رصاص الجندرمه التركية يلاحق النازحين في الخيم داخل الأراضي السورية

يتعرض النازحون السوريين القادمون من ريف حماة الشمالي والغربي إلى المخيمات العشوائية بريف إدلب الشمالي بشكل يومي لرصاص حرس الحدود التركية “الجندرما”، والذي يتسبب بمقتل وإصابة العديد منهم.

وهؤلاء النازحون هم الهاربون من القصف الذي تتعرض له مناطقهم من قبل القوات الروسية والحكومة السورية وهي المناطق التي من المفترض إنها تقع ضمن خطة وقف التصعيد التي تتحمل تركيا مع روسيا كضامن لوقف القصف والقتال فيها.

سكان المخيمات العشوائية بجانب الجدار التركي الحدودي، والتي لا يبعد بعضها سوى عدة أمتار عن “الجندرما” التركية، المنتشرة على التلال الحدودية، معناتهم تتكرر مع الرصاص من قبل الجندرمة وإصابتهم وهم داخل خيمهم و تؤدي لمقتل العشرات منهم.

وكان آخر هذه الحوادث في شهر أغسطس/آب الماضي، ونتج عنه مقتل امرأة وإصابة طفلتها في بلدة كفرلوسين، وإصابة طفل آخر في مخيم أطمة الحدودي.

حيث تشهد المناطق الحدودية بشكل متكرر حوادث تودي بحياة مدنيين أو تؤدي إلى إصابتهم برصاص “الجندرما” التركية.

ونقل عن الشاب من مدينة طيبة الإمام بريف حماة، جهاد الطيباني، إلى أنَّ النزوح قرب الجدار الحدودي أبعدهم عن أجواء قصف قوات النظام للمدن والبلدات، حيث من المفترض أن تركيا ضمنت توقفه.. ولكنه وصلت بهم إلى الحدود ليكونوا تحت رحمة الرصاص “الجندرما” التركي التي تطلق نيران أسلحتها على المخيمات بشكل يومي، وخاصة في فترة منتصف الليل.

وأضاف الطيباني بأنَّه بالرغم من الظروف المعيشية الصعبة، إلى أنَّ عددًا من الذين لجؤوا لسقف خيامهم بالإسمنت المسلح “البيتون”، للوقاية من رصاص الجندرمة الذي يتساقط على الخيام ليلًا بحجة وجود مهربين يعبرون الحدود إلى الأراضي التركية.

ولفت الطيباني إلى أنَّ أطفال المخيم يصيبهم الذعر ليلًا نتيجة كثافة الرصاص الذي لا يهدأ بساعات الليل المتأخرة، ويخترق في أغلب الأحيان الخيام وخزانات المياه الحديدية.

ومن جهته، نوه أبو أحمد المهجر من قلعة المضيق إلى بلدة كفرلوسين الحدودية إلى أنَّ مهجري البلدة وأهلها استوقفوا أحد الأرتال التركية العائدة من نقطة مراقبة منتصف الشهر الماضي عبر وضع الأحجار على طريق الرتل، وتقدموا بشكوى لضابط الرتل حول موضوع إطلاق الرصاص، ليتوعدهم بمحاسبة الفاعلين، ولكن دون جدوى.

وزادت أعداد الخسائر البشرية الناجمة عن استهداف حرس الحدود التركي ارتفاعها، إثر قتل المزيد من السوريين ممن يحاولون الهروب من الموت أو الأوضاع المعيشية والأنسانية والأمنية الصعبة شمال غرب سوريا لا سيما بعد سقوط الهدنة وعودة المعارك إلى إدلب فتلقَّفهم الموت برصاصات تركية.

ولا يتوان الجندي التركي عن استهدف اللاجئين، بالرصاص رغم أن تركيا تعتبر من الدول الضامنة لوقف التصعيد وتشارك كأحد أطراف الصراع الرئيسية في سوريا وتقع على عاتقها مهمة حماية اللاجئين والنازخين.

