أزمة في البرلمان التركي بسبب زيتون عفرين السورية “المسروق”

شهد البرلمان التركي، خلافات ومشادات بين نواب حزب “العدالة والتنمية” الحاكم و “أحزاب المعارضة”، بسبب الزيتون المهرب من مدينة عفرين شمال سوريا، والذي تسرقه الفصائل المدعومة من الرئيس التركي رجب اردوغان وتستولي عليه من مزارع عفرين.

وخلال اجتماعات مناقشة مشروع الموازنة العامة للدولة، الخاصة بعام 2020، انتقد نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري، أونال تشافيك أوز، سياسات تركيا تجاه سوريا، مشيرًا إلى أن زيت الزيتون المنتج من زيتون مدينة عفرين في شمال سوريا، يتم تصديره للعالم عبر تركيا “بعد سرقته من قبل قوات الجيش السوري الحر”، وشدد على أن هذا الوضع ضد تحقيق وحدة الأراضي السورية.

نائب حزب العدالة والتنمية أوغور آي دمير، رد على هذه الانتقادات قائلًا: “هل يأتي الزيتون وزيت الزيتون من عفرين أو من سوريا إلى تركيا؟ نعم يأتي. من يعيشون هناك يقومون بإنتاج الزيتون، وزيت الزيتون. إن لم نقم نحن بالحصول عليه من سيحصل عليه؟ من سيشتريه ومن سيبيعه؟”.

ليرد عليه نائب حزب الشعوب الديمقراطي الكردي عن مدينة إزمير، ساربيل كمال باي، قائلًا: “هذا اعتراف منكم بذلك”.

أما آي دمير فقد برر ذلك، قائلًا: “نعم يأتي إلى تركيا. نحن نعترف بذلك. هل كنا لنتركه ليقع في يد حزب العمال الكردستاني؟”.

كما اعترف وزير الخارجية التركية، مولود جاويش أوغلو، بسرقة قوات الاحتلال التركي في عفرين السورية لزيت الزيتون السوري، وتصديره وبيعه لدول العالم.

وقال جاويش أوغلو، في كلمته أمام البرلمان، إن الحكومة التركية تبيع وتصدر زيت الزيتون الذي سرقته الميليشيات المسلحة التابعة للجيش التركي من عفرين.

وواجه جاويش أوغلو انتقادات أعضاء المعارضة، الذين احتجوا على الأمر، قائلًا إن عوائد بيع زيت الزيتون تستخدمها الحكومة التركية في تقديم الخدمات في عفرين.

وتنتج سهول منطقة عفرين السورية الخصبة وجبالها هي الأرض التي أحد أفضل أنواع زيت الزيتون في سوريا و يمثل ذلك 70 في المئة من دخل أبناء المنطقة ذات الغالبية الكردية.

وتحولت أشجار الزيتون التي يتجاوز عددها في عفرين 18 مليون شجرة إلى مصدر دخل لفصائل المعارضة السورية ولتركيا منذ احتلالها للمنطقة قبل عام حسب ما جاء في وسائل إعلام دولية.

وأطلقت تركيا في 20 يناير/كانون الثاني 2018 عملية “غصن الزيتون” العسكرية للسيطرة على عفرين بالتعاون مع مقاتلي المعارضة السورية، وكان الزيتون أول ضحايا هذه العملية.

فقد استولت هذه الجماعات على جزء كبير من محصول الزيتون بقوة السلاح وقامت ببيعه إلى التجار الأتراك بينما منعت القوات التركية والجماعات المسحلة إخراج الزيت من المنطقة مما أدى إلى تدهور الأسعار إلى درجة أن سعر صفيحة الزيت ( 16 لترا) في عفرين تبلغ 14 ألف ليرة سورية ( حوالي 30 دولار) بينما في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة السورية تتجاوز الضعف.

ونقلت صحيفة ديلي تليغراف البريطانية عن نائب في البرلمان السويسري قوله إن تركيا قامت بسرقة زيت الزيتون من سوريا وبيعه في الأسواق الأوروبية على أنه من إنتاج تركيا.

