التحالف الدولي يناقش مع مجلس تل ابيض العسكري خطة زيادة عدد قوات المجلس وتدريبهم

أعلن التحالف الدولي بقيادة واشنطن إحراز تقدم جيد بشأن إقامة المنطقة الآمنة شمال سوريا، في الوقت الذي لا تزال تركيا تعلن على لسان مسؤوليها عدم رضاها عن مجريات الأمور، وعن اختلاف واضح بالرؤية بين أنقرة وواشنطن بالترتيبات المنتظرة للمنطقة العازلة.

والأحد زار وفد من التحالف الدولي المجلس العسكري لمدينة تل أبيض التي بدأت قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب الانسحاب منها الشهر الماضي.

وقال التحالف في بيان وزع على الصحافيين “نسجل تقدما كبيرا في المرحلة الأولى من أنشطة الآلية الأمنية”.

وأضاف البيان أن “قوات التحالف وقوات سوريا الديمقراطية سيرت عدة دوريات لكشف مواقع التحصينات وإزالتها لتبديد قلق تركيا”. وتابع “كما نفذت القوات الأميركية والتركية أربع عمليات تحليق”.

وجاء في بيان التحالف “سنواصل مباحثاتنا والتنسيق الوثيق مع تركيا للبحث في تفاصيل إضافية حول أنشطة الآلية الأمنية”.

وتابع “سنواصل إزالة بعض التحصينات التي تثير قلق تركيا”.
وقال الجنرال كينيث ماكنزي قائد القيادة المركزية الأميركية، الجمعة، إن الجيش الأميركي لن يزيد عدد قواته في سوريا لتنفيذ دوريات مشتركة مع تركيا مضيفا أن هدفه النهائي هو خفض عدد تلك القوات.

وقال المتحدث باسم قوة العمليات المشتركة – عملية العزم الصلب التابعة للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” في العراق والشام, إن التحالف يجد نفسه ملزماً بإنجاح الآلية الأمنية من أجل الشراكة القوية مع قوات سوريا الديمقراطية.

وأثنى الكولونيل مايلس ب. كاغينس في تصريح لوسائل الإعلام, أدلى به على هامش الاجتماع الذي عقد اليوم بين قادة التحالف وشخصيات من مجلس تل أبيض العسكري, على “التجاوب السريع من قبل مجلس تل أبيض العسكري في تحمل مسؤولية أمن الآلية الأمنية في منطقكم, بينما تنسحب قوات وحدات الحماية طوعاً.” مضيفاً “واثقون أن القوات المحلية ستتجنب حصول فراغ أمني يسمح لداعش بالعودة.”

وذكر ضرورة استمرار التنسيق المباشر بين قوات التحالف وقوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية في شمال وشرقي سوريا والمجالس المدنية والعسكرية التي تقيم داخل مناطق “الآلية الأمنية”.وبين ضرورة استمرار التنسيق بين تركيا والولايات المتحدة من أجل نجاح الآلية الأمنية, وقال “هناك بعض النقاط التي لازلنا نتباحثها سوية , وبكل الأحوال نعتقد أن كل أنشطة الآلية الأمنية التي تجرى من قبل أمريكا وتركيا يجب أن تكون مشتركة.”

وركز الكولونيل كاغنيس على ضرورة معالجة مخاوف سكان شمال شرقي سوريا, من خلال حفظ الأمن والاستقرار في المنطقة, مع معالجة مخاوف تركيا, قائلاً “في النهاية معالجة مخاوف تركيا الأمنية وتعزيز الأمن والاستقرار في شمال شرقي سوريا, سيسمح لنا بالاستمرار في مهمة القضاء على داعش.”
ويرى الكولونيل كاغنيس أن الدورية الأولى تم تسييرها بنجاح لأن الإجراءات كانت منسقة بقرب بين التحالف وقسد وبين تركيا والتحالف أيضا .

وقال “العالم استطاع أن يشاهد أن الآلية الأمنية هي الخيار الأفضل من أجل حفظ الأمن والسلام لسكان شمال شرقي سوريا, ويعالج المخاوف التركية في الوقت نفسه.” مضيفاً: “سنستمر في مباحثاتنا مع تركيا من أجل العمل على التفاصيل الأخرى للمنطقة الآمنة.”