كما قامت تركيا ببناء جدار عازل على طول حدودها التي يبلغ طولها 911 كم لمنع دخول اللاجئين، ما يسفر عن سقوط قتلى وجرحى مدنيين بشكل مستمر.

الاثنين قدمت قوات الجندرمة التركية على قتل اللاجئ السوري “أنس محمود ” من أهالي بلدة الهبيط جنوب مدينة إدلب، وذلك أثناء محاولته عبور الحدود التركية، كما وأصيب ثلاث بجروح، وعجزت فرق الاسعاف عن الوصول إليهم لساعات، خشية اطلاق الرصاص عليهم من قبل الجنود الأتراك، الذين رفضوا قبول وقف اطلاق النار لانقاذ المصابين.

كما وقامت الجندرمة بتعذيب ثمانية مواطنين سوريين وضربهم بشكل وحشي لساعات متواصلة، ما تسبب بكسور وجروح ورضوض في أجسادهم، حيث تناوب على إهانتهم وضربهم 7 عناصر من قوات حرس الحدود أثناء محاولتهم العبور نحو الأراضي التركية بالقرب من قرية “كاوركو” شمال جسر الشغور بريف إدلب، ومن ثم جرت عملية إعادتهم في اليوم التالي إلى داخل الأراضي السورية وهم بحالة مذرية وحرموا طيلة ساعات الاحتجاز من الحصول على الماء، أو الطعام بحسب ما أكد مالك الأحمد الذي يبلغ من العمر 19 سنة “بقينا طيلة ساعات في غرفة مغلقة، تحت تهديد اطلاق الرصاص علينا وكان معنا إمرأة وطفلها رفض البوليس التركي اعطائها بطانية لتدفئة طفلها طيلة ساعات الليل الباردة”.

وتُظهر العديد من الأشرطة المُصوّرة اعتداء حرس الحدود التركي على شبان ومواطنين سوريين بعد اعتقالهم خلال محاولتهم عبور الشريط الحدودي، حيث يعمد عناصر حرس الحدود إلى ضربهم وتوجيه الشتائم لهم.

في 23 أيلول الجاري قتلت قوات حرس الحدود التركية “الجندرما” شاب من أبناء قرية الحمية بريف إدلب الغربي أثناء محاولته العبور باتجاه الأراضي التركية من جهة ريف إدلب الغربي، بعد إطلاق النار عليه من قبل الجندرما التركية كما وأصيب ثلاث آخرين بجروح بينهم طفل يبلغ من العمر 8 سنوات.

وكانت الجندرمة قد قتلت كذلك الشابة هديل احمد الحسين الدخيل في 9 اغسطس بعد إصابتها بطلق ناري في الصدر على الحدود التركية السورية أثناء محاولة عبورها للجانب التركي. وهي من محافظة ديرالزور قرية البوعمر.

وأصبحت حوادث قتل اللاجئين شائعة أكثر فأكثر في السنوات الثلاث الماضية، رغم ادعاء السلطات التركية أنها تتبع سياسة الحدود المفتوحة في أعقاب اندلاع الحرب الأهلية السورية منذ عام 2011.

مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا رصد حتى الآن مقتل 440 لاجئا برصاص الجندرمة التركية على الحدود، بينهم ( 80 طفلا دون سن 18 عاما، و 55 امرأة) كما وارتفع عدد الإصابات بطلق ناري أو اعتداء إلى 402 مواطنا وهم من الذين يحاولون اجتياز الحدود أو من سكان القرى والبلدات السورية الحدودية أو المزارعين، وأصحاب الأراضي المتاخمة للحدود حيث يتم استهدافهم من قبل الجندرمة بالرصاص الحي.

