أنقرة تُحرّض على حرق المحاصيل في شمال سوريا… احتراق 130 ألف هكتار والخسائر 5 مليون دولار

تعرضت أراض شاسعة مزروعة بالحبوب في مناطق بسوريا إلى حرائق مع بدء موسم الحصاد وسط تبادل اتهامات حول من يقف وراءها. وبحسب تقديرات منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) فإن مجمل المساحة الزراعية في سوريا تقدر بـ 18363 هكتارا.

على غرار السنة الماضية، والخسائر الكبيرة التي استهدفت المزارعين، والفلاحين باحتراق آلاف من الهكتارات المزروعة بالقمح والشعير، وفي إطار مواصلتها لأعمال النهب والتخريب في شمال سوريا، تواصل الفصائل السورية الموالية لتركيا إضرام النيران ضمن حقول ومحاصيل زراعية تعود ملكيتها للمدنيين على مقربة من مناطق سيطرتها شرق وشمال شرق سوريا، وذلك عبر استهدافها بالقذائف والرشاشات، وسط صعوبات بالغة يواجهها الأهالي في إخماد تلك الحرائق المفتعلة، نظراً لقربها من مناطق نفوذ الأتراك والفصائل، وذلك في كل من ريف حلب والحسكة والرقة فضلاً عن الأضرار التي يتكبدها أصحاب الأراضي الزراعية والمحاصيل نتيجة إحراقها. حيث يتم استهداف الذين يسعون لإطفاء هذه الحرائق قبل أن تتمدد لعمق المناطق وتلتهم المحصول الذي يعتبر سلة غذائية لسكان شمال سوريا، ومصدر رزقهم.

في الساعات الـ 48 الأخيرة، التهمت النيران الحقول الزراعية في قريتي عريشة وتل طويل والحقول المحيطة بقرى الداودية والعزيزية والجميلية بريف ناحية تل تمر، بريف الحسكة، والتهمت ما يقارب 180 دونماً من الأراضي الزراعية في ناحية تل براك بريف مدينة القامشلي. كما التهمت الحرائق 8 هكتارات من محاصيل مزارعي قرية “قراع الطماش”، و20 دونماً مزروعاً بالقمح من أراضي قرية “تل الناصر”، جنوب تل حميس. والتهمت الحرائق أيضاً مساحات واسعة من الأراضي المحصودة سابقاً، والتي يعتمد عليها مالكو الثروة الحيوانية من الأغنام والماعز للرعي فيها.

وتسبب القصف التركي بنشوب حرائق في الأراضي الزراعية التابعة لقريتي حرية وكوبرلك بريف مدينة تل أبيض، والتهم حريق 25 هكتاراً مزروعاً بالقمح، من أراضي في قرية “الأحيمر”، التابعة لبلدة جزعة. كما والتهم 50 هكتار في قرى حدودية غربي مدينة كوباني، بناحية الشيوخ وتل شعير ومزرى.

احتراق 130 ألف دونم من المحاصيل
التهمت الحرائق إلى الآن مساحةً تقدر بحوالي 130 ألف دونماً، مزروعة بمحصول القمح والشعير و 400 دونماً مزروعاً بأشجار الزيتون في شمال وشرق سوريا، بحسب احصائيات غير رسمية حصلنا عليها من “الادارة الذاتية” التي اتهمت المسلحين الموالين لأنقرة بافتعال غالب الحرائق إلى جانب حرائق في مساحات صغيرة بسبب أعطال في الحصادات نتيجة تطاير الشرر من فوهات العادم أو نتيجة ماس كهربائي خلال عملها في حصاد المحصول.

وتركزت غالبية الحرائق التي التهمت المزروعات، في المناطق المتاخمة للمناطق الخاضعة لسيطرة فصائل مسلحة موالية لتركيا في ريف الحسكة والرقة وحلب حيث يتم استهداف الاراضي واستهداف من يحاول الوصول إليها لإخماد النيران، وبلغت المساحات المحروقة 55160 دونماً، مزروعة بالقمح والشعير والزيتون، بالإضافة إلى تلف ما يزيد عن 3700 شجرة زيتون.