وحول المراحل القادمة من اتفاقية الآلية الأمنية, قال كاغنيس “سترسل الولايات المتحدة قواتها لتنفيذ تدريبات مع الجيش التركي للتحضير لدورية أرضية مشتركة في منطقة الآلية الأمنية لضمان أن يكون تسيير هذه الدوريات محافظاً على الأمن لكل الأطراف.”

وشدد الكولونيل مايلس ب. كاغينس في تصريحه على أهمية العلاقة مع قوات سوريا الديمقراطية, واصفاً العمليات المشتركة بالسنين الخمس الماضية بـ” العمل الرائع”, مضيفاً “نحن ملزمون بجعل الآلية الأمنية ناجحة من أجل شراكتنا القوية مع قسد ومهمتنا المشتركة في القضاء على داعش ومن أجل استقرار الناس في شمال شرقي سوريا.”

وحضر اجتماع تل أبيض بين التحالف ومجلسها العسكري العميد تورنر, نائب قائد القوات الخاصة لعملية العزم الصلب، وفريقه إضافة إلى الرئاسة المشتركة للإدارة الذاتية بتل أبيض والرئاسة المشتركة لمجلس تل أبيض العسكري.

وبحث الاجتماع آليات تنسيق اتفاقية “الآلية الأمنية” متمثلة بردم بقية الأنفاق وتسيير الدوريات المشتركة, إلى جانب بحث أهمية التنسيق الأمريكي – التركي والتنسيق الأمريكي مع مجلس تل أبيض العسكري.

وسلط الاجتماع الضوء على آلية عودة النازحين والمشمولة ضمن اتفاق “الآلية الأمنية” وأكد على ضرورة أن تكون العودة طوعية.

وتمت مناقشة الاستمرار في تسيير الدوريات المشتركة بين التحالف ومجلس تل ابيض، حيث سيرت أول دورية مشتركة في 8 أيلول/ سبتمبر.

ونقلت وكالة نورث بريس عن روسيل زنارين الرئيسة المشتركة لمجلس تل أبيض العسكري تجهيزهم لقوة أمن الحدود لتعزيز وجودهم وإنهم ناقشوا التحالف التفاصيل حول ذلك.

ووصفت زنارين اجتماعهم ظهر اليوم مع العميد تورنر بـ”الناجح” قائلةً بأنهم تناقشوا حول الآلية الأمنية وتقييم نجاح الدورية التركية – الأمريكية المشتركة.

وصرحت زنارين بأنهم يعملون بالتعاون مع المجلس المدني وقوى الأمن الداخلي على تأمين المنطقة بتعزيز أمنها واستقرارها.

فيما أكدت بأن عودة اللاجئين السوريين للمنطقة الآمنة ستأتي بعد تطبيق الإجراءات القانونية والأمنية والتي يتم تجهيزها للحفاظ على أمن السكان الموجودين بالأصل في المنطقة قائلةً “من لم تتلطخ أيديهم بالدماء، أهلا وسهلا بهم”.

وفي سياق التهديدات التركية بإفشال الاتفاقية قالت “كقيادة المجلس, ملتزمون ببنود الاتفاق مشيرةً إلى تنسيقهم مع التحالف الدولي في هذا الخصوص.”

واعتبرت أن الدورية الأمريكية التركية المشتركة الأولى في مناطق الآلية الأمنية جرت بنجاح بفضل الإمكانيات التي وفرها التحالف الدولي لمجلس تل أبيض العسكرية قائلةً بأن “الدورية انتهت بدون آثار سلبية” منوهةً إلى استمرار انسحاب قوات سوريا الديمقراطية وتدمير التحصينات المجابهة لتركيا.

من جهته قال رياض الخميس الرئيس المشترك لمجلس تل أبيض العسكري “كانت المرحلة الأولى ردم الخندق والحفريات وإزالة السواتر ومن بعدها (تم) سحب قوات سوريا الديموقراطية إلى العمق”.

وأضاف “ستكون هناك في الأيام المقبلة دوريات مشتركة من أجل أمن الحدود والمنطقة. الدوريات ستكون بين التحالف أو الولايات المتحدة وتركيا وذلك بالتنسيق معنا كمجلس عسكري في تل أبيض”.

وتابع “سنقوم بدعم التحالف بتدريب القوة التي تشكلت حديثا وسيشرف عليها التحالف (…) التحالف وعد بتدريب العسكريين الذين هم من أهل هذه المنطقة لوجستيا”.

-------------------------------

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com

ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات

تابعنا : تويتر - تلغرام - فيسبوك