وقال النائب برنارد غوهل “في عفرين الواقعة تحت الاحتلال التركي تتعرض كروم الزيتون للتدمير من قبل الجيش التركي والمليشيا الموالية له. والزيت الذي سرقوه يتم بيعه إلى إسبانيا وعملية البيع مستمرة”.

وحسب موقع صحيفة بابليكو الاسبانية على الانترنت، فإن الحكومة التركية تستخدم عدداً من شركات الوسيطة لتصدير الزيت الذي يتم الاستيلاء عليه من الفلاحين الأكراد في عفرين إلى إسبانيا.

ونقل الموقع عن مصادر محلية قولها إن الزيت المنهوب يتم خلطه بالزيت التركي قبل أن يصدر بأسماء وهمية وقدّر الموقع قيمة الزيت المنهوب من قبل تركيا من عفرين بنحو 70 مليون يورو وربع ذلك المبلغ حصة الجماعات المسلحة المتمركزة في عفرين.

وقد أعترف وزير الزراعة التركي في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني 2018 باستيلاء تركيا على محصول الزيتون في عفرين وبيعه.

وجاء اعتراف الوزير رداً على اتهام رئيس حزب الشعوب الديمقراطية لتركيا بنهب محصول زيت الزيتون في عفرين.

وقال الوزير التركي خلال جلسات للبرلمان التركي حول موازنة عام 2019 “إننا في الحكومة نريد أن نضع أيدينا على موارد عفرين بطريقة أو أخرى، كي لا تقع هذه الموارد في يد حزب العمال الكردستاني”.

ونقل الصحفي التركي فهيم تاشتكين عن نائب لحزب الشعب الجمهوري التركي المعارض في البرلمان قوله إن 50 ألف طن من زيت الزيتون تم تهريبه من عفرين إلى تركيا.

وأكد ذلك النائب عن حزب الشعوب الديمقراطية نور الدين ماجين بقوله “إن المسحلين لم يكتفوا بتهريب 50 ألف طن من زيت الزيتون من عفرين بل قاموا بتدمير حقول الزيتون أيضا”.

واوضح الاقتصادي جلنك عمر، أحد ابناء عفرين، أن المنطقة أنتجت هذا العام 270 ألف طن من الزيتون وهو ما يمثل 30 في المئة من إنتاج سوريا.

وبلغت القيمة السوقية لهذا الإنتاج حوالي 150 مليون دولار حسب تقديره ولم يحصل المزارعون سوى على ثلث هذا المبلغ.

وأشار عمر الى أن التجار الذين يشترون إنتاج الزيت من الفلاحين الأكراد يعملون تحت إشراف الجماعات المسلحة المنتشرة في عفرين والشراء يتم بنصف السعر السائد خارج عفرين ويقومون بنقل الزيت إلى تركيا مباشرة، ويتم إدخال قسم من هذا الزيت إلى المناطق الأخرى في سوريا عبر معابر حدودية مع تركيا تسطير عليها المعارضة.

وأدت عمليات تهريب زيت الزيتون والزيتون المستولى عليه في عفرين إلى تركيا لتراجع الأسعار في السوق التركية. فقد قالت الصحفية التركية نورجان بايسال إنها تفاجأت برخص سعر الزيتون في مدينة ديار بكر شرقي تركيا ولدى الاستفسار من أحد الباعة عن سبب تراجع السعر من 15 ليرة تركية الى 5 أوضح البائع أن هذا الزيتون مصدره منطقة عفرين وهناك تجار جملة أتراك يبيعونه للمتاجر بأسعار زهيدة.

تركيا “تنهب” زيتون عفرين:
في السنوات الأخيرة شقت تركيا طريقها إلى سوق الزيتون العالمية عن طريق اسبانيا، وتعيد اسبانيا تصدر الزيت التركي بعلامات تجارية أخرى إلى دول العالم.

