قطع غابات وأشجار زيتون، نهب موسم ورق العنب… استيلاء على ممتلكات، فوضى وفلتان

إنّ وتيرة الانتهاكات وارتكاب الجرائم في منطقة عفرين لم تتراجع قيد أنملة، والسياسات العدائية الممنهجة ضد أهاليها متواصلة من قبل سلطات الاحتلال التركي وعبر أدواتها من ميليشيات سورية متطرفة إرهابية، وحالة الفوضى والفلتان على أشدها؛ فليس هناك بوادر إيجابية ولا أي انفراج في الوضع السائد، ولا تُتخذ أية إجراءات من أيّة جهة لوضع حدٍ للانتهاكات أو تدابير لعودةٍ آمنة للمُهجَّرين، لا داعي لتجميل وجه الاحتلال لأنّه قبيحٌ ومكشوف، ولا تُخلى مسؤوليته عما يجري بإرجاعها إلى “بعض العناصر من الفصائل المسلحة”.
إليكم ما يلي:
قطع غابات
في 4 أيار، تم قطع شجرة سنديان رومي معمرة في “خرابي شيخا” ضمن أملاك بلدة “كفرصفرة” من قبل المسلحين، إضافةً إلى قطع معظم أشجار غابة “شيخ محمد” المطلة على البلدة شمالاً.
وتستمر ميليشيا “أحرار الشرقية” بالتعاون مع “لجنة الزراعة/المجلس المحلي في جنديرس” بقطع ما تبقى من أشجار /7/ غاباتٍ حراجية بين قرى (مسكة فوقاني جنوباً وخالطان شمالاً وكوردا غرباً)، منها غابات “هوريك و حَسيه و وادي عربا” وغابة “بريم” التي وصلتنا صورة لشجرة معمرة منها معروفة باسم (شجرة الأربع جذوع- Dara Çarkokî)، قبل وبعد القطع، وكذلك تم قطع غابة قرية “بازيا” الصغيرة المهجورة.
موسم ورق العنب:
موسم ورق العنب، ضعيف في ناحيتي بلبل وراجو بسبب رعي قطعان المواشي في الكروم والتحويش الجائر وسرقة محصول الورق مِن قبل مَن تم توطينهم ومسلحي الميليشيات، ولدى محاولة أحد المالكين منع ذلك يتعرض للإهانات والضرب أحياناً، كما أنّ “لواء صقور الشمال” فرض إتاوة /100/ ل.س عن كل شجيرة على مالكي كروم العنب في بعض قرى ريف “بلبل”.
وفي بلدة بعدينا تعرضت كروم عنب عائدة للمواطنين (محمد أحمد إيبش، حسين خليل عبدو، حسين محمد محمد) إلى سرقة الورق والتحويش الجائر.
أما في ناحية شيه، فميليشيا “لواء السلطان سليمان شاه” تفرض إتاوة /15%/ على محصول ورق العنب، عدا التي تفرضها على أصحاب الشحن إلى عفرين.
كما أن أحد مربي الغنم- من المستقدمين- مع قطيع من /400/ رأس مقيم في حقل زيتون بالقرب من مفرق قرية علمدارا- راجو، عائد لأحد المواطنين- يَسْرح بأغنامه على هواه، فيضرّ بأشجار الزيتون وكروم العنب ويؤذيها، دون أي اكتراث، ولدى اعتراض أهالي القرية يتنمر عليهم ويهددهم، ودون أن تتخذ السلطات المحلية ضده أي إجراء.
استيلاء على ممتلكات:
ضمن خطة الاستيلاء على ممتلكات أهالي عفرين وأرزاقهم، استولت الميليشيات المرتزقة الموالية لتركيا على مئات الهكتارات من الأراضي الزراعية والمحاضر العقارية والعشرات من المنازل وأكثر من عشرة آلاف شجرة زيتون في مدينة عفرين ومحيطها عائدة لأبناء عائلة “غباري” المتحدرة من قرية جلبر، إذ حوَّلت فيلا أبناء المرحوم عثمان آغا غباري- طريق ترندة- إلى مشفى، وهدمت بناء من ثلاث طوابق- في المدخل الغربي للمدينة – عائد لأبناء المرحوم جاهيد غباري، وبَنَت محلات ومحطة وقود على جزءٍ من ساحته، وتم قلع عشرات أشجار الزيتون من حقل عائد للعائلة على طريق جنديرس لأجل بناء مشاريع جديدة في موقعها؛ حيث حوَّلت الميليشيات معظم منازل العائلة في عفرين والمستولى عليها إلى مقرات عسكرية أو لإقامة عوائل عناصرها، بعد نهب جميع محتوياتها.