بتاريخ 5 اغسطس قتلت الجندرمة التركية اللاجئ “هشام مصطفى” من مدينة السفيرة وكان يقيم في تركيا وقامت السلطات التركية بترحيله إلى الأراضي السورية قسرا منذ قرابة 32 يوم، بسبب عدم حوزته على بطاقة الحماية المؤقتة “الكيملك” حيث بقيت زوجته وأولاده الثلاثة في تركيا، ما دفعه لمحاولة الدخول لاحقا من أراضي محافظة إدلب قرب بلدة دركوش، حيث أطلقت “الجندرما” عليه النار ما أدى لمقتله.

كما واعتقلت الجندرمة 4 لاجئين وقامت بضربهم بشكل وحشي بالإضافة إلى حلاقة شعر الرأس والحاجبين.

وكانت السلطات التركية رحلت 6160 لاجئا سوريا خلال شهر تموز الفائت حسب ما صرحت إدارة معبر “باب الهوى” على موقعها الرسمي..

والجمعة، 4 اغسطس فقد الطفل ماهر حسن، حياته متأثرا بجراحه بعد أيامٍ على إصابته برصاص الجندرمة التركية في قرية سفتك في مقاطعة كوباني على الحدود التركية. ماهر (17 عاماً) أصيب برصاصة في الرأس في الـ30 من تموز/يوليو المنصرم، أثناء مساعدته لأهله في ترميم سطح منزلهم في قرية سفتك غرب مدينة كوباني.

وفي الأربعاء 24 يوليو أصيب الشاب “كانيوار شاهين جزائر” ( 29 عاماً) من أهالي قرية قره موغ شرقي كوباني بطلقتين في الكتف أثناء عمله في أرضه قرب قرية غريب على الحدود السورية -التركية، حيث تم اسعافه إلى مشافي مدينة كوباني وتحويله إلى مشافي مدينة منبج؛ لتلقي العلاج.

وبتاريخ 20 يوليو الجاري قتل شاب من أبناء مدينة سلقين برصاص قوات حرس الحدود التركي “الجندرما” أثناء مروره على الطريق الواصل بين بلدة دركوش وقرية الدرية الحدودية مع ولاية هاتاي / لواء اسكندرون غرب إدلب، كما وأصيب نازحان اثنين في مخيم صلاح الدين غرب جسر الشغور، برصاص عشوائي مصدره حرس الحدود التركي أثناء ملاحقة -الجندرما- لمهربين حاولوا دخول الأراضي التركية الجمعة.

في إدلب الإثنين 11 شباط، عُثر على جثث 10 مدنيين على الشريط الحدودي، بالقرب من بلدة زرزور شمالي إدلب في منطقة دركوش ..معظم الجثامين بقيت داخل الأراضي التركية بينهم أطفال ونساء.

وفي حزيران، قتل ثلاثة مدنيين بينهم طفلة تبلغ من العمر 10 سنوات، برصاص “الجندرمة” التركية، في أثناء محاولتهم العبور من منطقة دركوش بريف إدلب إلى الأراضي التركية.

وكانت أبرز الحوادث السابقة في حزيران 2016، حين قتل 11 شخصًا بينهم نساء وأطفال، قرب معبر خربة الجوز في ريف إدلب الغربي إضافة لمقتل 9 مدنيين أغلبهم نساء في 9 فبراير 2019.

وقالت منظمة (هيومن رايتس ووتش) في تقرير لها فبراير الماضي إن قوات حرس الحدود التركية تطلق النار عشوائيا على طالبي اللجوء السوريين الذين يحاولون العبور إلى تركيا، ويعيدونهم بشكل جماعي إلى حيث جاءوا.

وذكرت المنظمة، التي يقع مقرها في نيويورك، إنها تحدثت مع 13 سوريا قالوا جميعهم إن قوات حرس الحدود التركية أطلقت النار عليهم بينما كانوا لايزالون في سوريا، ما أسفر عن مقتل 10 أشخاص، من بينهم طفل، وإصابة عدد آخر.

-------------------------------

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com

ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات

تابعنا : تويتر - تلغرام - فيسبوك