي نتيجة جلطة قلبية. لكن تمّ التأكد من أنّ الوفاة كانت نتيجة التعذيب الذي تعرض له مصطفى المعتقل منذ تاريخ 3 / 9 / 2020 ولم يخضع خلالها للتحقيق ولم يتم إبلاغ عائلته سبب ومكان احتجازه.

المصدر أشار أنّه بتاريخ 3 /9 /2020 داهم مسلحون منزل الضحية (لقمان) في قرية ترميشا التابعة لناحية شيه واعتقل خلال المداهمة ثم سلمت جثته يوم 10 تشرين الثاني لعائلته وطلبوا دفنه بدون مراسيم وحظروا تواصلهم مع الإعلام أو سيلاقون ذات المصير.

وأشار المصدر إلى أنّ “آثار التعذيب كانت واضحة على جثة الشاب عند تسليمها”.

مع هذه الحالة يرتفع عدد المدنيين الذين قتلوا تحت تعذيب في سجون الفصائل الموالية لتركيا. إلى / 131 / .

ألفا دولار.. ما دفعته عائلة في عفرين لشراء حرية ابنتهم المختطفة في سجون جهاز الشرطة العسكرية:
أفرج جهاز ” الشرطة العسكرية” عن امرأة مختطفة في سجونه منذ الأول من سبتمبر 2020 وذلك بعد أن دفعت عائلتها مبلغ مالي قدر ب 2 ألف دولار كفدية.

وأكدت مصادر محلية نبأ الإفراج عن (عوفة سيدو) البالغة من العمر /55عاما/ وذلك بعد دفع عائلتها فدية مالية قدرها ألفي دولار أمريكي.

واعتقلت المرأة العفرينية أثناء توجهها من قريتها كورا بناحية جنديرسه إلى مدينة عفرين أوائل شهر سبتمبر الماضي، لزيارة ابنتها المقيمة في حي المحمودية.

حملة تجنيد واسعة للأطفال ونازحي المخيمات.. تركيا تضم القاصرين والنازحين غير مدربين إلى ميليشيا “الجيش الوطني” لإرسالهم لأذربيجان، وقادة الفصائل تبرر: “مضطرون أن نقبل أو سنموت جوعا”:
تمكن مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا من الحصول على ملفات وسجلات تظهر قيام تركيا بتجنيد المئات من الأطفال، ومن النازحين في المخيمات ضمن صفوف الميليشيات التي أرسلتها إلى ليبيا وإلى أذربيجان. القائمة تظهر بالفعل وجود 109 من الذين تقل أعمارهم عن 16 سنة، منهم 44 أعمارهم أقل من 14 سنة، تم تجنيدهم للقتال في ليبيا وأذربيجان، كما وتم إحصاء قرابة 930 أسما من نازحي المخيمات في شمال غرب سوريا، وهؤلاء لا يجيدون القتال، ولم يسبق أن حملوا السلاح.

وتأتي هذه السجلات، لتؤكد أنّ السلطات التركية، وعبر وكلائها في المناطق السورية تواصل، تجنيد الشبان والأطفال السوريين شمال غربي سوريا، وضمّهم لصفوف “المرتزقة” الذين جندتهم للقتال في ليبيا، وحاليا في أذربيجان مقابل إغراءات مادية، أو تهديدهم بقطع المساعدات الإنسانية في حال رفض الانصياع وحمل السلاح خدمة لتركيا.

وكان القيادي في الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا زياد حج عبيد قد كشف في تصريحات إعلامية أنّ الفقر، والضغط التركي لم يترك فرصة أمام النازحين، وأنّ الكثيرين منهم اضطر لتجنيد واحد من أبناءه، أو أنّ الأب انضم لصفوف المرتزقة لإنقاذ بقية أفراد العائلة وحمايتهم.

وتقوم فصائل “الجيش الوطني” الموالي لتركيا بتجنيد الأطفال والقصّر للقتال في ليبيا، وأذربيجان حيث يتم إصدار وثائق هوية مزورة لهم، بمعلومات كاذبة عن تاريخ ومكان ميلادهم، ويتم تسجيلهم في سجلات الأحوال الشخصية في المجالس المحلية بالمناطق الخاضعة لتركيا شمال سوريا، وهذه الإجراءات تجري تحت أعين ومراقبة ومشاركة المخابرات التركية، خاصة وأنّ السجلات المدنية في هذه المناطق مرتبطة بمركز مدينة غازي عينتاب، وهي خاضعة لجهاز المخابرات والأمن التركي.

وكانت عائلة الطفل ( عبدو شيخو، 15 عام) قد نشرت بيانا، ومناشدات بعدما قام مسلحوا كتيبة سمر قند – أحد الفصائل السورية المدعومة من تركيا – باختطاف ابنهم، من منزله في قرية روتا بناحية ماباتا في ريف عفرين وإرساله للقتال في ليبيا.

-------------------------------

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com

ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات

تابعنا : تويتر - تلغرام - فيسبوك