قرابة 50 ألف طفلا في مخيم الهول ومخاوف من مستقبلهم في ظل تجاهل المجتمع الدولي لأوضاعهم

مخيّم الهول في شمال سوريا؛ يقع على بعد 40 كم شرق مدينة الحسكة. و يعتبر أخطر المخيمات في العالم ويخضع لسيطرة أمنية من قبل قوات سوريا الديمقراطية.

وتتخوف إدارة المخيم من مصير الأطفال القاطنين في المخيم، كقنابل موقوتة، خاصة وأن بعضهم من ابناء مقاتلين في داعش قتل أو أسر والدهم، وهؤلاء تظهر مخاوف حقيقة منهم من حيث سهولة تطرفهم بدافع الحقد أو الانتقام.

مسؤول لجنة العلاقات في مخيم الهول، جابر مصطفى كشف أن المخيم يأوي قرابة 68223 ألف شخص، و18132 عائلة، وتقدّر نسبة الأطفال فيه 65%، الأطفال السّوريّون (١٨٠٧٩) طفل، والعراقيّون (١٩٢٠٣) طفل، و (٧١٥٨) طفل مهاجر، وبذلك يكون المجموع الإجمالي للأطفال 44440 طفل داخل بينهم يوجد ما لا يقلّ عن 224 طفل يتيم منهم (١٠٤) طفل في مراكز الرّعاية.

وهنالك قلق حقيقي حول مصير ومستقبل الأيتام، وبخاصّة من الأطفال الّذين فقدوا الوالدين خلال الحرب إلى جانب التّنظيم المتطرّف.

ومن أهمّ هذه مشاكل المخيم بحسب جابر مصطفى:
– تسيطر على الأطفال حالة من (الحزن) بسبب المشاهد المرعبة الّتي حدثت أمامهم من جرائم قتل وتعذيب في ظلّ الدّولة الإسلاميّة و(اليأس) كونهم لا يملكون أدنى فكرة عن مصيرهم ومستقبلهم المجهول، و(الحرمان) لأنّ الدّولة الإسلاميّة كانت تبعد الأطفال عن الوالدين إلى أماكن أخرى لتعليمهم أساليب القتال وحفظ القران.

  • عدم قدرة الأطفال اليتامى على التّأقلم والتّعايش مع وضع المخيّم، ورفض الذّهاب إلى المدرسة؛ لاعتقادهم أن ذلك كفر.

  • تعرّض الكثير من الأطفال للأمراض وسوء التّغذية وذلك بسبب عدم توفّر البيئة الصّحّية كنقص الأدوية وضعف الكادر الطّبّي مع نقص الاختصاصات داخل المخيّم، بالإضافة إلى قلّة مراكز الرّعاية مع زيادة في أعداد الأطفال اليتامى ممّا يعرّض الأطفال إلى الأمراض المعدية، وقلّة الاهتمام بسبب كثرة الأطفال، ونقص في الدّعم الغذائيّ.

  • سيطرة الجهل على الأطفال وقلّة الوعي لعدم وجود فريق مختصّ في مجال التّوعية، وعدم إرسال هؤلاء الأطفال إلى المدارس داخل المخيّم.

  • العديد من الأطفال اليتامى داخل مراكز الرّعاية والّذين لا تتجاوز أعمارهم الثّلاث سنوات لم تتمكّن الفرق العاملة في هذا المجال من معرفة هويّاتهم وجنسيّاتهم ممّا يصعب التّعامل معهم.

  • كما أنّ هناك العديد من الأطفال يعيشون عند عوائل تربطهم صلة قربى أو تبنّي الطّفل، وهذا ما يسمّى بالرّعاية المؤقّتة، وهناك أيضاً أطفال يتامى داخل المخيّم، ولكن لم يتمّ الإخبار عنهم بعد”.

ويضيف جابر : ” ونحن كإدارة مخيّم الهول نعرب عن تخوّفنا وقلقنا من مصير هؤلاء الأطفال ومستقبلهم المجهول، ونعاني من صعوبات عديدة في كيفيّة التّعامل مع هذه الشّريحة، وذلك بسبب قلّة المراكز الّتي تعمل في مجال رعاية الأطفال، وقلّة الدّعم وعدم وجود كوادر مختصّة في مجال التّوعية، فالكوادر الموجودة محلّية، ولم تخضع لأيّ دورات تدريبيّة، واقتصرت موضوعاتهم حول الاهتمام والرّعاية الصّحّية دون التّطرّق إلى كيفيّة تغيير الفكر والتّعايش والتّأقلم مع الأطفال الآخرين.

ويقترح جابر فتح مراكز لإيواء الأطفال “فتح العديد من مراكز الإيواء من خلال دعم المنظّمات والجمعيّات، وتعيين مختصّين في مجال رعاية الأطفال تحمل على عاتقها إجراء تغيير جذريّ في مجال التّوعية والفكر والتّعليم، وتغيير الأسلوب في طريقة التّعامل والنّقاش والتّقرّب من الأطفال، ومحاولة تحديد أهداف مستقبليّة للطّفل، وتغيير نظرته للمجتمع”.

وكما تطالب إدارة المخيم الدول والحكومات لاستلام الأطفال” أنّنا نناشد الحكومات والدّول بالتّواصل مع الإدارة الذّاتيّة لأخذ رعاياهم، وخاصّة الأطفال؛ لأنّ وجودهم في المخيّم هو أمر مؤقّت وسلبيّ وجمود لفكر الطّفل، ممّا يؤثّر على عقليّة الطّفل في المستقبل القريب.

-------------------------------

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com

ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات

تابعنا : تويتر - تلغرام - فيسبوك