في الأشهر العشرة الأخيرة صدرت تركيا 37% من انتهاجها إلى اسبانيا أي ما يقارب 40 ألف طن، ربع هذا الانتاج مصدره زيتون مدينة عفرين الكردية في سوريا. التي بدأت فيها أنقرة عملية عسكرية في يناير 2018، وتمكنت من احتلالها بعد قصف استمر طيلة شهرين في مارس من نفس العام، لتقوم بالاستيلاء على مساحات واسعة من مزارع وكروم الزيتون، وتجني ثمارها لا سيما وإنّ ثلثي سكان المدينة قامت بتهجيرهم نتيجة العمليات العسكرية ورفضت عودتهم بعد انتهائها.

برنارد غوهل النائب في البرلمان السوري كتب ” في عفرين التي احتلتها تركيا تنهب بساتين الزيتون، من قبل القوات التركية والميليشيات التي تدعمها وتباع إلى اسبانيا”.

وتنتج عفرين أفضل أنواع زيت الزيتون السوري، الذي يشكل ثلث انتاج سوريا، ونحو 70% من دخل ابناء المنطقة. واستولت الفصائل على غالب الزيت وباعته للتجار الأتراك بقيمة تقدر ب 100 مليون دولار ربع ذهب ألى الفصائل المسلحة كوسيلة تمويل جديدة لهم، وفي تركيا يخلط زيت عفرين بالزيت التركي ويصدر باسماء وهمية وتزوير لبلد المنشأ، هذا عدا عن قيام المسلحين وعوائلهم بقطع الاشجار وبيعها كحطب.

في نوفمبر 2018 اعترف وزير الزراعة التركية باستيلاء تركيا على محصول الزيتون في عفرين، وهو ما أكده كذلك نواب المعارضة في البرلمان التركي…

لم تتوقف انتهاكات القوات التركية وميليشياتها، الاستيلاء على المنازل وسرقة الممتلكات، والاعتقالات، والتهجير والتعيير الديمغرافي. إضافة لذلك غيرت تركيا اسماء القرى والساحات والشوراع لأسماء تركية، فسمت ساحة باسم رجب طيب أردوغان، وأخرى باسم غضن الزيتون… وسمت المدارس بأسماء قتلى جنودها…كما وأنّها فرضت لغتها وثقافتها على الناس وقامت حتى بجرف قبور أهالي المنطقة بغرض محو ذاكرتها.

وفي يونويو من العام الجاري اتهم عضو في البرلمان السويسري، الحكومة التركية، بتغليف زيت الزيتون المنهوب من سوريا على أنه تركي لبيعه في دول الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك إسبانيا، وذلك بهدف تمويل الميليشيات المدعومة من أنقرة.

وقال البرلماني عن الحزب الديمقراطي السويسري المحافظ، برنارد غول (Bernhard Guhl):

في عفرين التي تحتلها تركيا، يتم نهب بساتين الزيتون من قبل القوات التركية والميليشيات التي تدعمها. والزيتون الذي يسرقونه بيع إلى إسبانيا والبيع مستمر.

وجاء تصريح البرلماني السويسري خلال جلسة للبرلمان السويسري استفسر فيها السيد غول عن الإجراءات التي اتخذت للتحقيق في الأموال التي يجنيها الاحتلال والمجموعات التابعة له من بيع زيت الزيتون المنهوب من عفرين بعد احتلال المقاطعة في آذار العام الفائت.

وفي سياق متصل، قالت صحيفة (Público) الأسبانية، إن الحكومة التركية تستخدم شركات وسيطة لتصدير زيت الزيتون المنهوب من المواطنين الكرد في عفرين إلى أسبانيا.

ونقلت الصحيفة عن مصادر إسبانية محلية قولها إن الزيت المنهوب يتم خلطه بزيت تركي محلي قبل أن يتم وسمه بعلامة تجارية أخرى ومن ثم يتم تصديره لأسبانيا.

-------------------------------

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com

ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات

تابعنا : تويتر - تلغرام - فيسبوك