أما قرية العائلة “جلبر” المؤلفة من /40/ منزلاً ما عدا حظائر المواشي والمستودعات، فمنذ احتلالها في آذار 2018م، منع الجيش التركي عودة أهاليها إليها أو استثمار ممتلكاتهم الزراعية إلى جانب قرى أخرى في جبل “روباريا” والمحاذية لمناطق سيطرة الجيش السوري- شمال حلب، واتخذها مقراً عسكرياً، بل وعمد إلى هدم حوالي /25/ منزلاً ومبنى الوحدة الإرشادية الزراعية والمدرسة وخزان شبكة مياه الشرب بالآليات الثقيلة، كما بنى في جنوبها جداراً عازلاً.
وفي مركز ناحية شيه/شيخ الحديد، استولت ميليشيا “لواء السلطان سليمان شاه” على محلات لمواطنين كُـرد (حجي خليل شيخو، عزت بكر بن كمال، محمد كعلو بن مصطفى، زكريا أمين علي زليه، زكريا نعسان) وأفرغتها من محتوياتها بغية تأجيرها للذين تم توطينهم، كما أخرجت مسنة أرملة عنوةً من منزل المواطن الغائب حسين إيبش واستولت عليه، وعلى منازل أخرى، بغية توطين عوائل مستقدمة فيها.
فوضى وفلتان:
في 3 أيار، أقدمت ميليشيا “لواء الوقاص” على اختطاف الشاب “شيخو عابدين أحمد” من أهالي قرية آنقلة- ناحية شيه، واقتادته إلى مركزها الأمني في قرية “مروانية” المجاورة، ولايزال مجهول المصير.
وفي 6 أيار، تم تفجير سيارة تقل أحد متزعمي ميليشيا “فرقة السلطان مراد” في مركز ناحية شرا.
ومساء 7 أيار، وقعت اشتباكات عنيفة في حي الأشرفية وعلى طريق ترندة بمدينة عفرين، بين ميليشيات “الجبهة الشامية” و “أحرار الشام” بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، حيث أنّ المنطقة تشهد توترات مختلفة، إذ يتم إغلاق مداخل المدينة وبعض القرى والبلدات بين الحين والآخر.
ومن جهةٍ أخرى، أكدت مصادر عديدة على أنّ المشفى العسكري في عفرين قد استقبل حوالي عشر جنود أتراك مرضى في حالة اشتباه إصابة بفيروس كورونا.
إنّ قضية عفرين لا تُحل عبر إخفاء الانتهاكات والجرائم أو التقليل منها، وتحييد حكومة أنقرة من المسؤولية عنها؛ كما لا ينفع عفرين وأهاليها التوسل والاستصغار والوضاعة أمام المسؤولين الأتراك ومتزعمي الميليشيات والائتلاف السوري- الإخواني أو استجداء المطالب منهم.

حزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)


الصور:
– شجرة سنديان رومي في “خرابي شيخ” تم قطع أجزاء منها.
– غابة “شيخ محمد”- كفرصفرة، قبل وبعد القطع.
– شجرة الأربع جذوع في غابة بريم قبل وبعد القطع.
– غابة “وادي عربا”، قبل وبعد القطع.
– غابة “بريم وحَسيه”، قبل وبعد القطع.

-------------------------------

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com

ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات

تابعنا : تويتر - تلغرام - فيسبوك