“مستوطن ” يحول “مزار ديني” في عفرين إلى مأوى للماشية

أقدم “مستوطن” في مدينة عفرين، نزح إليها عقب سيطرة تركيا على المدينة، على تحويل “مزار قره جرنة” الديني، في ناحية شران إلى “زريبة” لإيواء الماشية، حتى بعدما أبلغه السكان المحليون إنّ هذا الموقع يعتبر أحد “المراكز الدينية المقدسة” وإنّهم اعتادوا عن آبائهم وأجدادهم زيارته، وممارسة طقوس العبادة فيه.

والمقيم من مدينة “معرة النعمان” التي تمكن الجيش السوري من السيطرة عليها عقب اتفاق صاغته كل من روسيا وتركيا في 28 آب أغسطس 2020.

كما وتعرض معبد ” Çêlxane ” في قرية قيبار بمنطقة عفرين الذي يعتبر من المراكز الدينية للإيزيديين إلى الهدم والنبش من قبل عناصر فيلق الشام بتاريخ 17 أيار مايو من العام الجاري.

ولا يكترث غالب النازحين داخليا إلى مدينة عفرين، بعادات وطقوس وتقاليد سكانها، ويستقوي غالبهم بالمسلحين وفصائل المعارضة الموالية لتركيا في اضطهاد والاعتداء على السكان المحليين.

كما ويشكل تنصل تركيا من مسؤولياتها بوصفها دولة احتلال دورا كبيرا في قيام الجماعات المسلحة الموالية لها ضمن الجيش الوطني السوري بارتكاب المزيد من الانتهاكات وسط دعوات متكررة لوقفها، ومحاسبة المتورطين فيها والإفراج عن كل المعتقلين الذين تزيد أعدادهم عن 3 آلاف اعتقل بعضهم منذ عامين، ولا يخضعون لأيّة محاكمات كما ولا يسمح لهم بتوكيل محامي ولا يعلم ذويهم مكان غالبهم.

هذا ونشرت وسائل الإعلام التركية الرسمية، ومنها وكالة الأناضول مع سيطرة تركيا على مدينة عفرين في آذار 2018 صورا عن “عثور الجيش التركي على مقبرة” قالت إنّها للإرهابيين وذلك أثناء قيامه بعمليات بحث وتمشيط في المدينة على حد وصف الخبر. الصور التي نشرتها الوكالة مرفقة بالخبر دلت أنّ المقبرة كانت في مكان مكشوف ومعروف، ولا يحتاج الأمر لاكتشاف أو عثور على شيء وكأنّه “سري للغاية”.

وكشفت مصادر محلية لاحقا أنّ السلطات التركية قامت بتدمير كل القبور، في مقبرة (الشهيدة أفيستا خابور) ونبشها بجرافات، ولم تكتف بذلك بل قامت بتحويل موقع المقبرة إلى سوق للمواشي، بشكل متعمد وذلك للإساءة لقدسية المقابر لدى الأكراد والأهالي عموما، وخاصة مقابر “الشهداء” ، فالمقبرة تضم أبناء أهالي عفرين الذين الزم المتبقين منهم في منازلهم الصمت دون القدرة على التنديد بمثل هذه الجريمة التي تضاف لسجل تركيا والجماعات السورية الموالية لها في انتهاكات حقوق الإنسان.

وتقع المقبرة في مفرق قرية (كفرشيل) التابعة لمركز مدينة عفرين، حيث كان يتم دفن “الشهداء” فيها بعدما تعذر دفنهم في مقبرتي (الشهيد سيدو ) في (جنديرس) ومقبرة (الشهيد رفيق) في ماتينى التابعة لناحية (شرا/شران)، وتم دفن المئات من الذين قتلوا من المدنيين والمقاتلين فيها نتيجة الهجوم والقصف التركي.

ومنذ سيطرة القوات المسلحة التركية على منطقة عفرين بريف حلب قامت بجرف الكثير من القبور، والمزارات الدينية، والمراكز الثقافية والمواقع الأثرية العائدة للأكراد والإيزيديين والمسيحيين على حد سواء، ضمن مسعى طمس معالم المدينة الأصلية، ومسح ذاكرتها الاجتماعية والتاريخية، والدينية. فلم تسلم المقابر من أعمال التخريب، حيث تم تدمير شاهدة قبر والدة شاعر كردي في قرية ممالا التابعة لناحية راجو لمجرد تدوين عبارات باللغة الكُردية عليها، علاوة على تدمير شواهد مرقد العلامة الكردي نوري ديرسمي وزوجته في مقبرة حنان، وكذلك مرقد الشهيد كمال حنان في قرية تلف / جنديرس وتدمير مقبرة قرية قوربه Qurbê التابعة لناحية جنديرس، إضافة لجرف مقابر مدنيين في قرية كفرصفرة، وقصف مقبرة ومزار “عبد الرحمن بن عوف” في قرية كاني كاوركي، إضافة لتدمير مقبرة في منطقة شيه\شيخ الحديد، وتدمير قبر تاريخي يعود إلى العام 1636م، والمسمى بـ “المقبرة الفوقانية” في قرية “سنارة”، حيث تم جرف 650 قبر من أصل 1000 من مقابر أهالي القرية.

وفي ميدانكي التابعة أيضاّ لـ “شرا\شران”، تم تدمير شواهد القبور في مقبرة البلدة، وقامت الفصائل أيضاّ بقطع الأشجار الحرجية المحيطة بالمقبرة والتي تكتسب صفة القدسية لدى سكان البلدة.

وتم تدمير شواهد القبور في قرية آدما\ادمانلي التابعة لناحية راجو…وغيرها.

-------------------------------

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com

ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات

تابعنا : تويتر - تلغرام - فيسبوك