في ناحية تل تمر بمقاطعة الحسكة، احترق 13 ألف دونماً من الأراضي الزراعية في قرى “القاسمية، الريحانية، السيباطية، أم الكيف، تل طويل، العريشة, الداودية السلماسة, تل كوران”.

وفي ناحية زركان في ذات المقاطعة، احترق 17 ألف دونماً في قرى “الشيخ علي, تل مناخ, أم شعيفة, الربيعات, والأسدية”.

وبلغت مساحة الأراضي الزراعية المحروقة 21560 دونماً مزروعة بالقمح والشعير، في قرى وبلدات “عين عيسى, جرن, شركراك, بيرك، خراب خل، أومرك, قجر، كوفي، ايتويران، عساف، زنار عساف، كاروز, مشكو، بندر، شيوخ فوقاني، بوراز، قره قوي” بريف الرقة إلى جانب تلف 50 شجرة زيتون.

وفي مدينة منبج التهمت النيران مساحة 1570 دونماً من الأراضي المزروعة بالشعير ومساحة 365 دونماً مزروعة بأشجار الزيتون, في ناحية المحترق, وقريتي ياشلي وجب مخزوم.

أما في الشهباء فقد احترقت مساحة 1610 دونماً من الأراضي الزراعية, وتعرضت 3510 شجرة زيتون للتلف.

في ريف مدينة القامشلي، التهمت النيران مساحة 4000 دونماً في قرى “قراع الطماش, تل الناصر, الأحيمر, الحنوة, واوية” في ناحيتي تل حميس وتل براك.

وفي ريف الحسكة، وصلت مساحة الأراضي الزراعية المحروقة إلى 27070 دونماً في قرى وبلدات “تل الأمير, تل جلاد, قبر عامر, أم الجمة, الصبيخة, الصلالية, طوق الملح, قانا, ربيعات, مزيرعة, سليمانية, صفيا, طرمبات, المجرجع, الحمر, الخريطة, مخروم, تل صخر, دعيبل, ذيبة, أم الكبر, ميلبية, علواني, توينة, وحشك, عنيق الهوا، جابرية، كري رش، محمودية، كري بوزان، عنترية، قمر شرقي وغربي، حجية، حليوات، قراقتيا، بركيل بوز”.

وكذلك شهد الريف الشمالي والشمالي الغربي لمدينة دير الزور اندلاع حرائق في المحاصيل الزراعية, وصلت مساحة الأراضي المتضررة إلى 14100 دونماً.

وتسبب الحرائق حتى الآن في فقدان 3 مدنيين لحياتهم وإصابة اثنين آخرين حالتهما حرجة.

يقول المزارع خليل عبدي من قرية كيل حسناك شمال شرق ناحية تربه سبيه 15 كم، أوضح أنّ تركيا تستهدف المزارعين الذين يتخوفون من حصاد موسمهم الزراعي، وأشار أنّ الأهالي لا يقتربون من الحدود إلا عند زراعة أو حصاد أرضهم، ولا توجد قوات عسكرية من طرفهم، ولا يوجد أي سبب لقيام الجيش التركي بمثل هذه الممارسات اللاإنسانية بحقهم، وطالب دول التحالف وروسيا بأداء دورها.

من جهته أشار المواطن شيخموس سعدون إلى أنّ الوضع في القرى الحدودية خطير، نتيجة استهداف الجيش التركي للمدنيين، وقال: “نلقى صعوبة حتى في جلب مياه الشرب من ينابيع القرية”.

ونوه سعدون أنّ محاصيلهم الزراعية تضررت نتيجة الاعتداءات التركية المستمرة، وقال: “لم نتمكن من رش المحاصيل بالسماد العضوي والمبيدات خوفاً من الجنود الأتراك”، وبيّن أنّ الأراضي الزراعية هي مصدر رزقهم الأساسي وتركيا تستهدف هذا الرزق أيضاً.

في العام الماضي منذ بداية الصيف، التهمت الحرائق عشرات الآلاف من الدونمات من الأراضي الزراعية في مناطق شرق الفرات، مُتسببّة بكارثة كبرى على الصعيد البشري والاقتصادي، حيث تُعتبر تلك المناطق المخزون الغذائي الأهم في سوريا.

-------------------------------

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com

ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات

تابعنا : تويتر - تلغرام - فيسبوك